آخر ساعة

فضائح جديدة بالمخيمات..كميات كبيرة من المخدرات يتم تخزينها بسجن “الرشيد”

بعدما تأكد تورط قيادة البوليساريو في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عن طريق تصفية المعارضين لها من خلال شهادات بعض الناجين من القمع الوحشي لعصابات الرابوني و باعتراف الانفصاليين أنفسهم، و بعد عمليات سرقة وتحويل المساعدات الإنسانية التي تمنحها الدول الأجنبية لصالح محتجزي المخيمات والتي تم فضحها من طرف  المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، إضافة إلى التستر على استمرار العبودية داخل تلك المخيمات كما كشفت ذلك بعض منظمات حقوق الإنسان على رأسها منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها المسمى “خارج الردار”، بالإضافة إلى جرائم أخرى، جاء الدور على كشف النقاب عنها مؤخرا على تورط القيادة الصحراوية في الاتجار في المخدرات عن طريق تمكن عصابة إجرامية من الاستيلاء على كمية مهمة من المخدرات كانت مخزنة بسجن الرشيد شرق مخيم ولاية السمارة، و الذي تنفي البوليساريو تواجده أمام منظمات حقوق الإنسان الدولية.

 

      فقد قامت يوم 10 أكتوبر 2016 عصابة تتكون من عدة أشخاص، بالهجوم في وقت متأخر من الليل على سجن “الرشيد” و التابع  لما يسمى بكتابة الدولة للتوثيق و الأمن” التي يترأسها المسمى “كريكاو”، حيث اعتدوا على الحراس بالسلاح الأبيض و نزعوا سلاحهم ، قبل أن يقوموا بالتوجه نحو إحدى الحاويات الثلاث المستعملة لتخزين الأسلحة و الأرشيف، و يستخرجوا منها كمية كبيرة من المخدرات و يضعوها على متن سيارتين رباعيتي الدفع و يغادرون المكان، كما صرح بذلك الحراس الذين تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

 

       و حسب الأخبار المتواترة ترك هذا الحدث ضجة كبيرة في صفوف البوليساريو الدين ينكرون ويتسترون أولا على تواجد هدا السجن الذي يضم العديد من السجناء ومعتقلي الرأي المناهضين للجمهورية الوهمية. كما أن سكان المخيمات يتساءلون عن سر تواجد المخدرات في السجن المذكور قبل ان يدركوا أن المسؤول الملقب “كريكاو” احد المقربين من القيادة المتنفذة للبوليزاريو، والتي كان بصدد تسويقها، على اعتبار أنه سبق و أن باع  كمية كبيرة من المخدرات كانت مخزنة في نفس المكان منذ أربع سنوات.

 

      و يرى بعض متتبعي ملف الصحراء أن هذه الحادثة شكلت ضربة قوية لما يسمى مديرية الأمن التي يخاف منها محتجزو مخيمات تندوف نظرا لماضيها الدموي و لبطش عامليها بالأهالي في المخيمات ، كما أن هذا الحدث زعزع اركان قيادة البوليساريو و عرض الوضع الداخلي لمزيد من الخطر لأن هناك صراع  لامتناهي بين أباطرة المخدرات والأسلحة من اجل السيطرة والتحكم اكثر في المناطق التي تعرف هذا النوع من الأنشطة حيت سجلت مواجهات مسلحة بين العصابات التي يتزعمها موالون للبوليساريو من اجل السيطرة على كميات كبيرة من المخدرات وكذلك الأسلحة والتي تروج داخل المخيمات من طرف المنظمات الإرهابية المتواجدة هناك والتي تصول وتجول بإيعاز من القيادة الهلامية والتي تتمركز في مناطق خاصة لترويج تلك البضائع كمنطقة بير تغيسيت وامهيريز.

 

       فإذا كان البوليزاريو يتظاهر بعدم الإحساس برياح التغيير رغم حالة الاحتقان الامني و الاجتماعي الدي تعرفه المخيمات فانه لا يمكن لذلك أن يحجب على القيادة الجزائرية حقيقة الوضع في الرابوني ،  وما يثير التساؤل هو استمرار الجزائر في استضافة هذه المخيمات فوق ترابها بذريعة أنها تأوي لاجئين يطالبون بممارسة حق تقرير المصير ، في حين أن الحقيقة غير ذلك. فعلى مدى 40 سنة تمكنت المجموعة الدولية من اكتشاف عدد كبير من الحقائق و أصبحت الدعاية الجزائرية عاجزة عن تصريف مغالطاتها رغم الأموال الباهظة التي تنفق في سبيل ذلك على حساب البطالة و الفقر و العيش الكريم للمواطن الجزائري.

 

 

         إن المؤكد اليوم هو أن الجزائر تتستر فوق أراضيها على مخيمات أصبحت بشهادة الجميع بؤرة للفساد و لمختلف أنواع الجريمة بما في ذلك المخدرات و التهريب والاتجار في الأسلحة فضلا عن التلاعب في المساعدات الإنسانية، بل أنه بعد انهيار نظام القذافي أدى انتشار الأسلحة على نطاق واسع في منطقة الساحل و تورط قوات البوليساريو في عمليات القاعدة في الغرب الإسلامي ، و هي القوات التي دعمت القذافي في صراعه ضد الثوار، وهاهي الآن تستعمل المخيمات قاعدة خلفية لأعمال إرهابية واسعة النطاق ولتجارة المخدرات والأسلحة.

 

        وأمام خطورة الوضع بهذه المخيمات أصبح من غير الجائز استمرارها خارج القانون الدولي ، و هو ما تجاهله كريستوفر روس باعتباره المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء. فعوض أن يقوم بمبادرات جريئة و مبتكرة لمعالجة الوضع الإنساني في مخيمات تندوف ومن تم الوقاية من مخاطر تهديد الأمن والسلم في المنطقة، فانه اهتم في تقريره الأخير بقضايا جانبية و ثانوية لن تجدي شيئا في أفق إيجاد حل لقضية الصحراء في إطار المقترح المغربي الذي يحظى بقبول الأغلبية الساحقة من الدول حتى التي كانت تعترف سابقا بالجمهورية الوهمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *