كواليس | مجتمع

المسلمون بأمريكا متخوفون من النتائج الإنتخابية

بمجرد حديثك مع بعض هؤلاء عن انتخابات اليوم المنتظرة في الولايات المتحدة، تتأكد من أن هذه الانتخابات الرئاسية ليست في نظر هؤلاء كمثيلاتها من قبل، على الأقل بالنسبة للجالية المسلمة في ولاية نيويورك. ولئن يجمع من التقيناهم تقريبا على رأي واحد ومواقف متشابهة بشأن المرشحين للبيت الأبيض، فإننا فوجئنا ببعض الآراء غير المنتظرة.
“المؤشرات مطمئنة وكلينتون هي الرئيسة القادمة”

أكثرية المسلمين من سكان منطقة أوزون بارك يتحدرون من جنوب آسيا، وخاصة من بنغلادش وسيريلانكا ونيبال.

بابون
بابون الذي يملك محل بقالة، قدم إلى الولايات المتحدة منذ عشرات السنوات. لم يتردد في مصارحتنا بمشاعر الخوف التي تنتابه من ترامب، ويقول إن رجل الأعمال يستهدف بشكل واضح في إطلالته الإعلامية المهاجرين وخاصة المسلمين، لذلك يعتقد أن تصويت المسلمين على الأقل في هذه الضاحية لن يكون سوى لصالح المرشحة الديمقراطية على حساب ترامب.

بابون يقول أيضا إنه يتابع عن كثب وبشغف آخر أخبار الحملة الانتخابية ويقول إن الأخبار والمؤشرات مفرحة حيث يبدو أن آمال رجل الأعمال الأمريكي تتضاءل شيئا فشيئا، وهو شبه متأكد من أن كلينتون ستكون رئيسة الولايات المتحدة.

وإذا حقق ترامب المفاجأة كما يقول الأمريكي البنغالي، فالجالية المسلمة لن يكون بوسعها رفض النتائج لأنها تعيش في بلد يحكمه القانون، ولكنه يعتقد أيضا أن مواقف وتصريحات ترامب بخصوص منع المسلمين من دخول بلاده أو البقاء فيها قد تبقى في حدود الوعود الانتخابية التي أراد من خلالها كسب أصوات المتشددين من الناخبين، وقد لا يجرؤ على تنفيذها فعلا، ويختم بأن كلينتون ستفوز في مطلق الأحوال”.

“أنا مرعوب من ترامب، صاحب الشطحات الغريبة”

لينكون آلام، العامل في محل للبقالة، لا يشك أبدا في مآل أصوات المسلمين ويقول، “إذا سألت 10 أشخاص لمن سيصوتون غدا ستحصل منهم على نفس الإجابة، لهيلاري كلينتون … وهو أمر متوقع وعادي طالما يهدد الجمهوري بتضييق الحريات وقمعها، أنا مرعوب من هذا الرجل، صاحب الشطحات الغريبة والمخيفة، كلينتون تتمتع عن خصمها بالخبرة الضرورية في حين أن خصمها ليس سوى رجل أعمال والولايات المتحدة ليست مؤسسة تجارية.

“ترامب قد يكون رئيسا جيدا”

محمد كودان، العامل في محل لتغيير وبيع العُملة، يعيش في أمريكا منذ 1991، يقول إنه سيصوت لكلينتون رغم أنه يعتقد أن المرشحين الإثنين يستحقان هذ المنصب، لكنه يعتقد أن ترامب، رغم إدلائه بتصريحات مخالفة للدستور الأمريكي، فإنه لم يشعر بارتفاع معاداة الإسلام والمسلمين طيلة هذه الحملة، وإذا فاز ترامب، سنرى ماذا نفعل، فلا داع لاستباق الأحداث، فقد يكون رئيسا جيدا. وإذا ساءت الأمور بالفعل بالنسبة للمسلمين فأستطيع دوما العودة إلى بلادي: بنغلاديش.

“أكره المرشحين الاثنين ترامب وكلينتون”

ميسبا عابدين، رئيس جمعية استثمارية أمريكية ـ بنغلادشية، يقول إنه يحتفظ بنوايا التصويت لنفسه، فعملية الانتخاب سرية، خاصة في ظل وجود مغالطة وتأويل خاطئ لتصريحات المرشحين، فكيف لترامب مثلا ترحيل كل مسلمي الولايات المتحدة؟ ترامب تحدث عن المسلمين الأصوليين وأنا أشاركه الرأي بخصوص هؤلاء … لكنني أعارض موقفه بخصوص المهاجرين، فهذا البلد بناه المهاجرون، وهو نفسه من أصول مهاجرة رغم أنه ولد هنا، وفي الحقيقة أنا أكره الاثنين: “ترامب وكلينتون”.

“كلينتون ستشعل حربا عالمية”

“أكره كلينتون”، لم أكن أتصور أني سأسمع هذه العبارة كثيرا في هذه الضاحية الفقيرة، لكنني التقيت حلاقا، يدعى أمراك، الذي لم يفكر كثيرا قبل أن يصارحني بكرهه لهيلاري، وليحذرني من مآل العالم إذا ما وصلت كلينتون إلى سدة الحكم: سترى كيف ستعلن كلينتون حربا عالمية إذا أصبحت رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية. لماذا؟ لأنها ترفض التعاون مع الروس وتمقت فلاديمير بوتين، لذلك أفضل ترامب، الصديق الحميم لبوتين، وأعتقد فعلا أن ترامب سيعيد الولايات إلى مجدها كما يقول، ونحتاج الآن لشخص مثله يحسن العلاقات الأمريكية ـ الروسية.

أمراك
أمراك هو من أصول شيشانية ـ روسية مسلمة، ويعشق فلاديمير بوتين، ويعتقد تمام الاعتقاد أن كلينتون تناصب بوتين العداء، لذلك سيختار خصمها اللدود، وكذلك لأن كلينتون ستواصل سياسة باراك أوباما المعادية للروس. وهو ما يذهب إليه رفيقه آليكسي أيضا، والذي يعد بفتح قارورة شمبانيا إذا فاز ترامب غدا في الانتخابات، لأنه رجل سلام على حد تعبيره، وفي فيديوهاته على يوتيوب نستطيع أن نتأكد من ذلك، لكن الرجل أُسيئ فهمه لا أكثر”

منطقة “أوزون بارك” تتنازعها المخاوف والآمال بشأن مآل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة اليوم، ولئن يعتقد أغلبية الذين تحدثنا إليهم أن حلول ترامب بالبيت الأبيض قد يغير من حياتهم، ربما نحو الأسوأ، فإن أقلية من سكان هذه المنطقة، ذات الأغلبية المسلمة والمساجد المتعددة، تبدو متحفظة بخصوص المرشحين الاثنين، موقف ليس حصرا على الأقلية المسلمة فحسب …حيث لم تخف عدة أقليات أمريكية أنها مجبرة على اختيار مرشح من مرشحين أحلاهما مر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *