آخر ساعة

كيف أصبح الفشل عنوانا لمناورات الجزائر والبوليساريو ضد المغرب

أصبح الفشل عنوانا بارزا لمناورات الجزائر و ربيبتها جبهة البوليساريو ضد المغرب، فقد فشل الثنائي في تحقيق أي تقدم يذكر سواء أمام مجلس الأمن الدولي أو أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالرغم من تسخير ما لديهم من إمكانيات دبلوماسية لكي يكتسبوا تأييد أعضاء مجلس الأمن الدولي، إلا انه لم يتأتى لهم ذلك ولهذا لجاءوا مرة أخرى لتبرير فشلهم باختلاق الاعذار والسيناريوهات بعد أن صادقت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة بدون تصويت على قرار يدعم المسلسل السياسي الأممي لتسوية قضية الصحراء المغربية، مع دعوة دول المنطقة إلى تعاون كامل مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي من اجل التوصل إلى حل سياسي لهدا النزاع الإقليمي.

و من خلال هذا القرار نوهت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالجهود المبذولة من طرف المغرب في هذا الصدد كبحثه عن تسوية سياسية تكون مقبولة من طرف الجميع. كما أشارت إلى القرارات التي كرست تفوق مبادرة الحكم الذاتى المقترح من قبل المغرب والتي حظيت بإشادة من قبل مجلس الأمن والمجموعة الدولية باعتبارها مبادرة جدية وذات مصداقية لتسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل من طرف الجزائر.

      كل هذه الاعترافات والتنويهات بالجهود المغربية في هذا الإطار لم ترق الجزائر ولا البوليساريو و لا حليفتهم جنوب إفريقيا،  بحيث لم يجدوا أي حرج في اعتبار المغرب الجهة التي تعرقل جهود الأمم المتحدة  مستدلة على ذلك  بتجميد المسار التفاوضي وعرقلة زيارة الأمين العام للأمم المتحدة ولمبعوثه الشخصي  إلي المنطقة وصولا إلى نعته بالمتمرد على قرارات وصلاحيات مجلس الأمن الدولي بطرد المكون السياسي والإداري لبعثة المينورسو، إضافة إلى الاتهامات التي وجهها المكتب الدائم لجبهة البوليساريو خلال اجتماعه الأخير للمغرب بعدما  اعتبر أن المملكة  تشن  اليوم حربا قذرة جديدة قوامها إغراق المنطقة بالمخدرات بكل ما ينتج عن ذلك من تشجيع وتمويل لعصابات الجريمة  المنظمة والجماعات الإرهابية بحسب ما اختارته الجبهة من تعبيرات.

       وفي نفس الإطار توجهت البوليساريو والجزائر إلى انتقاد فرنسا كحليفة المغرب داعية إياها إلى تحمل عواقب التوتر و الخطر المحدق بالمنطقة، بالنظر إلي موقفها المنحاز إلى الطرف المغربي الذي يعتبرونه كمعتدي واتهام مجلس الأمن الدولي بعدم اتخاذ أي موقف صارم وعاجل اتجاهه.

      وفي الوقت الذي التزمت فيه الجزائر الصمت بعد الإعلان عن تعيين البرتغالي “انطونيو غوتريس” أمينا عاما للأمم المتحدة عبرت جبهة البوليساريو عن أملها في أن تساهم زيارة “ايرفي لادسوس” الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام في تسريع الآجال لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالمنطقة والدي تسعى إليه.

       وفي هذا الإطار صرح مؤخرا  احد أعضاء الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو وهو عبد القادر الطالب أن تغيرات حصلت بخصوص نزاع الصحراء الذي وضع الجبهة أمام قرارين الأول فتح السبيل أمام المسار السلمي المؤدي إلى الاستقلال والأمر الثاني يتمثل في حمل السلاح ضد المغرب.

           فحسب متتبعي هذا الملف و من خلال استقراء الأحداث وجدت عدة أطراف مطلعة  أنه ليس هناك إلا حل واحد ألا وهو مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي طرحه المغرب للصحراء ولا خيار آخر من بعده، لأنه لا يمكن استمرار هذه الوضعية لسنوات أخرى، والمراهنة على البؤس المتفشي في مخيمات تندوف من اجل تغذية الحقد اتجاه المغرب، بحيث أن الرأي العام الدولي أصبح يدرك أن قضية الصحراء  المغربية هو مشكل مغربي- جزائري يمكن أن يحل بين الدولتين الكبيرتين بما يحفظ مصالح كل منهما من دون الإساءة إلى أي طرف أخر، بل بما يؤمن الحياة الكريمة لكل الصحراويين المتواجدين في المخيمات.


         ودعا ذات المتتبعين الجزائر اليوم أكثر من السابق إلى أن تبلغ نوعا من النضج السياسي يجعلها تترفع عن الصغائر والتفكير في تشكيل قوة إقليمية و المشاركة في الحرب على الإرهاب والتطرف من جهة الذي يهدد المنطقة ككل والكف عن عرقلة الجهود التي يبدلها المغرب من اجل تسوية ملف الصحراء المغربية لان الأحداث تتوالى والزمن يتطور وليس هناك مجال لبقاء الكيانات الوهمية على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *