متابعات

الهاكا تفضي لاتفاق وطني يهم حفظ الأرشيف كموروث ثمين بشكل عصري وشامل

خلصت ندوة الصخيرات الدولية حول “حماية الأرشيف السمعي البصري: تراث وذاكرة مشتركة” المنظمة مؤخرا، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بشراكة مع الشبكة الفرنكوفونية لهيئات تقنين الإعلام والهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالكوت ديفوار، بتوافق وطني للآراء حول حفظ هذا الموروث الثمين المرتبط بالذاكرة المشتركة للمغاربة، بشكل عصري وشامل.
قادمين من أوروبا وأفريقيا لتمثيل 45 هيأة تقنين ومنظمة دولية على غرار اليونسكو والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، و عدة مؤسسات متخصصة مثل المعهد الوطني السمعي-البصري، توالت عروض وحوارات وتبادل أفكار أزيد من 120 مشارك ومشاركة بوثيرة عالية زادت عن العشر ساعات، طيلة ايام الندوة. وقد لعب مسؤولو جل وسائل الإعلام السمعية البصرية الوطنية، ممثلي التلفزات والإذاعات اضافة الى المركز السينمائي المغربي، دورا محوريا في بلورة نتائج هذا اللقاء.

من جهة أخرى، اتاحت الخبرات والتجارب الفرنسية (المعهد الوطني السمعي-البصري) والكندية (الإذاعة والتلفزة الوطنية “هنا راديو كندا”) فرصة التبادل التقني مع أطر و تقنيي الأرشيف السمعي البصري بالمركز السينمائي المغربي والهاكا، وكذا مختلف الوسائل السمعية البصرية ببلادنا ووفود هيئات التقنين بالدول الأفريقية، العضو فيالشبكة الفرنكفونية لهيئات تقنين الاعلام التي يرأسها السيد إبراهيما سي سافاني، رئيس الهاكا بالكوت ديفوار ووزير الاتصال السابق.
كما تخلل اللقاء مداخلات كل من خالد صلاح، ممثل اليونسكو بالمغرب، وممثلي المنظمة الدولية للفرنكوفونية،   وبرتراند لوفون وبيير بارو وجان فرنسوا فيرنومون، وممثلي المعهد الوطني السمي-البصري  إريك رولت والسيدتين كريستن برايمر وماريون جاكمان، فضلا عن ممثل راديو كندا،  باتريك مونيت، اضافة الى الخبير والأمين العام السابق لوكالة التعاون الثقافي والتقني (التي ستصبح سنة 2005 المنظمة الدولية للفرنكوفونية) والمؤرخ الكندي، جون لويس روي، قائد التحقيق العالمي المهم حول التنوع الثقافي، الصادر في يناير الماضي بعنوان: “مرحبا بكم في عصر التنوع، خريطة العالم الثقافية الجديدة”.
تجدر الاشارة الى ان مشاركة المغرب مثلتها وفود قوية، كوفد المكتبة الوطنية، بقيادة  ادريس الخروز، ووفد ارشيف المغرب، بقيادة جامع بايدة، ووفد آخر من الدرك الملكي، اضافة الى وفود مسؤولين وأساتذة من المعهد العالي للإعلام والاتصال والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما ومدرسة علوم المعلومات، بينما مثّل المجلس الوطني لحقوق الانسان محمد الصبار، امينه العام.

بقيادتها أعمال هذا الاجتماع الذي يرمي لجعل حفظ الأرشيف أولوية وطنية لجميع الدول الحاضرة، اتخذت هاكا المغرب هدفين أساسين للقاءها المفتوح، لأول مرة، في المغرب وعلى مستوى الشبكة الفرنكفونية لهيئات تقنين الإعلام: مناشدة ومساءلة صناع القرار السياسي ووسائل الاعلام المختصة، بهذه المناسبة، عن السياسات العمومية المخصصة، او التي تستوجب التعزيز، تعميق التفكير حول افضل الاختيارات المقترحة المتعلقة بأنظمة الأرشفة وأساليب إدارة هذه الدعامات ومجالات التكوين التي سيتم تخصيصها للمسؤولين المكلفين بتصميمها وإدارة واستغلالها.
هذه الاستراتيجيات المعبر عنها بوضوح في مداخلة الافتتاح التي القتها  امينة لمريني الوهابي، رئيسة هاكا المغرب، و ابراهيم سي سافاني، رئيس الشبكة الفرنكفونية لهيئات تقنين الإعلام وهاكا الكوت ديفوار، تم تداولها في عدة حلقات مناقشة، من بينها تلك التي نشطها فاعلون وطنيون ( فيصل لعرايشي، من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، و سليم الفاسي الفهري، من المركز السينمائي المغربي، و سليم الشيخ، من صورياد دوزيم، وعثمان النجاري من ميدي 1 تيفي و خالد باليزيد ممثل جمعية الإذاعات الخاصة (ARTI).
وقد اقترح رئيس المديرية العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في حلقة النقاش هاته، تدابير مستقبلية شاملة وواقعية في الآن ذاته: اطلاق بوابة وطنية رقمية موصولة بشبكة متطورة لا تعمل فقط على حفظ وتحديث ارشيفنا السمعي البصري المبعثر بين مختلف المؤسسات، والذي تواجهه عدة مخاطر تختلف من مؤسسة لأخرى ، بل وتجعله متاحا، سريعا وفعالا للمواطنين والمهنين والمبدعين والباحثين، مع امكانيات استغلال مختلفة ومربحة لأمنائها، و ايضا تبادل الشراكات بين مالكي هذه الدعامات، لغرض الابداع أو البرمجة.
أما إذا استلزمت هذه الاجراءات اتخاذ قرارات تنظيمية أو تشريعية، فمن الهيّن قيادة مشاورات مؤسساتية تعتمد بالأساس، من أجل انجاحها، على حراك تطوعي لكل المهتمين، معزز باكتساب الارادة السياسية والسياسة العمومية، لتحقيق الهدف الأسمى.
كما ستتطلب هذه الاجراءات هندسة تكوين وطنية ناجعة وتوظيفا للموارد البشرية ذات الكفاءة العالية في انظمة الأرشفة، المتجددة باستمرار بفضل التقدم والاختراع المستمرين في المجال الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *