متابعات

بالبيضاء وليس بأكادير..منظمو “قمة المناخ” الخاصة بالجمعيات يعلنون عن برنامجها

تم، اليوم الخميس بالدار البيضاء، وليس بأكادير، الإعلان عن برنامج الدورة الثانية للقمة العالمية “كلايميت تشانس” (فرصة المناخ) التي ستحتضنها عاصمة سوس  في الفترة الممتدة من 11 إلى 13 شتنبر المقبل، بتنظيم من مجلس هذه الجهة، وبشراكة مع جمعية “كلايميت تشانس”.

وأكد المنظمون لهذا الحدث العالمي والمشاركون فيه (رئيس جهة سوس- ماسة، إبراهيم حافيدي ورئيس مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية “كوب 22″، وصلاح الدين مزوار ،ورئيس جمعية “كلايميت تشانس”، رونان دانتيك، وبطلة المناخ حكيمة الحيطي، في ندوة صحفية عقدوها بالمناسة، أن قمة (فرصة المناخ) ستكون قمة خاصة بالفاعلين غير الحكوميين في مجال مكافحة التغيرات المناخية عبر العالم، كما أنها ستولي اهتماما خاصا للقارة الإفريقية.

وأشار رئيس جهة سوس، إبراهيم حافيدي، إلى أن قمة المناخ (كوب 21) بباريس شكلت محطة للإعلان عن مجموعة من القرارات، فيما اعتبرت قمة مراكش (كوب 22) قمة العمل وتنفيذ التوصيات، ترتبت عنها العديد من المبادرات، مجموعة منها اتخذت في المملكة المغربية.

وقال إن الدورة الثانية لقمة (فرصة المناخ)، التي يراد منها أن تصبح موعدا سنويا لجميع الفاعلين غير الحكوميين الملتزمين بمكافحة التغيرات المناخية، ستمثل فرصة هامة لتقييم مبادرات الفاعلين غير الحكوميين وقياس مستويات التقدم بشأن المبادرات العملية وتعميق التبادل حول النجاحات المحققة ميدانيا والصعوبات التي تعترض بعض المشاريع، كما أنها مناسبة لتشجيع تبادل الخبرات والابتكارات المتصلة بالبيئة والمناخ.

وأشار إلى أن هذا الحدث يعتبر الأول من نوعه في مسار قمم المناخ العالمية، إذ سيضم فاعلين غير حكوميين بينهم ممثلي الجماعات الترابية ومجموعات الشباب والنساء والمقاولين والصناع والباحثين والجامعيين وممثلي الشعوب الأصيلة والمعاقين والمنظمات غير الحكومية وغيرهم من الناطقين باسم المجتمع المدني وجهات أخرى.

وتابع أن القمة ستشهد مشاركة آلاف الفاعلين والباحثين والخبراء المغاربة والأفارقة والأجانب، وستتميز بتنظيم خمس جلسات عمومية وثمانين ورشة للممارسات الجيدة، بما في ذلك الحركية والنقل والطاقة والمباني المستدامة والتحول التكنولوجي والتشغيل والمياه والمحيطات والاقتصاد الدائري والفلاحة والغابات والتنوع البيئي والتعاون اللامركزي والتعليم والتحسيس بالتغيرات المناخي والتكيف والتخطيط المجالي في مجال المناخ والولوج إلى التمويل والثقافة، فضلا عن ستة عشر منتدى ومجوعة من العروض والمداخلات المتصلة بتقدم المشاريع المرتبطة بمكافحة التغيرات المناخية، وسيتوج الكل ب”إعلان أكادير”.

من جهته قال رونان دانتيك، رئيس جمعية (كلايميت تشانس)، “إن الدورة الثانية لقمة (فرصة المناخ) التي ستحتضنها مدينة أكادير، تعتبر أكبر حدث من نوعه لم يسبق تنظيمه في القارة الإفريقية، وتتميز باستضافتها لكل الفاعلين غير الحكوميين والتعامل معهم على قدم المساواة”.

وتابع يقول في هذا الصدد “هناك مكان لكل فاعل غير حكومي في قمة أكادير، الجميع مدعو لهذه القمة التاريخية، من جمعيات وممثلي المجتمع المدني في القارة الإفريقية، وغيرهم من الأخصائيين والخبراء”.

وذكرت بطلة المناخ حكيمة الحيطي، في كلمة بالمناسبة، بالوعد الذي تم تقديمه للمجموعة الأوربية، والقاضي بكون القمة 22 للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) ستكون قمة العمل، بعدما كانت سابقتها المنعقدة في باريس خاصة بالقرارات.

وأوضحت في معرض حديثها عن دور المجتمع المدني في مكافحة التغيرات المناخية، أن هذا الأخير تمكن من تغيير جهات عديدة، ويعد فاعلا رئيسيا في التغيير والحفاظ على البيئة السليمة.

ودعت إلى مساعدة البلدان الأكثر احتياجا، على رأسها بلدان القارة الإفريقية التي من المتوقع أن تعرف انفجارا ديمغرافيا سنة 2050، مشددة على أن مستقبل العالم رهين بنماء وازدهار هذه القارة.

وأكدت أن قمة أكادير ستتناول إلى جانب الإشكاليات العديدة، إشكالية التمويل وآثار انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس العالمية لمكافحة التغير المناخي (كوب 21) “من أجل حماية أمريكا وشعبها”، على حد قول الرئيس دونالد ترامب.

وبعد أن ذكرت بجهود المغرب في مكافحة الهجرة السرية والإجراءات التي اعتمدها في تسوية أوضاع آلاف الأفارقة فوق ترابه، نبهت إلى أن ظاهرة تزايد الهجرة في اتجاه أوربا ستعرف أبعادا أخطر في المستقبل إذا لم يتم معالجتها عاجلا.

من جانبه أوضح صلاح الدين مزوار، رئيس مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) أن المغرب يحتضن من جديد قمة خاصة بمكافحة التغيرات المناخية، “مرة أخرى تعقد قمة في أرض إفريقية ومن أجل القارة الإفريقية والفاعلين غير الحكوميين فيها، الذين قررنا خلال (كوب 22) أن نمنحهم دورا أساسيا، مكملا للدور الذي تقوم به الحكومة”.

وأكد مزوار أن تنظيم هذه التظاهرة الهامة سيمنح المملكة قيمة مضافة وسيشكل مناسبة للترجمة الفعلية للالتزامات التي تبنتها بشأن التغيرات المناخية، مبرزا أنه بعد النجاح الذي حققه المغرب في قمة مراكش التاريخية، تم تدشين مرحلة جديدة تتعلق بتنفيذ الالتزامات.

وقال في هذا الصدد إن”التزام المغرب وكذا الرئاسة المغربية لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، مستمر؛ سنواصل العمل بنفس النهج وبنفس القناعة والرؤية التي عبر عنها جلالة الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة في هذا المجال، وذلك بهدف إنجاح الالتزام العالمي القاضي بمكافحة التغيرات المناخية”.

وذكر مزوار بالأهمية التي توليها جهة سوس-ماسة لمجال البيئة، مشيرا إلى أنها تقدم نموذجا على مستوى الانخراط في المشاريع المتصلة بحماية البيئة، وما احتضانها لهذه القمة إلا تأكيد على الاهتمام الذي توليه المملكة المغربية لقضية مكافحة التغيرات المناخية والتحديات المطروحة على القارة الإفريقية ومعها كافة بلدان المعمورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *