اقتصاد | متابعات

العثماني: المغرب مستعد لإقامة شراكة ثلاثية موسعة مع روسيا وإفريقيا

جدد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، اليوم الأربعاء بالرباط، التزام المغرب الاستراتيجي والثابت لفائدة القارة الإفريقية واستعداده التام لإقامة شراكة استراتيجية ثلاثية وموسعة تضم روسيا الفيدرالية وإفريقيا.

وأوضح العثماني، في كلمة خلال افتتاح الجلسة الموسعة المغربية الروسية المنعقدة بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها الوزير الأول الروسي ديمتري ميدفيديف للمغرب، أن التزام المغرب لصالح إفريقيا مكنه من تطوير خبرة عميقة ومعتبرة في مختلف القطاعات ذات الارتباط بالجانب الاقتصادي، وجعل منه مركزا للشراكة القارية.

وعبر العثماني في هذا الصدد عن استعداد المغرب التام وانفتاحه من أجل إقامة شراكة ثلاثية موسعة بينه وبين روسيا من جهة وإفريقيا من جهة أخرى، تشمل القطاعين العام والخاص، من أجل إنجاز مشاريع هامة، وفي صالح الأطراف الثلاثة.

وأشار العثماني إلى أن زيارة ميدفيديف للمملكة تشهد على علاقات الصداقة المتميزة بالاحترام والتقدير المتبادلين التي تجمع البلدين، وتندرج ضمن خيار واضح لآفاق التعاون الذي دشنته الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو في مارس 2016، والشراكة الإستراتيجية العميقة التي نتجت عنها، مضيفا أن هذه الشراكة رسمت الطريق نحو تعاون متين ومثمر وإيجابي للطرفين في إطار من التضامن والتفاهم المرتكز أساسا على الاحترام المتبادل والمحافظة على السلامة الإقليمية للبلدين.

وبعد أن ذكر بالعمق التاريخي للعلاقات المغربية الروسية التي تعود إلى عام 1778، سجل رئيس الحكومة التطور المطرد لهذه العلاقات التي تعززت بزيارتي صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى موسكو عام 2002، وفي مارس 2016، وكذلك بالزيارة التي قام بها فخامة الرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى المغرب في شتنبر 2006.

وأشار العثماني إلى أن البلدين تمكنا من إعطاء نفس لهذه الشراكة من خلال تعميق الحوار السياسي وتنويع التعاون الاقتصادي، على اعتبار أن محطات التعاون الثنائي تبين بوضوح التقدم الحاصل في الشراكة بين البلدين سواء بالنظر إلى غنى المحتوى، أو إلى طبيعة الالتزامات الواعدة.

وأبرز العثماني أهمية انعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة بين المغرب وروسيا في موسكو يومي 12 و13 يوليوز 2017، باعتباره حدثا يشهد على إرادة البلدين من أجل الاستفادة أكثر من الشراكة الثنائية التي تحدد بدقة القطاعات ذات المصالح المشتركة، وتمكن من فتح شراكة مع عدة فاعلين في قطاعات مختلفة، مضيفا أن هذه اللجنة انكبت على تذليل الصعاب التي قد تعترض مسار المبادلات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، في أفق تعزيز التبادل وضمان تموقع المملكة المغربية كشريك استراتيجي هام لفيدرالية روسيا سواء على المستوى الإفريقي أو على صعيد العالم العربي.

وأضاف العثماني أن علاقات بين البلدين توسعت لتشمل عددا من القطاعات الإستراتيجية مثل البحث العلمي وامتلاك التكنولوجيا الحديثة المتطورة، مشيرا إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا أعطت نفسا جديدا للعلاقات المغربية الروسية، خصوصا في مجالات الصيد البحري والبحث العلمي والتقني، وسلطت الضوء على إرادة البلدين في الاستفادة من كل الإمكانيات المتاحة للرقي بالتعاون في مجالات الفلاحة والصناعة.

وفي سياق تأكيده على متانة العلاقة بين البلدين، عبر رئيس الحكومة “عن أحر تشكرات المملكة المغربية للفيدرالية الروسية على موقفها الثابت الداعم للقرار الأممي من أجل حل سياسي وتوافقي يرتكز على ضرورة حفظ السلام والاستقرار في المنطقة”.

وفيما يتصل بالمبادلات التجارية، سجل رئيس الحكومة الارتفاع المهم في حجم المبادلات بين البلدين الذي انتقل من حوالي 200 مليون دولار سنة 2001، إلى 2.5 مليار دولار سنة 2015، مذكرا بانطلاق مرحلة جديدة سنة 2013 بعد التوقيع على اتفاق التعاون الخاص بقطاع الصيد البحري. وأشار إلى أن روسيا احتلت الرتبة التاسعة كممون للمملكة المغربية، والرتبة 22 كزبون لها سنة 2016، مشددا على ضرورة العمل لتحقيق مزيد من التوازن في العلاقات التجارية بين البلدين وتطويرها.

وأبرز العثماني أهمية الاتفاقات المبرمة خلال زيارة جلالة الملك لروسيا سنة 2016 والتي عززت من البعد الاستراتيجي في العلاقات الثنائية ومن إطارها القانوني، معتبرا أن الاتفاقات التي وقعت بمناسبة الزيارة الحالية لديمتري ميدفيديف للمملكة تهم قطاعات ذات الأولوية ستساعد بدون شك في تعميق وتطوير علاقات التعاون الثنائي، وتحديد الآليات الناجعة لحسن تنفيذ الاتفاقيات المبرمة.

وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة إنه تم التوقيع في المجال الجمركي على برتوكول تبادل المعلومات قبل وصول البضائع والسلع والمركبات، المعروف ب”الممر الأخضر” الذي سيسهل من تدفق المعاملات التجارية، خصوصا بالنسبة إلى المواد الفلاحية التي تشكل جزء كبيرا في الصادرات المغربية نحو روسيا.

وفي القطاع الفلاحي، يضيف سعد الدين العثماني، تم التوقيع على مذكرة تعاون بين وزارتي الفلاحة المغربية والروسية والتي تعد بمثابة قيمة مضافة يمكن أن تغني رصيد التعاون القائم بين البلدين، معتبرا في السياق ذاته أن الاتفاق الخاص بالتعاون الطاقي يفتح آفاقا واعدة بين البلدين ستمكن من تعميق التبادل في مجال الغاز الطبيعي والكهرباء والنجاعة الطاقية والهيدروكاروبات.

وفيما يتصل بالتعاون الثقافي، سجل رئيس الحكومة أن العلاقات الثقافية بين المغرب وروسيا متميزة ونشيطة، مشيرا إلى أن الجامعات الروسية تستقبل باستمرار طلبة مغاربة منذ عقود.

كما نوه رئيس الحكومة، بمذكرة التفاهم فيما يخص التعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمنظمة الدينية المركزية في موسكو، التي تم التوقيع عليها بمناسبة الزيارة الملكية التاريخية لروسيا سنة 2016، التي تروم تقاسم وتبادل التجارب والخبرات في مجال تثمين التراث الإسلامي والمحافظة عليه.

وفي السياق ذاته، أشاد العثماني بمشاريع التوأمة بين المدن المغربية والروسية والمبادرات المتخذة في هذا المجال بين العاصمتين موسكو والرباط، وأيضا بين الدار البيضاء وسان بيترسبورغ.

وتميزت جلسة العمل الموسعة المغربية الروسية بالتوقيع على 11 اتفاقا للتعاون تهم مجالات التعاون الجمركي والفلاحي والعسكري والدبلوماسي والإداري والتجاري والثقافي والنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والاستعمال السلمي للطاقة النووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *