مجتمع

أيلال يستعد لاصدار كتاب حول “الحريات الجنسية في القرآن”

في الوقت الذي لم تهدأ بعد الضجة التي أثارها كتابه، “صحيح البخاري.. نهاية أسطورة”، يستعد الكاتب المغربي، رشيد أيلال، لطرح كتاب جديد بموضوع آخر مثير للانتباه.

فقد كشف أيلال، أن كتابه الجديد، الذي يرتقب أن يصدر، خلال العام المقبل، سيتطرق إلى موضوع “الحريات الجنسية في القرآن”.

وحسب أيلال فإن “الفقهاء يعرفون فقط الزنا والزواج، في حين أن القرآن تطرق إلى مجموعة من المفاهيم الجنسية” على حد تعبيره، مردفا أن “لكل مفهوم حكما، ولا توجد فقط ثنائية الحلال والحرام”.

أيلال: الإسلام لم يحرم البغاء

من الأفكار التي يرتقب أن يتضمنها كتاب أيلال المقبل، أن “الإسلام لم يحرم الجنس خارج مؤسسة الزواج”، وبهذا الخصوص أوضح أيلال أن “القرآن لم يحرم البغاء في حد ذاته ولكن حرم الإكراه على البغاء”، مستدلا على ذلك بالآية التي تقول: “ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا”.

في السياق نفسه، يعود أيلال إلى الآية التي تقول: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين”، موضحا بخصوص سياق نزولها أن “زوجات المهاجرين حين حللن بالمدينة وكن يخرجن لقضاء حاجتهن في الخلاء كن يتعرضن للتحرش الجنسي”. ويتابع الباحث المغربي أن “النبي، حين توصل بشكاوى بذلك الخصوص، استقدم أعيان الأنصار وسألهم عن الأمر، فقالوا له إن المنطقة التي تذهب إليها زوجات المهاجرين تكون فيها الإماء اللائي يمارسن البغاء وأنهن حين يذهبن إلى هناك يعتقدن أن أولئك النساء من الإماء الباغيات”.

انطلاقا مما سبق، يوضح أيلال أن “البغاء كان موجودا في المجتمع في عهد الرسول ولم يوقفه، ولكن جاءت الآية بأمر للنساء حتى يتميزن عمن يمارسن البغاء بلباس معين”. ويؤكد الكاتب المغربي أن “الزنا يختلف عن البغاء”، ويفسر الزنا بالقول “هو ممارسة الجنس في العلن”، مستدلا على ذلك بما يتطلبه إثباته من توفر لأربعة شهود، موضحا أن “العقاب” على هذه الممارسة هو “عقاب على إشاعة الإخلال بالحياء العام، وهذا أمر معمول به في العالم ككل”، على حد تعبيره.

من ثمة، يخلص الباحث المغربي إلى فكرة أخرى وهي أن “القرآن لم يحرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج”، شرط أن تكون “رضائية” و”علنية”، موضحا، بخصوص المقصود بـ”العلنية”، أنها علاقة يجب أن تكون بعلم أهل الطرفين.

ويستدل أيلال على فكرته بالآية التي تقول: “فانكحوهن بإذن أهلهن”، لافتا أيضا إلى ضرورة أن يلتزم الطرفان بعدم خيانة بعضهما في إطار تلك العلاقة، وإن كانت خارج إطار الزواج، مشبها الأمر بعلاقات “المساكنة” الشائعة في الغرب.

رفيقي: طريقة خاطئة لاستنباط الأحكام

لا يخوض الباحث المغربي في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، في مضمون الأفكار التي طرحها رشيد أيلال ويستعد لتفصيلها في كتاب بقدر ما يعترض على طريقة استنباطها.

يقول رفيقي: “الخروج بأحكام كبيرة جدا مخالفة لما عليه المسلمون على مر التاريخ لا يكون بمثل هذه الطريقة أو ببعض الاستدلالات الجزئية ببعض النصوص”.

ويتابع رفيقي أن “الإنسان حر في أن يبحث ويناقش ما يريد”، قبل أن يردف: “ولكن، يجب أن يكون البحث في مواضيع ضخمة وكبيرة مثل هذه خاضعا للمعايير العلمية وللشروط المعرفية التي تؤدي إلى حكم علمي ومستجيب لكل الضوابط”.

ويزيد المتحدث موضحا، دون الدخول في تفاصيل الأفكار التي يطرحها أيلال، أن “إشكالات مثل هذه تحتاج إلى نقاشات أوسع وتحتاج إلى بحوث من المتخصصين في الباب وليس مجرد استنباطات من أدلة هنا وهناك”، معتبرا أن “هذه الطريقة ليست بعلمية ولا بطريقة معرفية للوصول إلى الحقيقة في قضية معينة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *