جهويات

رسالة مفتوحة إلى وزير الأوقاف بخصوص المسجد الجامع الكبير بتارودانت

 الوزير المحترم، شهد محيط المسجد الجامع الكبير بتارودانت في الفترة الأخيرة اشغالا اقل ما يمكن ان توصف به، كونها لا تتلاءم في شيء مع جمالية وعمارة هذه المعلمة الاثرية المغربية. بداية قام عمال بناء بحفر ما انجز قبل سنة لوضع فوهات الحريق في اطار استكمال مستلزمات التسليم النهائي لمشروع اعادة بناء المسجد عقب الكارثة التي ألمت به شهر ماي 2013، كان بالإمكان نصب فوهات الحريق في بقعة جرداء لها سور مساحتها تتجاوز 1000 ألف متر تسمى مقبرة المحراب مر على وفاة دفينها اربعة قرون، هذه البقعة البيضاء ملاصقة لجدار المحراب/القبلة وتمتد على طول  اكثر من 100 متر، لها بابين محاديين لمدخلي المسجد الشمالي والجنوبي. بالمدخل الغربي  للمسجد هو الآخر، نصبت فوهت الحريق الثانية ، كان بالامكان تثبيتها بساحة مقابلة جوار حائط المدرسة الجشتيمية، كلا الطريقتين ستحافظان للمسجد على جماليته مداخله وتتفادى عرقلة السير والجولان.

غياب التفكير السليم وانعدام الرأي السديد وغض الطرف بعدم التدخل من قبل المجلس البلدي المحلي المسؤول عن تدبير المجال العمومي، شجع ودفع بشركة للاتصلات أن تتخذ المدخل الرئيسي للمسجد مكان لتثبيت صندوق حديدي رمادي وبالقرب منه الى بناء اسمنتي صبغ بالأحمر كمكان لوضع عداد الكهرباء،  في خرق سافر للون المعتمد بتارودانت والذي التزمت به شركة اعادة بناء المسجد/اللون البني، وخرق بناء اسمنتي ملاصق لبناء أثري تاريخي، مطلب صاحب الجلالة في الترميم، وتَعدّ سافر على حرمة المسجد والتطاول على منشئة تقع تحت وصاية وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.

للتذكير، يعتبر المسجد الأعظم للسعديين بتارودانت ثالث ثلاثة بالمغرب مساحة وأقدمية وعمارة بعد القرويين بفاس والكتبيين بمراكش، يوم الثلاثاء 26 جمادى الثانية 1434 موافق 7 ماي 2013 أثناء صلاة الصبح ، أتت عليه فاجعة حريق مهول تجاوز صدى خبره  العالم العربي والاسلامي، ونعث منظمة المؤثمر الاسلامي الفاجعة في بيان لها، اثر ذلك حللتم شخصيا بتارودانت – سيدي الوزير- على عجل مساء نفس اليوم للوقوف على هول الكارثة وعاينتم ضخامتها، في الغد رجعتم بقرار من أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، تزفون بشرى وقف لها الجميع بالتصفيق والتهليل مطولا، أعلنتم عن فحواها في اجتماع موسع الى جانب السلطة الاقليمية بمقر عمالة تارودانت وأمام جمهور غفير من أئمة المساجد وعموم المواطنين، كون سيدنا ومولانا نصره الله قرر اعادة بناء ما اتلفه الحريق من ماله الخاص وعلى نفقته الشخصية وفق شروط الهندسية المعمارية التقليدية والمعايير التقنية الاثرية.

وقف المشروع من جديد في أجمل حلة وأبهى تحفة تاريخية، تقبله الله بقبول حسن من مولانا نصره الله، ليأتي اليوم من يعمل على تشويه منظر المعلمة عن قصد وتبصر ، لذا نلتمس من جنابكم الكريم التدخل للحفاظ على مكرمة وهبة مولانا محمد السادس حامي حمى الملة والدين، ورفع الضرر عن منشئة للمسلمين تملكون حق الوصاية عليها.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *