سياحة

القسطلاني:طموحنا كبير لإيجاد منتوج يمزج بين السياحة الشاطئية والبيئية في سوس

أعلن نائب رئيس مجلس جهة سوس ، عبد الجبار القسطلاني، أن أكادير المعروفة بكونها الوجهة السياحية الشاطئية الاولى في المغرب عاقدة العزم على استثمار المؤهلات الطبيعية والثقافية المتوفر في المناطق الخلفية للجهة بشكل أفضل ، وذلك قصد إعطاء دفعة نوعية للمنتوج السياحي المغربي في الاسواق التقليدية ، إلى جانب دعم التواجد المغربي في الأسواق السياحية الناهضة.

وأوضح القسطلاني ، المكلف بملف الشؤون الاقتصادية والتنمية المستدامة بمجلس الجهة، أن مصاحبة القطاع السياحي يعتبر خيارا استراتيجيا بالنسبة للمجلس الجهوي، مبرزا أن السياحة يشكل واحدة من الدعامات التي يتأسس عليها مخطط التنمية الجهوية .

وأشار في هذا السياق إلى أن هذا المخطط ، الذي تمت المصادقة عليه خلال السنة الماضية ، جعل من بين أولوياته تأهيل الوحدات الفندقية ،إلى جانب وضع استراتيجية للحكامة تخص المشاريع المهيكلة للقطاع ، إضافة إلى الاهتمام بالترويج ودعم الربط الجوي ، وتعزيز العرض السياحي المتوفر في المناطق الخلفية لجهة سوس.

وقال إن هذه المقاربة الجديدة تبلورت في إطار رؤية للتنمية المستدامة على صعيد المجال الترابي للجهة ، مضيفا أن المجلس الجهوي سيعقد عما قريب دورة استثنائية مخصصة حصريا للقطاع السياحي ، حيث سيتم التداول حول خلق شركة للتنمية السياحية ، وسيكون المجلس الجهوي المساهم الرئيسي فيها.

وبخصوص مشاركة مجلس جهة سوس مؤخرا في المعرض الدولي للسياحة في برلين، أوضح أن المجلس خصص استثمارا ماليا بقيمة تصل حوالي 1 مليون درهم لرواق مجلس الجهة في هذا الملتقى العالمي ، وذلك بتنسيق مع مهنيي القطاع والمكتب الوطني المغربي للسياحة والوزارة الوصية ، معتبرا أن هذه المبادرة تعكس التنزيل الفعلي لمفهوم الجهوية المتقدمة من طرف مجلس الجهة.

وقد تم تصميم رواق جهة سوس في معرض برلين على شكل قصبة ، حيث قدم الرواق لآلاف الزوار الفرصة لاستكشاف الثراء والتنوع الذي تتميز بها وجهة أكادير ومناطقها الخلفية ، سواء منها المؤهلات الشاطئية أو الثقافية والايكولوجية ، حيث شكل هذا الرواق مرآة تعكس مختلف الإمكانيات والخدمات التي تعرضها الجهة على السياح ليس فقط المرتبطة منها بالبحر والشمس ، ولكن ايضا المؤهلات ذات الصبغة الثقافية والاستكشافية وممارسة الرياضات المائية والكولف وغيرها .

وشكل المعرض الدولي للسياحة لبرلين علاوة عن ذلك فرصة لعقد لقاءات ثنائية بين الفاعلين في الحقل السياحي ، ومع ممثلي الشركات المتخصصة في التعهد بالرحلات السياحية ، وذلك سعيا وراء الترويج لجهة سوس ماسة ، وجلب مزيد من السياح الألمان ، فضلا عن البحث عن موطئ قدم للسياحة المغربية في أسواق جديدة.

وفي ما يتعلق بالجهود المبذولة للنهوض بالسياحة المستدامة في جهة سوس ، ذكر القسطلاني بالاجتماع الذي عقد مع كاتب الدولة البرلماني في ألمانيا ، هانس جواكيم فوستيلا، وحضره أيضا حسن المرزوقي العضو بمجلس الجهة وبالمكتب التنفيذي للمجلس الجهوي للسياحة لأكادير ،إلى جانب عدد من المهنيين.

وابرز في هذا الإطار أن عددا من المشاريع الخاصة بالسياحة الإيكولوجية يجري تنفيذها على صعيد جهة سوس ماسة وذلك بدعم من برنامج التعاون المغربي الألماني “جي، إي ، زيد”، وبشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، وشبكة تنمية السياحة القروية في جهة سوس ماسة ،إلى جانب عدد من الفاعلين في حقل المجتمع المدني والقطاع الخاص.

وشكل النقل الجوي أيضا موضوع مباحثات على هامش مشاركة مجلس جهة سوس في المعرض الدولي للسياحة ببرلين ، وذلك من خلال عقد لقاء مع المديرة العامة لشركة “إير عربية المغرب “،ليلى مشبال ، والذي انصب على دراسة آفاق الشراكة مع مجلس الجهة ، وذلك بعد مرور نصف سنة على تأسيس هذه الشركة لقاعدة جوية في مطار المسيرة ـ أكادير.

وأكد نائب رئيس المجلس الجهوي لسوس أن الجهة حريصة على استدامة الشراكة القوية التي أرستها في مجال النقل الجوي ، حيث يعمل المجلس الجهوي على الترويج للجهة في الأسواق الاوربية التي اصبحت في الآونة الاخيرة مرتبطة مع أكادير بواسطة خطوط جوية مباشرة ، معربا عن تطلعه إلى ربط أكادير مع مزيد من الأسواق الاوربية الواعدة من حيث تدفق السياح كما هو الشأن بالنسبة للبلدان الاسكندنافية .

وسبق لشركة”إير عربية المغرب” أن أطلقت في أكتوبر الماضي قاعدتها الجوية في أكادير، وهي السادسة من نوعها على الصعيد الوطني ، والتي أصبح بموجبها مطار المسيرة ـ أكادير مرتبط بسبع وجهات أوربية وهي دبلن ، ومانشستر، وتولوز، وكولون ، وميونيخ، وستوكهولم، وكوبنهاغن ، وذلك بمعدل 14 رحلة اسبوعية ، مما يشكل إضافة تصل حوالي 149 ألف مقعد جوي بالنسبة للوجهة السياحية لأكادير ومنطقة سوس عموما.

ورغبة من مجلس الجهة في أخذ نصيبه من السوق السياحية الصينية ، أشار القسطلاني إلى أنه تم ربط الاتصال مع متعهدي الرحلات السياحية المشتغلة في هذه السوق ذات الإمكانات الهائلة ، مبرزا أن المغرب يتطلع إلى جلب 500 الف سائح صيني في أفق سنة 2020.

وأكد في هذا الصدد على ضرورة الاهتمام بما تتوفر عليه جهة سوس من مؤهلات تستجيب لتطلعات السياح الصينيين ومن جملتها على الخصوص المؤهلات المرتبطة بسياحة الاستكشافات ، والسياحة الثقافية ، إلى جانب اهتمام السائح الصيني بالتراث والطبيعة.

وأعلن نائب رئيس مجلس جهة سوس أنه إلى جانب النشاط الصناعي و الصيد البحري ، فإن القطاع السياحي سيكون حاضرا بكل ثقله ضمن برنامج الملتقى المقبل للصداقة المغربية الصينية الذي سينعقد في أكادير من 26 إلى 28 مارس الجاري.

وقال إن هذا الملتقى الذي بلغ دورته الثانية ، سينظم من طرف مجلس جهة سوس ماسة بشراكة مع جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية ، مشيرا إلى أن عددا من الفاعلين الاقتصاديين والمنتخبين وأصحاب القرار الصينيين ينتظر أن يحضروا اشغال هذا الملتقى ، وذلك بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية المغربية الصينية ، وبحث إمكانيات فتح علاقات مربحة للطرفين في مجالات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *