متابعات

بوعيدة: للمغرب دور محوري في امتداد ” طريق الحرير البحري” نحو البلدان الإفريقية

أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري امباركة بوعيدة، اليوم الخميس بمراكش، أن المغرب سيلعب دورا محوريا في امتداد ” طريق الحرير البحري” نحو البلدان الإفريقية.

وقالت في كلمة لها خلال افتتاح أشغال مؤتمر دولي حول موضوع “مبادرة الحزام والطريق، والشراكة الإستراتيجية بين المغرب والصين من أجل تنمية مستدامة”، المنظم على مدى يومين، إنه اعتبارا لعلاقته المتميزة مع البلدان الإفريقية، فإن المغرب، الحريص على الشراكة الصينية الإفريقية، سيلعب دورا محوريا في امتداد “طريق الحرير البحري”، ليس فقط نحو أوربا الأطلسية، بل أيضا، نحو الدول الإفريقية، التي تربطها بالمملكة علاقات متينة.

وأوضحت بوعيدة أن العلاقات الصينية المغربية عرفت نموا بفضل انخراط المملكة في “مبادرة الحزام والطريق” في إطار مشروع الحكومة الصينية للطرق الجديدة للحرير، والتي يعتبر المغرب إحدى البلدان الأوائل الموقعة عليها على المستوى الإفريقي.

وأضافت المسؤولة المغربية، أن المملكة رحبت بهذه المبادرة من خلال وضع بنيات تحتية مهمة تربط القارة الإفريقية بأجزاء أخرى من العالم، من ضمنها ميناء طنجة المتوسطي، والطريق التي تربط أوربا بإفريقيا مرورا بالمغرب، ومشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب والذي يعبر عددا من البلدان بهذه القارة على مسافة تزيد عن 5000 كلم.

وأكدت على أن انخراط المغرب في هذه المبادرة، سيمكنه، كذلك، من فتح آفاق أوسع لتنمية الاستثمارات والتعاون الاقتصادي وتعزيز التعاون الصيني الإفريقي، من خلال انجاز مشاريع متعددة الأبعاد بالقارة الإفريقية.

من جهتها، أبرزت المستشارة بسفارة الصين بالمغرب، زهاو جيانغ بينغ، أن آفاق التعاون الصيني المغربي مفيدة لكلا الطرفين، مشيرة إلى أن عدة دول أعربت عن دعمها ل”مبادرة الحزام والطريق”.

وأشارت المسؤولة الصينية إلى أن بلادها تعد ثالث شريك تجاري للمغرب، مسجلة أن البلدين تحدوهما إرادة مشتركة لتوسيع وتعزيز مجال التعاون بينهما.

أما مدير المعهد الصيني للدراسات بالدول العربية، لي شاو كسيان، فأبرز من جانبه، مزايا مبادرة الحزام والطريق، بالنسبة للبلدان المعنية، موضحا أن قيمة الاستثمارات الصينية بإفريقيا تجاوزت 20 مليار دولار.

وقال هذا الخبير في قضايا الشرق الأوسط، إن الصين تولي اهتماما كبيرا لتعزيز علاقاتها مع إفريقيا، القارة التي تتوفر على مؤهلات مختلفة عن باقي القارات، ملاحظا أن الصين تلعب دورا كبيرا في النمو العالمي وفي تحديث الصناعة بالشرق الأوسط وبإفريقيا. واعتبر أن العلاقات الصينية الإفريقية تعد بآفاق رحبة.

من جانبه، أشار رئيس جامعة الحسن الأول بسطات، أحمد نجم الدين، إلى أن المغرب والصين انخرطا في النهوض بعلاقات التعاون جنوب- جنوب وارساء علاقات رابح- رابح.

وأوضح أن المعهد المشترك لجامعة نينغكسيا وجامعة الحسن الأول بسطات، الذي أعطيت انطلاقته مؤخرا، سيرتكز في دراساته حول طرق الحرير الجديدة، بهدف خدمة المجال التجاري والعلاقات الصينية المغربية، وتعزيز التعاون في ميدان التعليم العالي بين البلدين.

من جهة أخرى، تميز حفل الافتتاح بمحاضرة افتتاحية لمؤرخ المملكة عبد الحق المريني، التي تناول فيها موضوع دور رحلة ابن بطوطة للصين، في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.

وأشار عبد الحق المريني إلى أن هذا المستكشف والمغامر كان “سفيرا حقيقيا”، حيث عمد على تدوين ، وعلى نحو دقيق، التقاليد والحضارة الصينية في أكبر كتاب للرحلات في تاريخ الانسانية، معتبرا أن ما جاء في رحلة ابن بطوطة ساعد العرب وأيضا الدول الغربية على التعرف على الحضارة الصينية، بشكل أفضل.

ويشارك في هذا المؤتمر فعاليات أكاديمية وسياسية واقتصادية من المغرب والصين، لتناول مجموعة من المحاور وفق مقاربة تحليلية أبرزها “مبادرة الحزام والطريق الصينية” و”مبادرة الحزام والطريق والتعاون الاقتصادي القطاعي الصيني المغربي” .

كما يناقش المشاركون محاور تهم “مبادرة الحزام والطريق والتعاون المغربي الصيني، أية مكانة للرأسمال اللامادي”، و”مبادرة الحزام والطريق والتعاون في المجال الأكاديمي”و”مبادرة الحزام والطريق ودور المغرب في الشراكة بين الصين وإفريقيا” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *