انتخابات

ناجية البوكاري (نجاة أنور) والانتخابات..عندما مددت نضالها الجمعوي ليشمل المجال السياسي

بعدما ناضلت لفترة طويلة في مجال التصدي للممارسات المسيئة للأطفال على رأس منظمة “ما تقيش ولدي”، قررت ناجية البوكاري الدليمي دخول غمار عالم السياسة، حيث تتصدر اللائحة الوطنية لحزب البيئة والتنمية المستدامة التي ستدخل منافسات انتخابات 7 أكتوبر التشريعية.

تتمتع البوكاري بقناعات راسخة وبمزاج متزن، حيث تتطلع ـ كما صرحت بذلك ـ إلى نقل النفس الطويل الذي ميز نضالها من أجل الطفولة، من حقل العمل الجمعوي، ليشمل المجال السياسي.

وقالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “أمنيتي أن أنقل صوت الأطفال إلى داخل قبة البرلمان، والنضال من أجل أن تنعم الطفولة بكامل حقوقها الأساسية، وأن تكون محمية من كل أشكال الاستغلال والممارسات المسيئة لها”.

فمنذ ولادتها بمدينة سيدي قاسم سنة 1966، ظلت أسرتها تطلق عليها اسم “نجاة”، وهو الاسم الذي اشتهرت به، مقرونا بالاسم العائلي لزوجها، في مجال العمل الجمعوي حيث تعرف باسم “نجاة أنوار”.

علاوة على حصولها على شهادة الإجازة من جامعة فاس، ولجت البوكاري عالم الأعمال حيث مارست التجارة لفترة ثلاث سنوات، لتنتقل بعد ذلك إلى الاشتغال في المجال العقاري.

فبعدما تعرض ابن إحدى صديقاتها ذي السنوات الثلاث لهتك عرضه من طرف حارس الحضانة التي كان تأويه سنة 2003، تنبهت السيدة نجاة أنوار، الأم لثلاثة أطفال، للمخاطر التي تحدق بالطفولة المغربية، حيث بادرت في أقل من سنة على مرور هذا الحادث إلى تأسيس منظمة “ما تقيش ولدي”، ومنذ ذلك الوقت لم تتوان عن النضال من أجل كسر الصمت الذي يحف بالاعتداء الجنسي على الأطفال، والوقوف ضد جميع أشكال الممارسات المسيئة ضد الأطفال.

تتخذ منظمة “ما تقيش ولدي”، التي حصلت على صفة “المنفعة العامة”، من أكادير مقرا لها مع توفرها على العديد من الفروع في عدد من المدن المغربية. وهي الآن تضطلع بمهام متعددة تتوزع ما بين تقديم الدعم الطبي والسيكولوجي للضحايا من الأطفال، إضافة إلى تقديم الاستشارة القانونية لأسر الضحايا، وتمثيلهم أمام المحاكم، فضلا عن مواكبة الضحايا وأسرهم أثناء التقاضي.

فبوسائل محدودة في الغالب، ولكن بإصرار من العاملين في المنظمة ومتطوعيها من الذكور والإناث، تعمل “ما تقيش ولدي” أيضا من أجل إعادة إدماج الضحايا، إلى جانب محاربة الهدر المدرسي، فضلا عن القيام بحملات التحسيس والتوعية داخل المؤسسات التعليمية.

تتعهد نجاة أنوار، في برنامجها السياسي، بالنضال من أجل استكمال ملاءمة التشريعات الوطنية مع معاهدات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الطفل التي صادق عليها المغرب. إلى جانب العمل على تعزيز الترسانة القانونية الخاصة بحماية وإدماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذا الدفع في اتجاه خلق المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة.

كما صرحت  البوكاري أنها، في حال فوزها بمقعد نيابي في استحقاق 7 أكتوبر، ستناضل أيضا على واجهة حماية البيئة التي تعتبر من ضمن الضروريات في مجتمع سليم، سواء تعلق الأمر بالأطفال أو بفئة البالغين، مشيرة إلى أنه من أجل هذه الغاية انخرطت في حزب البيئة والتنمية المستدامة الذي يعتبر حماية البيئة وسيلة لا بديل عنها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

وأضافت أن هذا الإلتزام يجد سندا له في الاختيار الذي نهجه المغرب بخصوص تحقيق نمو أخضر يستند إلى تطوير وتوسيع مجال استخدام الطاقات المتجددة والتكنولوجيا النظيفة التي تشكل اليوم لواء تنضوي تحته جميع اشكال النضال من أجل مكافحة التغيرات المناخية على الصعيد الكوني.

تتمتع ناجية البوكاري بأريحية كبيرة في التواصل مع الناخبين خلال الحملة الانتخابية، حيث تطوف على البيوت واحدا تلو الآخر ، وهي تحرص، في الوقت نفسه، على التواجد باستمرار في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تسعى إلى توظيف جميع الوسائل الممكنة من أجل التواصل مع أكبر عدد ممكن من الناخبين الذين تلح على إقناعهم بضرورة التوجه لصناديق الاقتراع من أجل التصويت، لتلجأ في أعقاب ذلك إلى دعوتهم، بروح من الدعابة، إلى اختيار التصويت على حزب الغزالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *