ثقافة وفن

بالفيديو .. مهتمون بالتراث الشفهي لدرعة يطالبون بالمحافظة على فن الرسمة

دعا مهتمون بالتراث الشعبي لدرعة جميع الجهات المسؤولة وكل المهتمين بالتراث إلى تظافر الجهود لحماية “فن الرسمة”من الإندثار وذلك بتوثيقه وتدوينه، وكذلك بتشجيع الشباب على الإقبال عليه باعتباره تراثا شفهيا تتناقله الأجيال.

وفي هذا الإطار نظم الإتحاد الجمعوي الروحا يوم السبت المنصرم الدورة الثانية للملتقى الإقليمي لفن الرسمة،بشراكة مع المجلس الإقليمي لزاكورة تحت .عنوان “مكانة المرأة في تجسيد جمالية فن الرسمة” وتميز برنامج الملتقى بتقديم وصلات غنائية لفن الرسمة وتكريم بعض شيوخ هذا الفن الأصيل في واحة درعة وأبرزهم محمد لعكيدي،محمد السلامي،محمد الصالحي .

كما تم تنظيم ندوة شارك فيها الباحث مولاي مصطفى الدفالي بمداخلة حول:”صورة المرأة من خلال المتخيل الإجتماعي لشعراء الرسمي”فيما تناول الدكتور محمد الفزني في مداخلته موضوع”المرأة بين التوسل والمديح من خلال قصيدة شعرية في فن الرسمة”.كما استمتع الجمهور بسهرة عرفت مشاركة أبرز شعراء فن الرسمة واستحضرت أجواء نظم وإلقاء هذا الفن في المجتمع الصحراوي.

وعن موضوع دورة الثانية للملتقى الإقليمي لفن الرسمة أكد الباحث مولاي مصطفى الدفالي أن شعر الرسمة تناول عدة أغراض شعرية وتم التركيز خلال هذه الدورة على المرأة لأن شعراء الرسمة تغنوا بجمال المرأة وخصصوا لها قصائد طويلة تغنت بالجمال وبمحاسنها،كما أن المرأة لها أيضا حضور في أغراض أخرى كالشعر الفكاهي والتوسل ونجدها حاضرة في كل الأغراض،وهذا له ارتباط بطبيعة المجتمع الصحراوي الذي ينظر إلى المرأة نظرة تقدير واحترام واعتبار لمكانتها.

وفي تصريح لـ”مشاهد” أكد عبد العالي فاضيلي رئيس الإتحاد الجمعوي للروحا أن فعاليات المجتمع المدني في المنطقة تسعى للحفاظ على فن الرسمة باعتباره تراثا لاماديا يختزل ثقافة درعة وتاريخها،لذلك ارتأى المنظمون تنظيم ملتقى سنوي بدعم من المجلس الإقليمي،وأضاف الفاضيلي أن فن الرسمة تتهدده مجموعة من المعيقات والتحديات أهمها اهتمام الشباب وإقبالهم على فنون غنائية حديثة ،كما أن “شيوخ فن الرسمة”الذين يحفظون ويبدعون في هذا الفن بدأوا يرحلون إلى دار البقاء في صمت وترحل معهم ذخائر ونفائس تراث شفوي عريق.

ولإنقاذ فن الرسمة من الضياع والحفاظ عليه أكد الفاضيلي أن الإتحاد الجمعوي للروحا قرر إعداد أرضية صلبة لبلورة مشروع أو عدة مشاريع من أجل التعريف بـ”فن الرسمة” وتسويقه ثم تدوينه في إطار المحافظة عليه وتحقيقه على اعتبار أن كل زائر لواحة درعة أو باحث في مجال التراث الشعبي سيجد ضالته وإعجابه في هذا الفن الذي يعكس جزءا من تراث وهوية المنطقة المتنوعة.

كما يأمل الفاضيلي أن تساهم وسائل الإعلام في التعريف بهذا الفن وتسلط عليه الضوء باعتباره تراثا لا يخص منطقة الروحا وقبائل أولاد يحيي فقط وإنما يهم الجميع خاصة القبائل العربية التي استوطنت منذ القدم واحة درعة الوسطى من أولاد يحيي إلى لمحاميد الغزلان مرورا بمنطقة البليدة ،إضافة إلى بعض الإمتدادات في بعض مناطق إقليم وطاطا وكذلك الراشيدية،كما أن بعض الباحثين يرون أنه له أيضا تواجد في خارج المغرب في دول الجزائر،تونس وأيضا في بعض دول شبه الجزيرة العربية التي تشكل أصل القبائل العربية التي هاجرت إلى مناطق شمال إفريقيا ونقلت معها ثقافتها.ووجه الفاضيلي نداءه لجميع المتدخلين ولوزارة الثقافة قصد التدخل لإنقاذ فن الرسمة الذي يختزل اتراث والهوية والتاريخ.

وعن خصائص فن الرسمة صرح مولاي مصطفى الدفالي،باحث مهتم بالتراث الشفهي بمنطقة درعة للجريدة أن فن الرسمة يمكن تناوله من زاويتين:الزاوية الأولى باعتباره فنا غنائيا فرديا والغناء فيه يتكون من أربع مكونات،الشيخ،الطبل،الرباعة ثم المرأة التي تزغرد(المرأة الزغرادة)،والزاوية الثانية لفن الرسمة كقصيدة عامية زجلية تتميز في الغالب بطولها وبأصالتها وتناولت مختلف الأغراض الشعرية التي تناولها الشعر العربي القديم كالمدح والفخر والغزل ثم المواضيع الدينية، وأضاف الدفالي أن فن الرسمة ساير مختلف التحولات التي شهدها المجتمع عبر العصور التاريخية مما جعل قصيدة الرسمة خزانا للموروث الثقافي من خلالها وثق الشاعر لحياة الإنسان في المجال الصحراوي والواحي،وشدد الباحث مولاي مصطفى الدفالي أن هذا الفن يتهدده الضياع مما دفع بالمهتمين به وفعاليات المجتمع المدني إلى المبادرة بتنظيم هذا الملتقى في إطار الإهتمام به وفي أفق الصيانة والتوثيق والأرشفة لحفظ الذاكرة الجمعية وحماية هوية المجتمع الدرعي واستثماره كرافعة للتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *