وطنيات

الدرك الملكي يتعقب عقاقير جزائرية لتسمين المواشي المغربية

تحقق مصالح الدرك الملكي، منذ أيام، في تورط أفراد شبكات في تهريب عقاقير «خطيرة» تستعمل في تسمين قطعان الماشية، المخصصة لعيد الأضحى.

ووفق يومية “الصباح”، فإن مصالح الدرك الملكي تراقب عدة أسواق شعبية، خاصة في منطقة الشاوية، حيث ينتشر بيع عقاقير «تسمين» المواشي، وهي العقاقير التي كشفت تحريات أن مصدرها الجزائر والهند وباكستان، مشيرة إلى أن الدرك والسلطات المحلية تراقب علف قطعان الماشية، خصوصا أن إحدى النقابات المهنية سبق أن حذرت من انتشار عقاقير مهربة في الأسواق الأسبوعية، وبيعها للكسابة باعتبارها تساعد على «تسمين» قطعان الماشية. وتغلب السرية على تحريات الدرك، إذ تتم زيارة الأسواق، وبعض المحلات بشكل مفاجئ، وإخضاع عينات العقاقير للتحاليل المخبرية، خصوصا أن تعليمات صدرت باتخاذ إجراءات قانونية في حق كل من خالف القوانين الجاري بها العمل ببيع عقاقير مجهولة المصدر.

وكشفت تحريات الدرك التطور الخطير في مجال تهريب العقاقير المجهولة المصدر والمشكوك في جودتها، إذ أصبحت تجارة منظمة ونشيطة، ولا تقتصر على أعشاب محلية الصنع، بل تعدتها لتصبح صناعة موازية يتم جلبها من دول آسيوية وأوربية ودول جنوب الصحراء عن طريق سبتة المحتلة والحدود الشرقية.

وثمن يوسف فلاح، العضو في كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، الإجراءات الجديدة لوزارة الفلاحة والصيد البحري، واعتبارها بداية جدية في طريق إصلاح قطاع تربية المواشي، مستدركا أن تشديد المراقبة على هذه العقاقير بداية لوقف بيع جميع أنواع الأدوية التي تسوق خارج مسارها القانوني، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن تعاون الدرك الملكي مع المهنيين يضمن سلامة القطيع.

وحسب عدة تقارير وأبحاث ميدانية، فإن العقاقير المهربة من الجزائر أشد فتكا بقطيع الأغنام، واستعمالها يتسبب في مضاعفات خطيرة للقطعان، ما دفع عدة دولة إلى منع ولوجها إلى الأسواق، مما أنعش تهريبها إلى المغرب.

وأوضحت المصادر نفسها أن وزارتي الداخلية والفلاحة تجندوا لوقف أي تلاعب في تعليف المواشي، فبالإضافة إلى منع العقاقير المهربة، يتم مراقبة «روث الدواجن» ومجوعة من الخلطات يطلق عليها «الكسابة» اسم «العشة»، وتباع بين 500 درهم و700 للشحنة الواحدة، وتستغل في تعليف المواشي ثلاثة أشهر قبيل عيد الأضحى، ناهيك عن خلطات أخرى تُهرب من مصر.

وقادت الإجراءات الجديدة التي نهجتها وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى حجز، يوم الأربعاء الماضي، 1.6 طن من مخلفات وفضلات الدجاج مخصصة لتسمين وتعليف المواشي، وذلك في ضيعتين بإقليم صفرو، وإيقاف المتورطين في العملية، في حين باشر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية حملات تحسيسية لفائدة الكسابة والفاعلين في الميدان بخصوص عمليات تسجيل الضيعات وترقيم الأغنام والماعز، خاصة منها المعدة لعيد الأضحى، قصد حثهم على ضرورة احترام القوانين المشرعة في ما يخص جلب واستعمال أعلاف الماشية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *