متابعات

جبهة البوليساريو تنقل أنشطة الاستحواذ وتحويل المساعدات من الجزائر إلى أوروبا

اعتقلت السلطات الأمنية الفرنسية، مؤخرا، 41 من المنتمين لجبهة البوليساريو ضمن شبكة دولية تنشط على الحدود بين فرنسا وإسبانيا متخصصة في النصب والاحتيال والاستحواذ على المساعدات الموجهة لطالبي اللجوء.

وحسب وسائل إعلام فرنسية فقد جرى تسليم 24 شخصا إلى إسبانيا والحكم على خمسة بشهرين وغرامات مالية وما زال التحقيق جار مع الباقي، وبهذه الحادثة تكون العناصر المتنفذة بجبهة البوليساريو قد نقلت أنشطة النصب وتحويل المساعدات من الجزائر إلى البلدان الأوروبية.

وتعتبر ظاهرة الاختلاسات «رياضة» جاري بها العمل في أوساط قيادة الجبهة، خصوصا الإعانات من الدول المانحة، إذ أصبح النصب والسرقة مرضا متفشيا في أوساط قيادة جبهة البوليساريو، فغياب المحاسبة دفع بالعديد من أفراد القيادة إلى اختلاس أموالا كثيرة تشهد عليها الأرصدة البنكية باسبانيا وأمريكا اللاتينية، وحرضت هذه الظاهرة الفئات الشابة للبحث بطرق غير شرعية لاكتساب الأرزاق بواسطة التهريب والمتاجرة بالمخدرات والانخراط في صفوف المنظمات الإرهابية.     

وفي هذا السياق، توصلت السويد إلى قناعة راسخة بأن المساعدات السخية التي كانت تقدمها ل”البوليساريو” لا تصل إلى كل أهدافها في إغاثة المحتجزين بالمخيمات فوق التراب الجزائري، وذلك بعد صدور عدد من التقارير الدولية والأوروبية التي كشفت أن المساعدات تعرف طريقها إلى السوق السوداء وتجار الممنوعات والإرهابيين في الصحراء الإفريقية، ما دفع بهذه الدولة إلى تخفيض مساعداتها بشكل كبير، وهي التي كانت تتجاوز 17 مليار سنتيم، معتبرة أن أزيد من 15 مليون أورو تذهب لخزائن متنفذي “البوليساريو”، وذلك حسب تقرير رسمي أوروبي .

من جهة أخرى، قال أحد المتخصصين في الشأن الصحراوي أنه “يتعين القيام بعملية إحصاء للساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف بالجزائر من أجل فضح أكاذيب البوليساريو التي تعمد إلى تضخيم تعداد هذه الساكنة بشكل كبير من أجل الاستفادة من المساعدات الانسانية الدولية التي يتم تحويلها بشكل ممنهج”.

وأضاف أن القسط الأكبر من المساعدات لا يصل الى وجهته ويتم بيعه في السوق السوداء لشراء العقارات في اسبانيا باسم قادة البوليساريو، مذكرا في هذا السياق بخلاصات تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش الذي توصل إلى وجود تحويل ممنهج للمساعدات الانسانية الدولية الموجهة في الأصل إلى محتجزي مخيمات تندوف.

واعتبر المتحدث ذاته أن هذا الأسلوب الذي تنهجه البوليساريو “مرعب” لأنه يتاجر بمأساة المحتجزين في مخيمات تفتقر لأبسط شروط الحياة، وخلص إلى أن المجتمع الدولي مطالب بأن يضع حدا لهذه الاختلاسات الممنهجة من قبل قادة البوليساريو الذين” يحتجزون بتندوف أطفالا ونساء وشيوخا في ظروف لا انسانية ويمارسون عليهم أبشع أنواع الترهيب”، معربا عن أسفه لاستمرار هذه الانتهاكات الحقوقية في القرن الواحد والعشرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *