مجتمع

#متصالحين و#فتحو _الحدود .. وسوم حملة للمطالبة بفتح الحدود بين المغرب والجزائر

اعتبر خبراء مغاربة أن التصويت العربي على البلد المستضيف لنهائيات مونديال 2026، ستكون له تداعيات سياسية على العلاقات بين المغرب والدول العربية التي فضلت التصويت لصالح الملف الثلاثي (الأميركي والمكسيكي والكندي). في المقابل وجهت نتائج التصويت رسائل إيجابية بخصوص العلاقات المغربية مع دول الجوار في المنطقة المغاربية. وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة للمطالبة بتجاوز الخلافات المغاربية وفتح الحدود بين المغرب والجزائر.

وفي تصريحات منفصلة للأناضول، قال الخبراء إن التداعيات بدأت تظهر فعلاً من خلال موقف المسؤولين المغاربة، مباشرة بعد ظهور نتائج التصويت، متوقعين تقوية محور الرباط والدوحة، على حساب محور الرباط والرياض. ووفقاً لبيانات “الفيفا” على موقعها الرسمي بالإنترنت، صوّتت 7 دول عربية، وهي السعودية ولبنان والأردن والعراق والإمارات والكويت والبحرين، لصالح الملف الثلاثي. في حين، صوّتت 14 أخرى لصالح الملف المغربي، وهي الجزائر، مصر، ليبيا، سلطنة عمان، فلسطين، السودان، سوريا، تونس، قطر، اليمن، موريتانيا، جيبوتي، الصومال وجزر القمر.

“الموقف العربي” رفع الحرج عن المغرب مستقبلاً

وقال خالد الشيات، الخبير في العلاقات الدولية، للأناضول، إن بلاده “ستحتفظ بحق الرد على موقف الدول التي صوتت ضدها، وربما تصوت الرباط ضدها في محافل رياضية أخرى دون أي حرج أخلاقي”. في الوقت نفسه، استبعد شيات، أن “تصل التداعيات السياسية، إلى تبني المغرب لسياسة معادية للدول العربية التي لم تدعم ترشيحه”. من جهته، يرى الخبير في العلاقات الدولية، العمراني بوخبزة، أن بلاده “لن تفوت أي فرصة للتعبير عن غضبها وسخطها لما أقدمت عليه دول عربية بشكل مستفز”. وفي حديث للأناضول، اعتبر بوخبزة أن بعض الملامح بدأت تظهر من خلال قرار وزير الاتصال والثقافة المغربي محمد الأعرج، عدم مشاركته في اجتماع وزراء إعلام دول “التحالف لدعم الشرعية في اليمن”، مشيرا إلى أن “القرار له أكثر من دلالة”.

والخميس الماضي، قالت وزارة الثقافة والاتصال المغربية، إن الأعرج، لن يشارك في اجتماع وزراء إعلام “دول تحالف اليمن”، المقرر انعقاده بمدينة جدة السعودية، في 23 يونيو الجاري. وعزا بيان للوزارة، عدم مشاركة الوزير “لارتباطات متعلقة بالأجندة”، دون إعطاء تفاصيل أخرى.

وتوقع بوخبزة، أن تتخذ بلاده “عددا من المواقف المماثلة، بالنظر للفرص التي تتاح، خلال اللقاءات الإقليمية التي تجمع المغرب بدول الخليج تحديداً”. وأوضح أن “التصويت كان سياسياً وليس رياضياً، وبالتالي من الطبيعي أن تكون له تداعيات معينة على اختيارات المغرب تجاه الدول التي خذلته”. وزاد: “هناك دول كانت مغلوبة على أمرها، ورضخت للضغوطات، خاصة من قبل السعودية، وهناك دول اتخذت القرار لاعتباراتها السياسية الخالصة”. وأوضح أن بلاده “ستتعامل حسب الوضع، وستميز بين الدول التي خذلته عن قناعة وعن سبق إصرار، وبين الدول التي كانت تحت الضغط والإكراه، فاختارت الملف الثلاثي”. وعقب عملية التصويت، لم يتردد المغرب في التعبير عن خيبة أمله بعد اختيار نصف الدول العربية الملف الثلاثي. وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الرباط، قال المتحدث باسم الحكومة مصطفى الخلفي: “بالنسبة إلينا هذا الأمر مؤسف (..) لكننا سنواصل العمل لأننا ننظر للمستقبل”، دون تسمية دول بعينها. وكشف عن وجود أوامر من الملك محمد السادس من أجل الاستعداد لتقديم ترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم لعام 2030.

مواقف مرحلية يُمكن تجاوزها

عبد الفتاح بلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية (غير حكومي)، قال للأناضول، إن “الموقف الذي كان مثيراً وواضحاً، هو القطري”. ولفت إلى أن بلاده “كسبت علاقات قوية مع الدوحة، قد تتعزز أكثر، لكن يمكن اعتبار المواقف المرفوضة من الأشقاء، مرحلية فقط وليست استراتيجية”. وزاد: “كما لا يمكن التنبؤ بمستقبل العلاقات المغربية السعودية، وأعتقد أنه ستقع حلحلة في المواقف، ويجب أن تكون الرياض هي المبادرة على مستوى عال في المملكة”. وأوضح بلعمشي، أن “المصالح محفوظة لكل بلد، إلا أن ما وقع يضر بالطموح في علاقات عربية أقوى من الواقع الذي يعاني مجموعة من المشاكل”. وفي نفس السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية، بوخبزة، أن “المغرب في علاقته مع الدول العربية يعمل على أن ينأى بنفسه عن الصراعات، فإما أنه يكون وسيطاً أو يظل محايداً دون ترجيح كفة طرف على طرف آخر”. وزاد: “لا أظن أن الرباط ستغير من سياستها الخارجية. التداعيات السياسية ستقع، لكن دون تغيير جذري في المنحى العام للعلاقات الخارجية”. وأجرى الملك محمد السادس، الأربعاء الماضي، اتصالاً هاتفياً بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، وفق ما ذكر بيان للديوان الملكي. وقال البيان، إن “تميم أبلغ الملك بدعم قطر الكامل للمغرب، في حال تقدم المملكة بترشحها لتنظيم بطولة كأس العالم 2030″.

رسائل مغاربية

ويرى الشيات، الخبير في العلاقات الدولية أن “الدول المغاربية صوتت لصالح الملف المغربي متجاوزة الخلافات السياسية”. وتابع: “على المغرب أن يتلقى بإيجابية رسائل دول الجوار، التي تؤكد أن الفضاء المغاربي حيوي ويمكن أن يكون مندمجاً”.

وقال الشيات: “أعتقد أنه يجب التفكير جدياً، على ضوء المعطيات الحالية، في تجاوز الخلافات لبناء فضاء مغاربي موحد”. وبعد التصويت الجزائري على الملف المغربي، قال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي: “أعتقد أنه يجب في المستقبل أن تقدم ملفات مشتركة بين البلدان التي تعتزم تنظيم المونديال، وذلك من أجل تقوية حظوظها”. وأطلق مجموعة من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في المغرب والجزائر حملة تطالب بضرورة “تجاوز الخلافات الثنائية وفتح الحدود”، ومن خلال هاشتاغ ” #متصالحين و#فتحو_الحدود”، وهي الخطوة التي نالت إعجاب فئات واسعة سواء في المغرب أو الجزائر. من جهة أخرى دعا مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التفكير في تقديم ملف مغاربي مشترك، خاصة بين الثلاثي المغرب والجزائر وتونس لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.

ويعود إغلاق الحدود البرية بين البلدين إلى سنة 1994، واستمر الخلاف منذ تلك الفترة ملقياً بظلاله على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بينهما، ورغم ذلك يتبادل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس التهاني في المناسبات الوطنية والدينية. ومن بين نقاط الخلاف الكبرى بين المغرب والجزائر قضية الصحراء؛ إذ تدعم الجزائر وتستضيف جبهة البوليساريو المطالبة بالانفصال، وهو ما يثير غضب المملكة المغربية ويُعمق الخلافات أكثر فأكثر ويضيع فرصاً اقتصادية كبيرة ويعرقل بناء الاتحاد المغاربي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *