المغرب الكبير

موريتانيا: قلق من تسجيل وفيات جراء سوء التغذية بشرق البلاد

اهتمت الصحف،في موريتانيا، بالجدل الذي أثاره الإعلان عن تسجيل وفيات جراء سوء التغذية في أقصى شرق البلاد، وبالنداءات التي تم إطلاقها لإغاثة مناطق وصفت بأنها “منكوبة”، جراء موجة الجفاف الحاد التي تجتاحها، وامتدت تأثيراتها إلى المواطنين.

ونقلت الصحف عن مصدر صحي تأكيده “تسجيل حالتي وفاة بقرية الزرافيات في ولاية الحوض الشرقي، إحداهما لفتاة تبلغ من العمر 22 سنة، وكانت حاملا، والثانية لطفل”، مشيرة إلى أن السكان يتحدثون عن عدد أكبر من الوفيات جراء سوء التغذية.

وفي المقابل، ذكرت الصحف أن وزارة الداخلية نفت ما تم تداوله بشأن تسجيل وفيات في هذه القرية بسبب “سوء التغذية” و”الجوع”.

ونقلت، في هذا الصدد، عن المدير العام للإدارة الإقليمية بوزارة الداخلية واللامركزية، امحماده ولد اميمو، قوله إن “القرية لم تشهد أي حالات وفاة، وإنما توجد حالات سوء تغذية في صفوف سكانها”.

وأوضح أن السلطات سجلت منذ وصولها إلى القرية 65 حالة سوء تغذية خطيرة، و72 حالة سوء تغذية متوسطة، مضيفا أن السلطات الإدارية تدخلت، يوم الجمعة الماضي، بعد علمها بوجود حالات سوء تغذية في القرية، ونقلت العديد من الأطفال المصابين بسوء التغذية إلى المستشفى الجهوي بمدينة النعمة، عاصمة الحوض الشرقي، وأن الحكومة سارعت لتقديم مساعدات للسكان.

غير أن الصحف نقلت عن بعض سكان القرية قولهم إن “عدد الوفيات وصل إلى 10 حالات منذ أسبوعين”، مبرزة أن الوزارة نفت هذا الأمر ودعت إلى “تحري الدقة والمصداقية في مثل هذا النوع من الأخبار”.

وعلى صعيد متصل، ذكرت الصحف أن برلمانيين ينتمون لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، ذي التوجه الإسلامي، زاروا قرية الزرافيات “التي كانت عنوانا لما وصفوه بالنكبة”، مؤكدين أنها ليست وحدها حيث اكتشفوا “قرى أخرى تعيش وضعا إنسانيا وصحيا لا يقل فظاعة عن وضع الزرافيات، وهي اشريريك 2 وقدني”.

وأضافت أن هؤلاء البرلمانيين أكدوا، في بيان، أن “الوضع يتطلب تدخلا سريعا من السلطات العمومية”، مشددين على أن “عليها أن تتحمل المسؤولية تجاه المناطق المنكوبة عموما والقرى” المعنية خصوصا.

وأشارت إلى أن الوفد البرلماني، الذي قاده نائب رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)، وصف الحوض الشرقي عموما والقسم الجنوبي منه على وجه الخصوص بأنه “يعيش أزمة جفاف حادة قضت على الحيوان وبدأت تأثيراتها وأضرارها تطال الإنسان”.

من جهة أخرى، أوردت الصحف أن حزب (تكتل القوى الديمقراطية) المعارض وجه نداء استغاثة لمد يد العون والمساعدة لما وصفها ب”المناطق المنكوبة” في البلاد.

ونقلت عن الحزب قوله، في بيان، إن مناطق واسعة من البلاد “تعيش هذه الأيام على وقع كارثة إنسانية خطيرة بفعل موجة الجفاف التي تكاد تقضي على الثروة الحيوانية، مصدر رزق الغالبية العظمى من المواطنين”، مضيفا أن “هذه الموجة تسببت في حدوث مجاعة غير مسبوقة، أصبحت تهدد حياة سكان قرى وبلدات في الحوضين (الشرقي والغربي) وولايات أخرى”.

وتابعت أن الحزب أكد تضامنه اللا مشروط مع كافة المتضررين من موجة المجاعة والقحط الحالي، مستنكرا ما اعتبره “تجاهلا لمآسي المواطنين ومعاناتهم”، ومحملا السلطات المسؤولية التامة عن تبعات ما قد ينجم عن عدم تدخلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *