آراء

المناضل محمد بولديان .. بالشفاء العاجل لقدوة الأجيال في الممانعة والصمود

شاءت الأقدار أن يخلد المعتقل السياسي السابق، محمد بولديان، أحد ضحايا سنوات الجمر والرصاص، ذكرى 20 يونيو 1981، والتي كان واحدا من المعتقلين على إثرها، وأن يخلد الذكرى الأربعينية لرحيل لرفيقه المناضل الأممي، أحمد باعيم، وهو مرميا في مشفى بأگادير تنهشه الأمراض، في ظل غياب أي تغطية صحية أو حماية اجتماعية، على تلك الشاكلة التي هللت لها هيئة “الإنصاف والمصالحة”!.

محمد بولديان، الذي رأى النور، قبل حوالي 68 عاما، بدوار تكاض باشتوكة آيت باها، امتحنت خلالها صلابته وصموده وكان بحق نخلة شامخة، وخير مدافع عن الأهداف النبيلة ووجها من وجوه قافلة التحرير المضيئة ومدرسة للقيم والأخلاق النبيلة، غير طامع في منصب أو مال أو جاه…

كان حضوره جليا ضمن قرية نذرت فروعها للنضال وأسس داخلها فرعا لحزب الإتحاد الإشتراكي سنة 1978، وكان حضوره فعالا في النضال النقابي الشيء الذي أسفر عن اعتقاله خلال الدعاية لإضراب 1981، بالموازاة مع ديناميته المتميزة داخل الحزب الذي كان يعيش صراعا سياسيا وايديولوجيا وتنظيميا، توج بإعتقاله مرة أخرى في 8 ماي 1983 التي كان له دور فعال في فضحها وكشف ملابساتها، وظل صامدا في صفوف حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي إلى الآن بإعتباره ” الإستمرار النضالي والتاريخي لحزب المهدي وعمر” حسب المقولة التي يحبها كثيرا المناضل محمد بولديان.

وصمة عار على جبين مخرجات تلك البكائية الجماعية المسماة ” إنصافا ومصالحة” أن يئن هذا الشامخ، تحت وطأة الإهمال و التهميش القسري .. بعد أن تكبد عقودا من الاعتقال القسري والتعسفي وكافة صنوف التعذيب، في حين أن مكانه الطبيعي كرسيا وفي الطرف الأخر، ليس طبيبا جشعا، وإنما موثقا حقوقيا للذاكرة الشعبية لمغاربة يريدون أن يتصالحوا مع ماضي الجمر والرصاص، محاطا بعناية صحية ومصاحبة اجتماعية ونفسية وعيشا كريما.

المناضل محمد بولديان، الذي أعطى زهرة شبابه وتفانى في نضاله وقدم عصارة عطاءاته .. كان ولايزال وسيظل فوق أكتاف كل أجيال النضال، ولن تتحقق للجلاد تلك اللحظة التي سيقضي فيها المناضل آخر أيامه في زواريب النسيان واللامبالاة وحاجة الشيخوخة ..

وعكة صحية طارئة وشفاء عاجل ووشيك وتستمر الحياة في صفوف شرفاء الوطن لمعانقة أحلام الوطن مجددا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *