يقارب كتاب “جوانب من تاريخ الهجرة..من منطقة واد نون إلى أوربا ما بين 1960و2010″ ، الذي صدر مؤخرا للأستاذ الحسان منصوري، ظاهرة الهجرة بجهة كلميم واد نون . ويرى الحسان منصوري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الكتاب يعتبر ” أول دراسة لتاريخ الهجرة بمنطقة واد نون والجنوب المغربي”، مضيفا أن هذا “العمل هو نتاج مجهود علمي وأكاديمي في إطار سلك الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بين سنتي 2012و2014”.
وأشار إلى أنه حاول التطرق من خلال هذه الدراسة “إلى كل السياقات والأسباب والدواعي المتعلقة بهجرة المغاربة إلى أوروبا (…) وانعكاساتها على الجانب التنموي بالمنطقة”.
وحاول المؤلف من خلال هذه الدراسة البحثية، الغوص في مبحث الهجرة إلى الخارج، ووصفه في مقدمة الكتاب بأنه” موضوع رحب وواسع، يتسم بتشعب جوانبه وتداخل عناصره”.
وانطلق الباحث في تألفيه لهذا الكتاب، الذي طبع بدعم من جماعة كلميم وجمعية المجلس المحلي لدعم الثقافة والرياضة والعمل الاجتماعي بكلميم، من بعض الإشكالات التاريخية المرتبطة بالهجرة، كظاهرة اجتماعية. واستهل مقدمة الكتاب ( من الحجم المتوسط ويضم 144صفحة) بجملة من التساؤلات، تتعلق بدواعي الهجرة المنظمة للأيدي العاملة (بالخصوص ما بين 1961 و 1971) من منطقة واد نون نحو أوربا، إضافة إلى التساؤل عن أسباب اعتبار الجنوب المغربي على الدوام مجالا جغرافيا للعبور والتدفق البشري، بالشكل الذي يجعل منه بؤرة أساسية للتفاعلات السياسية والاجتماعية التي عرفها المغرب.
واعتمد المؤلف في هذا الإصدار (ثلاثة فصول إضافة إلى ملحق للوثائق) على عينة من الوثائق التي حصل عليها الباحث من الأرشيف الدبلوماسي في مدينة نانت الفرنسية ،إضافة إلى المقابلات الشفوية مع الأجيال الثلاثة التي مارست فعل الهجرة المنظمة،كما اعتمد الباحث منصوري على المعطيات الإحصائية المتوفرة لدى المصالح الجهوية للدرك الملكي، ووثائق تم الحصول عليها بالجزر الإسبانية أساسا جزيرة لنزاروتي.
وتناولت فصول الكتاب السياق التاريخي للهجرة من واد نون إلى أوربا، وقراءة في اتفاقية اليد العاملة المغربية – الفرنسية، و مقاربة تاريخية لموضوع الهجرة غير الشرعية إلى فرنسا، وأسباب ودواعي هذه الظاهرة بمنطقة واد نون. واقترح الفصل الأخير توثيق مسارات الذاكرة الفردية والجماعية للمهاجرين، ولاسيما الذاكرة الفردية للمهاجر الو دانوني إلى أوربا.
والحسان منصوري حاصل على شهادة الإجازة في التاريخ، وماستر تخصص تاريخ الجنوب بجامعة ابن زهر، ويحضر حاليا أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الجهوي للجنوب المغربي في موضوع زلزال أكادير، وهو أستاذ باحث شارك في عدة ندوات وطنية ودولية، وله مقالات منشورة بمجلات متخصصة. ويشغل المنصوري حاليا، منصب المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطرفاية.