ثقافة وفن

المخرج الكاميروني باسيك: تستطيع السينما أن تقود المعركة ضد مآسي الهجرة

اعتبر الكاتب والمخرج الكاميروني باسيك با كوبيهو، المندوب العام لمهرجان “الشاشات السوداء”، أحد المهرجانات السينمائية الرئيسية في إفريقيا جنوب الصحراء، والذي عقد للتو شراكة مع المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، أن للفن السابع دور هام في معالجة قضية الهجرة الشائكة والمصير المحزن الذي غالبا ما ينتظر المهاجرين.

وأبرز المخرج، الذي يرأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة للدورة الخامسة عشرة من المهرجان الدولي للسينما والهجرة، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، “أن السينما بإمكانها أن تكون سلاحا كبيرا متعدد الأوجه في مواجهة تنامي ظاهرة الهجرات، ولا سيما تلك اللاإرادية”.

وأوضح مخرج شريطي “سانغو مالو”، و”لو كغون بلون دو لامباريني”، أنه “باعتبارها سلاحا للإعلام ونشر الوعي، يمكن أن تساعد السينما على الردع من خلال عرضها لأوضاع مأساوية، جماعية كانت أم فردية، وتفنيد أسطورة وأوهام “الضفة الأخرى”، حتى وإن نجحنا في الوصول إليها”، مبرزا أن “السعادة ليست مضمونة هناك، وقد تكون غالبا قريبة منك، مع القليل من الجهد أو الإرادة”.

وأضاف أنه يمكن للفن السابع أن يساعد أيضا أولئك الذين “يستقبلون” أو “يشهدون العبور”، مذكرا بأن “الآخر، الذي يأتي أو يعبر، هو شخص من لحم وعظم، وليس صنفا أدنى يمكننا أن نجعله عبدا، كما أظهرت ذلك المأساة الليبية بالنسبة للمهاجرين السود “.

وحسب المخرج الكاميروني، “يمكن للسينما أن تندد بشرور رجال ونساء كما يدل عليها فيلم “مور” المبرمج في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان أكادير، وكذا تصوير الطابع المعقد للأوضاع وإبراز أنه أحيانا يكون المستغل هو نفسه سجينا وضحية. ويرى مؤسس مهرجان “الشاشات السوداء” سنة 1997 للترويج للفن الإفريقي السابع أنه يمكن للسينما، في مهمتها كباعث للأحلام، “تصوير قصص جميلة، تلك التي تظهر تقارب ثقافات متباعدة، وقصص فريدة تعكس إنسانية الأرواح، ونشوء أزواج وأسر، وصداقات تولد وتنمو”.

وقال السينمائي الكاميروني، الذي تجاوز الستينات من عمره، إن “السينما تقدم، وتوضح، وتشرح، وتبرر، وتدين، وتوصي، وبشكل خاص تعطي الأمل، من خلال العديد من الأجناس، والخيال العلمي، والأفلام الوثائقية، والرسوم المتحركة وغيرها. ولذلك، فإن مسألة الهجرة موضوع يجد مكانه جيدا في الفن السابع”.

ومن هذا المنطلق، أكد باسيك با كوبهيو أن مهرجان الشاشات السوداء بياوندي “يشعر بالحاجة إلى تكوين روابط أكثر رسمية واستمرارا مع المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير، كي تصبح المعركة ضد الهجرات التعيسة عبر السينما أيضا انشغالا رسميا بالنسبة له”.

وتم تكريم السينما الكاميرونية خلال دورة 2017 للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير.

وفي هذا الصدد، أشار با كوبهيو إلى أنه “كان للسينمائيين الكاميرونيين فرصة مميزة للإعراب عن تقديرهم لمبادرة هذا المهرجان الذي يهتم بقضايا الهجرة، خاصة أن بلدهم يعد رغما عنه مصدرا للمهاجرين الذين يغادرون حاملين أحلامهم، لكنهم يعيشون مع الأسف السراب والكوابيس، إن لم يكن سوء المصير في نهاية الطريق”.

وأوضحت جمعية “المبادرة الثقافية” التي تنظم مهرجان السينما والهجرة أن الاتفاقية، التي تم توقيعها بين المهرجانين، تروم “تعزيز تبادل الخبرات وتطوير السينما الإفريقية من خلال إعطائها المزيد من الوضوح”.

ويعتبر مهرجان “الشاشات السوداء”، الذي احتفل هذه السنة بدورته الثانية والعشرين، حدثا سنويا للسينما الإفريقية تنظمه جمعية “الشاشات السوداء”، ويركز بالأساس على نشر الإبداعات السينمائية من ستة بلدان في إفريقيا الوسطى، وهي الكاميرون والغابون والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *