طب وصحة

دراسة: الشواء على الفحم يزيد من خطر الموت

استبدال الخشب والفحم بمواقد الغاز أو الكهرباء أفضل للصحة

لكن يبدو أن التأثير يمكن عكسه إذا استخدم الناس مواقد الغاز أو الكهرباء، كما قال الخبراء أنه يجب على الجميع التحول «في أقرب وقت ممكن».

وأجرى علماء من جامعة أكسفورد دراسة شملت أشخاصاً في الصين، حيث يستخدم أكثر من نصف السكان الوقود الصلب لطهي الطعام في مرحلةٍ ما من حياتهم.

ووجد الباحثون أنه كلما استخدم شخص ما الخشب أو الفحم لطهي الطعام في المنزل، زاد احتمال موته المبكر بسبب أمراض القلب.

ترتفع المخاطر بنسبة 3% كل 10 سنوات، ويتعرض الأشخاص الذين يطهون باستخدام الوقود المُحترق لمدة 30 عاماً أو أكثر لخطر الوفاة المُبكرة بنسبة 12%.

لكن التحول إلى استخدام الكهرباء أو الغاز في الطهي يُمكن أن يؤدي إلى استعادة السيطرة على فرص الموت بسبب مرض القلب.

الأذى في الدخان المليء بالكيماويات

بدوره قال د. ديريك بينيت أحد مؤلفي الدراسة لصحيفة Daily Mail البريطانية، «تقترح دراستنا أن الأشخاص الذين يستخدمون الوقود الصلب في الطهي يجب أن يتحولوا إلى استخدام الكهرباء أو الغاز في أقرب وقت ممكن».

ولم يُقدم الباحثون تفسيراً يوضح سبب زيادة خطر الوفاة بأمراض القلب، لكن الدراسات السابقة أشارت إلى أن حفلات الشواء ومواقد النار تنتج مواد كيميائية قاتلة في الدخان المنبعث منها، وعندما تستخدم في طهي اللحوم في درجات حرارة عالية.

واستمرت الدراسة الضخمة التي أجراها الباحثون في جامعة أكسفورد، والتي شملت 341,730 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 30 و79 عاماً، لمدة 13 عاماً. وقاس الباحثون مدى تعرض الأشخاص للوقود المُحترق مع إحصاء جميع حالات الوفاة.

كان كل من شارك في البحث – ثلاثة أرباعهم من النساء – يطهون باستخدام الوقود الصلب مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

تُوفي نحو 8,304 من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة بسبب أمراض القلب، وبعد أن أُخذ التدخين وعوامل الخطر الأخرى في الحسبان، تمكن العلماء من تحديد ودراسة العلاقة بين وقود الطهي وأمراض القلب.

وجد العلماء أن لكل عقد من الزمن بعد التحول إلى استخدام الغاز أو الكهرباء، انخفض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة %.

أما الأشخاص الذين تحولوا منذ 10 سنوات أو أكثر لمواقد الغاز أو الكهرباء، فعاد احتمال المخاطر إلى المستوى الطبيعي الذي يواجهه الأشخاص الذين استخدموا دائماً الطاقة «النظيفة».

وأضاف البروفيسور تشنغ مينغ تشن، أن «التحول إلى استخدام الكهرباء أو الغاز أدى إلى إضعاف تأثير استخدام الوقود الصلب السابق، ما يشير إلى أن الارتباط السلبي قد يكون قابلاً للانعكاس».

وقد جرى الكشف عن هذا البحث خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب الذي عُقد في مدينة ميونيخ هذا العام.

خطر المواد المسرطنة يهدد الرئتين والمثانة والجلد

من الجدير ذكره أيضاً أن دراسة أجريت في ماي الماضي اقترحت أن مجرد الوقوف بالقرب من موقد الشواء يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

تنفس هذه الأدخنة لم يكن مصدر الخطر الوحيد، بل تناول الأطعمة المشوية وامتصاص المواد المسرطنة عبر الجلد.

ويتم طهي شرائح اللحم عادة على درجات حرارة عالية، ويمكن أن تؤدي هذه العملية إلى إطلاق مواد كيميائية تسمى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs). وتبين أن هذه المركبات تسبب طفرات جينية يمكن أن تؤدي إلى سرطان الرئة والمثانة والجلد.

تؤكل PAHs عندما تلتصق بالأطعمة وتحرق أيضاً عندما تتساقط الدهون على الجمر الساخن، بمعنى أنه قد يمتصها الجلد عندما يلامس الدخان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *