طب وصحة | متابعات

الدكتور هدي يوضح ل “مشاهد” حقيقة شائعة طبية عن “الغاز الصامت”

خلال كل شتاء تتكرر مآسي الوفيات المفاجئة بسبب وسائل التدفئة التقليدية وسخانات الماء التي تشتغل بواسطة الغاز، وتسجل اختناقات وتسممات بالجملة بين المواطنين.

وتكشف الأرقام المعلن عنها سنويا خطورة الظاهرة، حيث إن عائلات بكاملها تذهب ضحية موت مفاجئ مجاني وصامت لغاز قاتل أحادي أوكسيد الكاربون (نسبة التسممات تحدث بالمنزل ب 96,8% حسب دراسة للمركز المغربي لمحاربة التسمم).

أرقام تعتبر نسبية، ولا تشمل كل الحالات، نتيجة عدم التبليغ عن عدد منها وغياب نظام للإعلام من شأنه الإحاطة بالظاهرة خاصة وأن العديد من ضحايا التسممات غير مفضية للموت.

و سبق أن أوردت “مشاهد” خبر عن آخر حالات الإختناق المسجلة خلال منتصف الأسبوع الجاري لامرأة وابنتها بمدينة تيزنيت تعرضتا للاختناق جراء استنشاق أحادي أوكسيد الكربون المنبعث من “مجمر” استعملته العائلة للتدفئة و إنقاذهما من موت محقق لولا تدخل أحد أفراد العائلة .

وفي تفسير للظاهرة يقول الدكتور مهدي هدي في تصريح ل “مشاهد”: ما وقع لعائلة تيزنيت هو حالة تسمم بغاز احادي أكسيد الكربون الذي ينتج عند احتراق الفحم الحجري أو باقي أنواع التدفئة كالشربون و المازوت .. ، فيحدث أن رئتي الشخص تمتص غاز اكسيد الكربون بسهولة ما يؤدي إلى الإصابة بنقص في وصول غاز الأوكسجين الى الدماغ ما قد يحدث تلفا بالجهاز العصبي، أو التعرض للغيبوبة و الوفاة “.

و عن مثال آخر لاختناق بغاز الكربون المنبعث من سخان الماء، نفى الدكتور هدي شائعة بين العموم، تشير إلى أن أسباب وفاة الأشخاص راجع إلى تسرب الغاز مع ماء الاستحمام قائلا :” معلومة مغلوطة مادام أحادي أوكسيد الكاربون غازا لا يمكن تمييزه وينتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد العضوية وذلك بسبب نقص الأكسيجين في المكان، فإن مسألة تسربه مع الماء مسألة غير صحيحة “.

و كرد عن سبب عدم شعور الأشخاص بتسرب الغاز لأخد الحيطة يضيف :” غاز أحادي أكسيد الكاربون لايعطي أية علامة، فهو بدون رائحة أو لون، يمكن للشخص أن يستشعره ويتخذ الاحتياطات ، فهو يتسرب بشكل صامت ودون إنذار مسبق، خلافا لغاز البوطان الذي يمكن تمييزه عند تسربه من قنينة الغاز، وبالتالي إمكانية التدخل والحد من مخاطره تزداد خطورة عندما يكون الشخص نائما، حيث يتسبب في فقدان الشخص للشعور والاختناق دون أن ينتبه له الآخرون”.

أما فيما يخص تعرض النساء الحوامل لاستنشاق اكسيد الكربون، فيفيد ذات المصدر أنه قد يسبب التسمم لهن تأثيرات شديدة سلبية على الجنين، فيعبر أول أكسيد الكربون المشيمة ويتحد مع هيموجلوبين الجنين، مما يسبب نقص لأكسجة الأنسجة الجنينية و تراكم هذه المادة الكيميائية السامة لدى الجنين.

وأشار ذات المتحدث إلى أحدث التقنيات المستخدمة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة و كندا التي أصبحت تشترط وجود كاشفات غاز أكسيد الكربون التي تتراوح أسعارها بين 20 و 60 دولار ( 200 و 600 درهم) حيث أصبحت تعتبر من أهم معايير الأمن والسلامة في المنشآت و البنايات نظرا لخطورة تسرب “الغاز الصامت” وما ينتج عنه من خسائر فادحة في الأرواح ، ولأن سرعة اكتشاف التسرب وسرعة التدخل يساهمان في التقليل من الخسائر، وهذه هي الغاية من استعمال كاشف غاز أحادي أكسيد الكربون ،يضيف الدكتور هدي.

و وجه دكتور الطب العام مهدي هدي جملة من التوجيهات الطبية التي يجب تطبيقها كاسعافات أولية حين وقوع حالة تسمم جراء استنشاق غاز أكسيد الكربون :”أهم إجراء إسعافي هو فتح النوافذ، والسماح بدخول الهواء النقي للغرفة ،وتتوقف إجراءات الإسعاف على حالة المصاب، فإذا كانت إصابته بالتسمم الغازي طفيفة، فقد تكفي إراحته بعيدا عن الجو الملوث لبضع ساعات، أما إذا كان فاقد الوعي، فهو بحاجة إلى فتح مسالكه الهوائية وتطبيق وسائل الإنعاش بواسطة التنفس الصناعي إن لم يكن المصاب قادرا على التنفس بنفسه، فالأوكسجين المركز قادر على فك اتحاد أول أكسيد الفحم مع الهيموغلوبين.، ويجب فحص نبضه وتنفسه كل عشر دقائق، بينما تتم الاستعدادات لنقله للمستشفى على وجه السرعة”.

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *