ثقافة وفن

الحيرش ينجز ترجمة جديدة لكتاب التأملات الميتافيزيقية للفيلسوف الفرنسي ديكارت

صدرت عن دار نشر أفريقيا الشرق بالدار البيضاء ترجمة عربية لكتاب التأملات الميتافيزيقية للفيلسوف الفرنسي ديكارت، وهي من إنجاز المترجم هيبتن الحيرش.

كتاب التأملات مصنف رائد في الفلسفة الحديثة، نشر أول الأمر باللاتينية سنة 1641، وترجم للغة الفرنسية سنة 1647 من طرف الدوق دولوين بمراجعة من ديكارت نفسه، وقد ترجم إلى اللغة العربية في الخمسينات من طرف مترجم مصري وفي الستينات من طرف مترجم لبناني، والترجمة الحالية هي محاولة لإخراج هذا المؤلف الهام في صيغة عربية توفي بمضامين النص الأصلي وذلك بأسلوب واضح وسلس يتلافى الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها المترجمان السابقان حسب عبارة المترجم الذي أفرد فقرات مطولة عن الموضوع في المقدمة التي استهل بها ترجمته.

الكتاب عنوانه التأملات الميتافيزيقية وله عنوان فرعي هو إثبات وجود الله ومغايرة النفس للبدن، وينقسم إلى ستة فصول، كل فصل منها عبارة عن تأمل في موضوع محدد.

يتضمن  الكتاب ما بات يسمى في الأدبيات الفلسفية بالدليل الوجودي أو الأنطولوجي، الذي انتقده أكثر من فيلسوف من أمثال الفيلسوف الإنجليزي لوك والفيلسوف الألماني كانط، وقد شرح المترجم في مقدمته المقصود من الدليل الوجودي عند ديكارت، كما أورد اعتراضات كل من لوك وكانط عليه.

نقتطف هنا من الغلاف الأخير قول المترجم عن طريقته في ممارسة الترجمة:

“لقد حاولنا، هنا، قدر المستطاع تقديم نص واضح، مفهوم، وسلس، وذلك باستفراغ الجهد والطاقة في سبيل استثمار الإمكانيات الكبرى (المهملة للأسف) التي توفرها اللغة العربية، مستلهمين طريقةَ الكتابة في الفلسفة العربية الإسلامية القديمة، خصوصا عند ابن سينا في قسم الإلهيات مِن الشفاء، وابن رشد في بعض شروحه مثل الكون والفساد وكتاب النفس وتلخيص السفسطة، والغزالي في التهافت، وصدر الدين الشيرازي في بعض رسائله الفلسفية، وابن سبعين، ولا حاجة للقول بأن طيف أسلوب ابن خلدون يرافقنا في عملنا هذا، وعطر ابن طفيل، وأكرم بها مِن رفقة!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *