ملفات

“الصحراء الخضراء” مشروع بمواصفات عالمية .. هل سيعزز الرؤية المغربية في مجال المناخ؟

قالت كاثرين توكس منسقة مشروع (الصحراء الخضراء) الذي يشرف عليه البروفيسور جوزيف ستيير وفق مقاربة ترتكز على الاكتفاء الذاتي، إن المشروع تمت بلورته تماشيا مع الرؤية الملكية المعتمدة خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) في مراكش.

وأكدت الخبيرة الكندية في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق بمبادرة كبرى تنسجم والرؤية الملكية لتحسين إطار العيش في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وتسريع مخطط المغرب الأخضر ودعم إنجاز مشروع “السور الأخضر الكبير لإفريقيا”.

وأفادت في هذا السياق، بأن المشروع الذي حصل على علامة الابتكار في مؤتمر (كوب 22 ) سنة 2016 ، يتضمن إجراءات ملموسة للتصدي لتغير المناخ وخاصة في المناطق القاحلة.

كما يشمل المشروع، تضيف توكس، حماية واستعادة وتشجيع الاستخدام المستدام للنظم الإيكولوجية، وإدارة الغابات على نحو مستدام ، ومكافحة التصحر ، ووقف تدهور الأراضي والحد من فقدان التنوع البيولوجي.

ووفقا لتوكس، فإن التركيز سينصب على إنشاء “مثلث أخضر” بدءا من جنوب المغرب، والذي سيمتد إلى مناطق أخرى جنوبا مثل بحيرة تشاد.

وبخصوص مشاركتها إلى جانب الباحث المجري جوزيف ستيير في الدورة القادمة لمنتدى كرانس مونتانا في مدينة الداخلة ( 14- 17 مارس) والتي ستخصص لإفريقيا والتعاون جنوب- جنوب، اعتبرت الخبيرة الكندية أن ملتقى من هذا الحجم سيشكل فرصة لتقديم مشروع (الصحراء الخضراء) أمام صناع القرار من مختلف الآفاق.

وذكرت أنه في مرحلة الإطلاق، سيتم تنفيذ مشروع “الصحراء الخضراء” على مساحة 25 ألف هكتار بغلاف مالي يصل إلى 625 مليون دولار بمكونات مختلفة تتعلق بالجوانب التقنية والزراعية والبنية التحتية والتمويلات الأخرى.

ويتوخى المشروع إنشاء مظلة خضراء ضخمة اعتماد على الزراعة الغابوية وأساليب فلاحية مبتكرة لاستقبال وإطعام ملايين الأفارقة ، وتوفير الكلإ للماشية وتحويل مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون إلى مواد ذات قيمة.

وقالت توكس في هذا الصدد، إن المشروع سيتم تنفيذه في البداية في منطقة الداخلة التي توفر فضلا عن موقعها الجغرافي المتميز، الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تعزز نجاح المشروع.

وسجلت منسقة مشروع (الصحراء الخضراء) في هذا الصدد، أنه “من الواضح أن الأمر يتعلق بمشروع مبتكر سيتم إطلاقه على أسس جيدة” ، مضيفة أنه يدعم الاستراتيجية الرائدة التي يجسدها مخطط (المغرب الأخضر).

وأعربت عن ثقتها في أن المغرب، انطلاقا من دوره الريادي في إفريقيا، سيساهم بشكل تدريجي في التخفيف من حدة تغير المناخ في جميع أنحاء العالم ، مع تعزيز المهارات في مجال تنفيذ المشاريع ذات الصبغة العالمية.

وبخصوص الفوائد المرجوة من مشروع (الصحراء الخضراء) ، أكدت السيدة توكس أن ” الأشجار ستسمح لنا بخفض العجز في مادة الخشب بالمغرب ، كما سيتم استخراج مادة خام غنية بالبروتين من أوراق الأشجار واستخدامها كعلف للماشية”. وأبرزت أن تجارة انبعاثات الكربون ستشكل أيضا أحد المنافع الرئيسية بالنسبة للصادرات خلال الربع الأول.

وخلصت الخبيرة إلى أن مشروع (الصحراء الخضراء) ،”بالنظر لمنافعه المتعددة، سيكون بالتأكيد بمثابة واجهة للقارة الأفريقية، علاوة على مساهمته في تحسين ظروف العيش من خلال المساعدة على تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة التي حددتها منظمة الأمم المتحدة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *