ثقافة وفن | جهويات

زاكورة..ملتقى “الرسمة” يدعو للحفاظ على هذا التراث

نظم الإتحاد الجمعوي الروحا بالمركز الثقافي بزاكورة يوم السبت المنصرم الدورة الثالثة للملتقى الإقليمي لفن الرسمة تحت شعار:”الأطلال (لرسام) في فن الرسمة”، بشراكة مع المجلس الإقليمي لزاكورة.

وتميز برنامج الملتقى بتقديم وصلات غنائية لفن الرسمة وتكريم بعض شيوخ هذا الفن الأصيل في واحة درعة، كما تضمنت التظاهرة ندوة حول خصائص شعر الأطلال (لرسام)في فن الرسمة بمشاركة الأساتذة مولاي مصطفى الدفالي وعبد الكريم الفزني، وكذلك تسجيل حوالي خمسين قصيدة للشعراء من أجل تدوينها، استمتع الجمهور بسهرة عرفت مشاركة أبرز شعراء فن الرسمة واستحضرت أجواء نظم وإلقاء هذا الفن في المجتمع الصحراوي.

ومن أبرز شيوخ فن الرسمة المكرمين اعترافا بعطاءاتهم، أحمد المهداوي من منطقة الكلوع الذي نظم العديد من القصائد ناهزت عشرين قصيدة في أغراض وموضوعات مختلفة كالصلاة على النبي، والتوسل وموضوع الجفاف الذي تشهده منطقة درعة في بعض السنوات، كما كرم الملتقى الحسين الحسناوي من مواليد 1974 من قبيلة المهازيل، ورث فن الرسمة أبا عن جد وبدأ في حفظ ونظم قصائده منذ سن مبكرة منذ بلغ الثالثة عشر من عمره، ونظم حوالي ستين قصيدة في أغراض وموضوعات الغزل والمدح والهجاء. ومن المكرمين أيضا الشيخ أحمد بوحال المولوع بفن الرسمة وحفظ أزيد من مائة وعشرين قصيدة ثم الشيخ الطيب بن الزوين من دوار أولاد حروش الذي زاول فن الرسمة منذ سنوات الستينات من القرن الماضي.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد عبد العالي الفاضيلي رئيس الإتحاد الجمعوي الروحا على أهمية الشعر عموما وشعر الرسمة خاصة في منطقة درعة، وأشار أن:”الشعر ديوان العرب، بالشعر عرفنا ثقافتهم وبالشعرعرفنا تاريخهم، جغرافيتهم وشيمهم وأخلاقهم وكرمهم وجبروتهم، وبالشعر تم تقعيد اللغة وبه تم شرح بعض آيات القرآن الكريم وبه استشهد الخطيب على منبره، وبه نُقلت الحكم وبه نُقل العلم” وعن شعر الرسمة في منطقة درعة يضيف عبد العالي الفاضيلي” شعرنا لا يقل أهمية عن شعرهم، شعرنا يختزل ثقافتنا، تاريخنا، وجغرافيتنا وشيمنا وأخلاقنا ومكارمنا، شعرنا أيضا بلسان عربي فصيح لا يفك شفرته إلا الضليع في اللغة العربية”.

كما أكد على أهمية فن الرسمة ومكانته في المجتمع الصحراوي حتى يتمتع بهالة وتقدير دون غيره من الفنون، حيث لا يُطلب السكوت في اجتماع أو مناسبة اجتماعية إلا لقراءة القرآن الكريم أو الإنصات إلى فن الرسمة.”

وعبر المهتمون بالتراث الشفهي بمنطقة درعة وفعاليات المجتمع المدني عن ضرورة الاهتمام بفن الرسمة باعتباره تراثا لاماديا يختزل ثقافة درعة وتاريخها، واستحضروا مجموعة من المعيقات والتحديات التي تتهدد هذا الفن، ومن أبرزها اهتمام الشباب وإقبالهم على فنون غنائية حديثة، كما أن “شيوخ فن الرسمة”الذين يحفظون ويبدعون في هذا الفن بدأوا يرحلون إلى دار البقاء في صمت وترحل معهم ذخائر ونفائس تراث شفوي عريق. ولإنقاذ فن الرسمة من الضياع والحفاظ عليه.

وقرر النسيج الجمعوي للروحا الشروع في تدوينه للمحافظة عليه وتحقيقه، ليجد كل زائر لواحة درعة أو باحث في مجال التراث الشعبي ضالته وإعجابه في هذا الفن، مما دفع بالمهتمين به وفعاليات المجتمع المدني إلى المبادرة بتنظيم هذا الملتقى في إطار الاهتمام به وفي أفق الصيانة والتوثيق والأرشفة لحفظ الذاكرة الجمعية وحماية هوية المجتمع الدرعي واستثماره كرافعة للتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *