ملفات

مع اقتراب مواعيدها بجهة بسوس .. هل ستختفي “صحافة المهرجانات”؟

من المنتظر، أن ينطلق موسم المهرجانات بمختلف أقاليم جهة سوس ماسة، والذي يتزامن مع بداية شهر يونيو إلى غاية نهاية العطلة الصيفية، حيث تحتضن جهة سوس المئات من المهرجانات والتظاهرات الفنية.

وبالمقابل، ينشغل عدد كبير من الصحفيين، بالظروف “الكارثية” التي يعيشونها، في كل دورة من دورات المهرجانات، حيث يعيش الصحفي معاناة مزدوجة، فمن جهة غياب الشروط اللائقة بأداء مهامه، ومن جهة أخرى، تدفق عدد كبير من “صحافة المهرجانات”، بشكل يبرز بجلاء تمييع الممارسة الإعلامية، بفعل “خضوع” مُدراء المهرجانات لعيّنة من الأشخاص، لا تنتمي إلى الجسم الصحفي، وفق القواعد والضوابط المنظمة للممارسة الصحفية بالمغرب.

وأوضح صحفي بأكادير، في تصريح مقتضب ل”مشاهد”، أنه إذا كان من الصعب جدا، أن تُوفّــر المؤسسة الإعلامية صحفيا فنيا مُتفرّغا لمُواكبة تظاهرة فنية، لمُدة أسبوع كامل في بعض الأحيان، بل ولما تستدعيه من مؤهلات بدء من مواكبة أخبار النجوم وانتهاء باستجماع رؤى وقراءات نقدية ذات صلة بمحتوى فقرات المهرجان، فإن “التدفق الكبير” لحملة الهواتف النقالة وبطائق الزيارة (كارط فيزيت) تحت غطاء “مراسل صحفي” يطرح أكثر من تساؤل واستغراب، ويعكر صفو التغطية الإعلامية المهنية !

عضو الإدارة المنظمة لمهرجان بالجهة، كشف لجريدة “مشاهد”، بالإضافة إلى العديد من الطرائف، عن ظاهرة مأساوية، حيث يتسلط على المهرجان، مئات الأشخاص، حاملين لبطائق لاعلاقة لها بالنموذج المعتمد مهنيا، ودون حد أدنى من الثقافة السينمائية أو على الأقل شغفا ملموسا بالسينما يجعلهم يتمكنون من إحداث التوازن بين اللهاث وراء النجوم وبين حضور الأفلام وتغطية الندوات والحصول على لقاءات ذات قيمة فنية…”

واستشهد، صحفي بالجهة، في مادة إعلامية منشورة، بما عرفته دورة سابقة لمهرجان تيميتار بمدينة أكادير، لحظة تسليم شارات الصحافة لرجال ونساء الإعلام فوضى عارمة، حيث كان الكثير من الراغبين في الشارة أشخاصاً لا علاقة لهم بالصحافة، ولا يعملون في إطار مؤسسات مهنية، ومنهم من يعمل في وظائف ومهن أخرى بعيدة كل البعد عن المجال الصحفي”.

وكشف الإعلامي، الذي قاده الاشتغال بمؤسسة صحفية إلى حضور فعاليات المهرجان، استنادا إلى مصادر، من داخل المهرجان، أن غالبية هؤلاء “المتطفلين” يقتنصون على الدوام مثل هذه الفرص كي ينعموا ببعض الامتيازات البسيطة التي تساعد الصحافي المهني في عمله، خاصة عندما يتعلق الأمر ببعض الدعوات للقاءات مع الفنانين أو حضور حفل عشاء أو الاقتراب من المنصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *