بعد أن تحدثت تقارير دولية سابقة عن الارتباطات العضوية بين الحركات الإرهابية والجهادية بمنطقل الساحل الإفريقي وجبهة البوليساريو، يؤكد تنظيم داعش الإرهابي هذه العلاقات من خلال تعيين زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي لأبو الوليد الصحراوي، أحد قياديي الجبهة، مسؤولا عن داعش بإفريقيا.
وتداولت مواقع مقربة من التنظيم الإرهابي هذا التعيين، مبرزة أن الصحراوي سيصبح قائد تنظيمات داعش في كل من بوركينافاسو وجنوب أفريقيا والكونغو بجانب قيادته العمليات المسلحة في النيجر ومالي. والاسم الحقيقي لـ “أبو الوليد الصحراوي” هو لحبيب عبدي سعيد، المعروف بالإدريسي لحبيب، وهو من مواليد مدينة العيون، ودرس في الجزائر حيث حصل على الإجازة في علم الاجتماع من جامعة منتوري بمدينة قسطنطينة.وشغل مناصب هامة بجبهة البوليساريو، حيث كان مسؤولاً في منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وانطلق مسار أبو وليد الصحراوي انطلق منذ عام 2011، وذلك من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا“، الذي تبنى تحت مظلة تنظيم ” وقتها لتنظيم “القاعدة“، خطف ثلاثة مواطنين أوروبيين بمخيمات تندوف، التابعة لجبهة البوليساريو.
وفي أبريل2012 طالب الصحراوي، كمتحدث باسم تنظيم “حركة التوحيد والجهاد“، بفدية قيمتها 30 مليون يورو للإفراج عن الرهائن.
وطالب بفدية أخرى قيمتها 15 مليون يورو، وإطلاق سراح سجناء، للإفراج عن 7 دبلوماسيين اختطفتهم من غاوو بشمال مالي.
ويعتبر الصحراوي، أيضاً المسؤول المباشر عن اعتداء تمنراست جنوب الجزائر الذي نفذ بسيارة مفخخة في الثالث من مارس2012 ، وأسفر عن 23 مصاباً.
وسبق أن ذكر زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبوبكر البغدادي, المسؤول الجديد أبو الوليد الصحراوي, وذلك في تسجيل مصور منذ أشهر .
وكان رئيسا لمجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا بعد حلها وانصهارها في “جماعة المرابطون” في 20 غشت 2013 بعد الاندماج بين جماعة “الملثمون“، أو “الموقعون بالدم“، التي يقودها الجزائري “المختار بلمختار“، المكنى بـ“خالد أبو العباس“، والمعروف بلقبه “بلعور“، مع جماعة “التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا“، التي يقودها الأزوادي أحمد ولد عامر، المكنى بـ“أحمد التلمسي“.
وعقبه إعلانه أميراً على جماعة “المرابطون” , وسيعلن في ماي 2015، مبايعة الجماعة لأبو بكر البغدادي زعيم “داعش“، وفق ما ورد في تسجيل صوتي بثته مواقع “جهادية“.
وفي يوليوز 2015، أعلن تنظيم “المرابطون“، في بيان له، عزل عدنان أبو الوليد الصحراوي، وتنصيب المختار بلمختار المكنى بخالد أبو العباس أميرا جديدا، كما أعلن تبرؤه من تنظيم “داعش“، وأنه متمسك ببيعته لتنظيم “القاعدة“، ويتشبث بمنهج زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن، وأن مجلس الشورى، اجتمع وقرر تنصيب الشيخ خالد أبو العباس أميرا على المرابطين.
بينما نفى عدنان أبو وليد الصحراوي الناطق الإعلامي باسم “جماعة المرابطون” الإرهابية، أية صلة للجماعة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مكذبا ما أعلن عنه أمير التنظيم مختار بلمختار.
وفي يونيو2013 قال الجيش الجزائري، إنه قتل أبو الوليد الصحراوي ومرافقاً له واعتقل ثمانية آخرين من الحركة نفسها جنوب غرب مدينة رفان الواقعة بالقرب من الحدود مع مالي، إلا أن ظهوره في غشت من نفس العام كذب روايات الجيش الجزائري بقتله.
وذكرت دراسة بعنوان “لماذا يحرص داعش على تكوين مجموعات جديدة في إفريقيا؟“، أعدها مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة، أهداف التنظيم الإرهابي من نقل ساحة القتال إلى إفريقيا، بعدما أعلن “البغدادي” عن جماعة جديدة في القارة السمراء أطلق عليها “ولاية وسط إفريقيا“، وذلك بالتوازي مع قبوله مبايعة مجموعة أخرى في بوركينافاسو ومالي، على نحو يوحي بأن تلك المجموعات سوف تمارس دورًا رئيسيًا داخل التنظيم خلال المرحلة القادمة.
وأضافت أن هناك مجموعة من الأهداف يسعى تنظيم “داعش” إلى تحقيقها عبر الإعلان عن تأسيس مجموعات جديدة تابعة له في إفريقيا، خاصة في هذا التوقيت الذي يحاول فيه قادة التنظيم تطوير استراتيجيته عبر استهداف مناطق جديدة حول العالم، فى ظل حالة التراجع الشديد التي يعانى منها التنظيم في معاقله الرئيسية السابقة داخل كل من العراق وسوريا.