ثقافة وفن

مهنيو السينما بسوس يتدارسون إمكانيات إدماج القطاع في الاقتصاد الجهوي

التئم اليوم ، السبت ، في مدينة أكادير نخبة من الفاعلين في حقل المهن السينمائية على صعيد جهة سوس ماسة ، وكذا على الصعيد الوطني ، وذلك من أجل التباحث حول أفضل السبل الكفيلة بالنهوض بالقطاع السينمائي ، وإدماجه بشكل فعال في الدورة الاقتصادية بالجهة.
ويأتي تنظيم هذا اللقاء التواصلي ، الذي تميز بمشاركة ممثلين عن مجلس جهة سوس ماسة ، وجامعة أبن زهر ـ أكادير ، ووزارة الثقافة والإتصال ـ قطاع الاتصال ، على إثر التوصل إلى إبرام علاقة شراكة بين كل من مجلس جهة سوس ماسة ووزارة الإتصال ، يتم بموجبها تخصيص مبلغ مالي مشترك لدعم الانتاجات السينمائية بالجهة.
وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء ، استعرض رئيس مجلس جهة سوس ماسة ،إبراهيم حافيدي ، مختلف المبادرات التي أقدم عليها مجلس الجهة ، منذ أن كانت منطقة درعة تابعة لنفوذ الجهة ، وفي مقدمة هذه المبادرات تأسيس “لجنة الفيلم بورزازات” وتخويلها الإمكانيات المادية والبشرية واللوجستية الضرورية للنهوض بقطاع السينما في الجهة ، وكذا على الصعيد الوطني ، والعمل على السير بالقطاع نحو مزيد من التنظيم والهيكلة والاحترافية.
وأشار حافيدي إلى أنه سيرا على هذا النهج ، بادر المجلس الجهوي مؤخرا بإبرام اتفاقية شراكة مع وزارة الاتصال ، تقضي بتخصيص مبلغ مالي مهم لدعم القطاع السينمائي في جهة سوس ماسة ، وذلك وفق مقاربة تروم ترصيد المكتسبات التي تحققت لفائدة القطاع ، وتعمل في الوقت نفسه على النهوض بالمجال الثقافي لجهة سوس ماسة عموما ، وقطاع السينما على وجه الخصوص ، لاسيما في الشق المتعلق منه بالثقافة الأمازيغية ، وذلك في انسجام تام مع دستور البلاد.
أما رئيس جامعة ابن زهر، عمر حلي، فدعا في كلمته إلى خلق “جبهة ثقافية سينمائية ” من اجل تثمين التراكم الكمي والنوعي الحاصل في مجال العمل والإبداع السينمائي على صعيد جهة سوس ماسة ، لاسيما وأن هناك العديد من التجارب الناجحة والممارسات الفضلى التي أصبح من الضروري العمل على الإرتقاء بها إلى مصاف الاحترافية الحقيقية .
وذكر حلي في هذا الصدد بالتراكم الحاصل على مستوى افواج خريجي جامعة ابن زهر في الإجازات المهنية ذات الصلة بمجال السينما ، واندماج العديد منهم في سوق الشغل وخلق المقاولة الذاتية . كما جدد التأكيد على ضرورة إعطاء ما يلزم من الاهتمام للجانب المتعلق بالتنظيم المهيكل لمهن السينما وذلك عبر البحث عن صيغة لإعادة الاعتبار لتجربة “لجنة الفيلم بورزازات” .
ومن جهتها أبرزت المديرة الجهوية لوزارة الإتصال ،رجاء حليلة ، التدابير المتخذة من طرف الوزارة من أجل تطوير السينما والترويج لها وجعلها قطاعا تنمويا حقيقيا ، مسجلة في الوقت نفسه أهمية المبادرة الخاصة بإبرام اتفاقية شراكة بين مجلس جهة سوس ماسة ووزارة الاتصال ، والتي من شأنها أن تشكل أرضية صلبة كفيلة بالتأسيس لانطلاقة نوعية لإنتاج سينمائي حقيقي يثمن الموروث الثقافي للجهة ، ويساهم بقدر وازن في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
ومن جانبه ، سجل رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية ،مسعود بوحسين ، أهمية هذا اللقاء باعتباره يؤسس لتقليد جديد يتمثل في تنزيل مبدأ القرب في تدبير الشأن الثقافي السينمائي ، داعيا إلى الحرص على العمل وفق منطق الالتقائية ، والتكامل بين القطاعات لبناء نموذج اقتصادي حقيقي في مجال السينما يساهم في تطوير القطاع ، ويصب بالتالي في الترويج للمؤهلات الثقافية والطبيعية التي تزخر بها جهة سوس ماسة.
وتتواصل أشغال هذا اللقاء على شكل ورشتين أولاهما مخصصة للتداول حول قضايا “مهنيي قطاع السينما ” . أما الثانية فتتناول الشؤون الخاصة ب”الفاعلين في قطاع السينما ” من ممثلين وتقنيين وغيرهم.


يشار إلى أنه على هامش الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء ، الذي ينظم تحت شعار “السينما رافعة للتنمية في جهة سوس ماسة “، تم تكريم بعض الوجوه الفنية التي ساهمت في التأسيس والنهوض بقطاع السينما المغربية خاصة في شقها المتعلق بالسينما الأمازيغية ، وفي مقدمة هذه الوجوه الفنانة فاطمة جوطان، والمخرج الحسين بيزكارن، والفنان الراحل أحمد أزناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *