آخر ساعة

البوليساريو : الحرب تندلع بين الآباء “البيولوجيين” و الآباء بالتبني

إن الوضع غير السوي الذي تعيشه ساكنة المخيمات بتندوف من احتجاز لأناس تم التغرير بهم أو رغما عنهم بغرض استعمالهم لمآرب سياسية و حسابات إستراتيجية دون الأخذ بعين الاعتبار لأدنى حق من حقوقهم الإنسانية، كالحق في التعبير و التنقل والعيش الكريم، قد خلق أوضاعا كثيرة غير طبيعية و غير إنسانية لا تنسجم مع منطق العصر ولا مع المعاهدات الدولية و الإنسانية.

 

فإذا كانت جماعة البوليساريو وبدعم من الجزائر قد استطاعت أن تفرض الأمر الواقع في المخيمات بنهج سياسة القبضة الحديدية على ساكنة وجدت نفسها بين مطرقة احتياجاتها الطبيعية من أكل وشرب وسندان القمع الممارس عليها، فان ذلك لم ينجح مع شريحة من أبناء المحتجزين غادرت المخيمات في سن مبكرة حيث تمت المتاجرة بهم وهم في سن الطفولة و تقديمهم مقابل المال إلى أسر أجنبية خاصة إسبانية حيث تم تبنيهم من طرف أسر لا تجمعها بالصحراويين أي روابط ثقافية أو دينية، في صورة شبيهة بما كان يعرف بسوق النخاسة حيث يحدد ثمن البشر طبقا لمواصفات ولأغراض معينة، فصار لكل هؤلاء الأبناء و البنات أبوان بيولوجيان و آخران بالتبني، الشيء الذي فرض على هؤلاء فقدان هويتهم الدينية و العرقية و الثقافية و خلق أوضاعا مضطربة في علاقات البعض بالآخر ووجد الأبناء أنفسهم مع مرور الزمن في وضعيتين، فلا هم استطاعوا الاندماج التام مع عالمهم الجديد و العيش الكريم و لا هم قطعوا الصلة بجذورهم الصحراوية.

أمثلة مثل هؤلاء كثيرة و متنوعة والقائمة طويلة ولقد أوردت بعض الجرائد الاسبانية مؤخرا حالة الشابة الصحراوية المسماة معلومة التي تم تبنيها من طرف عائلة مايرينا الاسبانية منذ سنة 2005 وهي لم تتجاوز سن العاشرة من عمرها، وصارت تحمل الجنسية الاسبانية واسما جديدا وهو معلومة مورالس دي ماتوس، قد تم احتجازها بالمخيمات حيث سافرت يوم 05 ديسمبر 2015 مع أبيها بالتبني “بيبي” بعد تلقيها خبرا من عائلتها البيولوجية مفاده أن والدتها البيولوجية تعاني المرض، فوجدت نفسها بعد أسبوع من ذلك مجبرة على مرافقة بعض أفراد عائلتها البيولوجية على متن سيارة إلى جهة مجهولة، في الوقت الذي تمت فيه محاصرة الأب بالتبني لمنعه من التدخل.

 

وتضيف الجرائد بان الأب بالتبني بعد رجوعه إلى اشبيلية باسبانيا حيث يقيم اخبر زوج معلومة اسماعيل اريغوي بمآل زوجته، حيث تقدم هذا الأخير بشكاية لدى الشرطة الاسبانية بتهمة الاختطاف و الاحتجاز التي تعرضت له زوجته، مما حذا بحكومة اشبيلية يوم 2015.12.28، كإجراء أولي، بوقف المساعدات المادية التي تقدمها هاته الأخيرة لجبهة البوليساريو بواسطة جمعية الصداقة مع الشعب الصحراوي، كما قدمت في نفس اليوم اقتراحا لدى برلمان اندلوسيا ليأخذ نفس الإجراء بوقف المساعدات التي تقدر ب 600.000 اورو يوجه جزء منها لدعم برنامج عطل السلام.

 

لا شك أن هاته القضية سيكون لها تبعات و انعكاسات خاصة وأن قضية المحجوبة محمد حمدي الداف مازالت عالقة في الأذهان حيث تم احتجازها بالمخيمات بعد زيارة أهلها البيولوجيين قادمة من اسبانيا، قبل أن يتم تهريبها بطريقة هوليودية إلى موريتانيا و من ثم إرجاعها إلى اسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *