مجتمع

عزيز أمين .. “زاكوري” تألق في مجال الاتصالات بين لندن وباريس والرياض

لم يدر بخلد عزيز أمين، المنحدر من إقليم زاكورة، أن قراره مغادرة أرض الوطن، وهو لم يتخط بعد العشرين عاما، سيرتقي به بعد بضعة أعوام فقط، إلى أفق رحبة في واحدتين من أهم العواصم الأوروبية، لندن وباريس.

فبعد حصوله على شهادة الباكالوريا عام 1988، غادر الشاب الطموح عزيز أمين الدار البيضاء التي ترعرع في أحد أحيائها الشعبية بدرب السلطان إلى وجهته الجديدة لندن وفي رصيده فقط نزر يسير مما يمكن أن يغطي احتياجاته من التمويل والدعم، عدا تسلحه “بروح التحدي والإصرار”.

بدأ عزيز أمين فصول مغامرته في مدينة الضباب في تحدي مطبات الطريق نحو النجاج والتألق، ليشتغل تارة ويدرس طورا ويوازي بين الإثنين في أحايين كثيرة، قبل ان يتوج جده بشواهد أكاديمية أهلته لولوج عالم الاتصالات بإحدى الشركات الأمريكية بلندن عام 1995.

تدرج هذا الشاب المغربي في مختلف المناصب بالشركة الأمريكية “إي تي إن تي”، التي أسندت له مهام متعددة في مجالي التسويق والاتصالات على مدى 12 عاما ساهم فيها في تحقيق نجاحات هذه الشركة الأمريكية في قطب المال والأعمال: لندن.

ولأن هذا الخبير المغربي يتفرد عن باقي زملائه بخلفية تعليمية فرنكوفونية (الوحيد ضمن طاقم الشركة الأمريكية العملاقة بلندن)، فقد وقع عليه الاختيار من إدارة الشركة لافتتاح وتسيير فرعها في باريس التي راكم فيها “تجارب مهنية ناجحة”.

الخلفية الثقافية العربية لعزيز أمين ولسانه العربي الفصيح دفعت أيضا بإدارة الشركة الأمريكية إلى تعيينه عام 2015 على رأس فرعها المستحدث بالرياض لبدء مشروعها في منطقة الخليج، وهو ما اعتبره هذا الإطار المغربي مصدر فخر لشخصه وللبلد الذي ينتمي إليه المغرب.

يحمل هذا الاطار المغربي في جعبته 25 سنة من الخبرة الدولية في مجالا الاتصالات، فبعد أن حلق من الدار البيضاء الى لندن مرورا بباريس ووصولا إلى الرياض التي يشغل فيها مدير تسويق شركة “اتحاد فيرجن موبايل السعودية”، يرنو عزيز أمين إلى وضع عصارة ما راكمه من تجارب في خدمة وطنه.

وكان تكريمه من سفارة المملكة المغربية بالرياض، مناسبة أبرز فيها عزيز أمين، أن “طموحه الأكبر” هو وضع خبرته في خدمة وطنه، الذي يعود له بالفضل الأول والأخير في كل “النجاحات التي حققتها”.

وبنبرة يعلوها الحنين إلى الوطن، يواصل عزيز أمين في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الحفل التكريمي الذي خصه به سفير المغرب بالمملكة العربية السعودية مصطفى المنصوري، متذكرا، بكثير من الفخر والاعتزاز “الامتنان الكبير” الذي يكنه “مغاربة العالم”، وهو واحد منهم، للعناية التي يوليها لهم الملك محمد السادس.

وقال إن “جلالة الملك ما فتئ يحيط مغاربة العالم بعنايته الكريمة، بل إن جلالته كان يحرص على استقبالهم بميناء طنجة المتوسط خلال موسم العطلة الصيفية، وهذا الاهتمام من جلالته لامسته انطلاقا من تجربتي في أوروبا ومن معايشتي للمغاربة في المجهر لسنوات طوال”.

وقال إن تكريمه من قبل سفير المغرب بالرياض “لحظة غمرتني بالسعادة والحبور لشخصي ولأفراد أسرتي، كونه يمثل جلالة الملك في المملكة العربية السعودية”، معربا امتنانه لهذه “الالتفاتة النبيلة التي تكرم الطاقات المغربية في المهجر”.

وفي الرياض التي يخوض فيها عزيز أمين، الآن، تحدي إنجاح شركة اتحاد فيرجن التي تتواجد بـ 35 دولة، أقر للوكالة أن سر التحاقه بالمملكة العربية السعودية، السوق الضخمة في الخليج، يتمثل أولا في كونه مغربي وعربي، وثانيا لتجربته، ليستقر رأي الشركة على تكليفه بمهمة مدير التسويق لهذه الشركة بالرياض والتي يشتغل بها حاليا أزيد من 70 ألف موظف.

واستطرادا، وبعد أن اعتبر أن تكريمه من قبل السفارة المغربية “شرف كبير” ، لا يخفي عزيز أمين رغبته الشديدة في وضع عصارة ما راكمه من خبرات وتجارب في مجال تخصصه في خدمة بلده، مبرزا أن العودة إلى الوطن الأم مشروع وارد في آية لحظة وحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *