ثقافة وفن | جهويات

جهة كلميم واد نون 2019 .. مساحات ثقافية وفنية مشرقة

“تستأنف الشهوة بدءها في مهرجان السينما والصحراء، وتستعيد الأشياء دفء البداية (…) تقترب أكثر من فتنة الأشياء حولك، مدينة بعيدة تفتح ذراعيها والحواري والطرقات لقاصديها . ولك أن تقيم فيها من القصيدة حديقة. “، هذه الكلمات الحمالة لمعاني عميقة ، التي صدرت من الفنان العربي مارسيل خليفة، والذي عرف صياغتها برهافة، وهو يكرم في الدورة الأخيرة ل”مهرجان السينما والصحراء” بأسا (إقليم أسا الزاك)، كواحد، من الفنانين، من جميع أصقاع العالم، الذين استهوتهم، أسا الخلابة، وكلميم واد نون، عموما، السنة التي نودعها.

تحت عنوان “باب المقام” ظل يكمل مارسيل خليفة تدوينته هذه حول أسا ، مسترسلا  ” الصحراء لا تصد رغبتها فيك إن فاجأتها بالطلب. فلا تعتذر عن زيارتها وعما يداهم خلوتها من شغف قلب الخيال (…)” ، كلمات خطت لسيمفونية صحراوية عزفها خليفة ، تنضاف الى سيمفونية الجبال والبحار بهذه الربوع، التي عزفها، وسيعزفها أكيد مستقبلا فنانون أسرهم الجمال الطبيعيي هنا، فاختار، كل منهم، وعلى طريقته الخاصة البوح بهذا العشق، فكانت المهرجانات الثقافية والفنية، أحد هذه الوسائل للكشف عن المكنون في الصدور.

بهذا الكم الهائل من الحب، الذي كان الإنسان والجبل والصحراء والبحر، مستقره ، صار كل من أتى هذه الديار من الفنانين والزوار، من الوطن ومن خارجه، يحكي في الركبان قصصها وفتنتها ، فتحولوا الى سفراء عاشقين حالمين بالعودة، من جديد ولماذا مرات ومرات، للتملي بهذه الأرض ..يحكون عنها وعن أناسها وثقافتها، ممتلئين حتى الثمالة بالعشق .. ” بفرح غامر أتيت الى أسا، الموسيقى تقول أكثر مما يستطيع الكلام ، أنا عاشق وأشهد أكثر مما أعرف” يقول خليفة على سبيل المثال لا الحصر.

ووعيا من الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي بكل هذا السر والسحر الذي تختزنه هذه الجهة، كانت المهرجانات، التي تحيل على كل التضاريس الثقافية والتراثية للجهة (الصحراء ، والبحر، والجبال ظن والأركان والصبار …)، منصة، مناسبة ، للتسويق لكلميم واد نون واستقطاب مزيد من الوجوه المعروفة في كل المجالات الفنية، سينما وموسيقى وغناء وتشكيل …

وبعد المجال الصحراوي الآسر، كانت سيدي إفني، هي أيضا ، قد استقطبت، وككل سنة، خلال الدورة السادسة لمهرجان السينما والبحر، عددا كبيرا من الفنانين الذين انبهروا بروعة حاضرة أيت باعمران، منهم، على سبيل الذكر ، لا الحصر، الفنانة والمصورة الفوتوغرافية الإيطالية غايا ديانا كوليز، التي باحت لقطب وكالة المغرب العربي للأنباء بكلميم واد نون أن المهرجان ما هو إلا “مناسبة للبوح بأسرار البحر الذي يجمعنا جميعا شعوب المتوسط”.

حوار إذن بين سيدي إفني النائمة بين أحضان المحيط الأطلسي، وبين المبدعين عبر السينما ، التي تعتبرها غايا ” وسيلة مهمة للتواصل بين الشعوب وأداة فعالة للتبادل الثقافي والفني وتلاقح الأفكار” .

وتتويجا لعشقها للمغرب ولسيدي إفني، سبق لغايا، وهي أيضا كاتبة بالعديد من المنابر الإعلامية الإيطالية المتخصصة في الثقافة والسينما والأسفار، أن أكدت للوكالة أنها تستعد لكتابة مقال مطول حول المغرب وجماله في إحدى المجلات المتخصصة في السفر بإيطاليا.

وعلى خطى من وقعوا أسرى جاذبية المنطقة، نجد أيضا رئيس مجلس إدارة (نادي الكويت للسينما) المخرج حسين علي الخوالد ، الذي شارك في ذات التظاهرة ممثلا للكويت التي حلت ضيفة شرف على دورتها السادسة، الذي أكد  أن السينمائيين الشباب المغاربة وصلوا الى مرحلة قدموا فيها أعمال “تعكس صورة المملكة المغربية باحترافية وتقنية عالية”.

وفي مشهد رائع على الصيت الدولي، الذي خلفته التظاهرات الثقافية والفنية التي تحتضنها جهة كلميم، يواصل موسم طانطان الذي تم تصنيفه سنة 2005 من قبل منظمة اليونيسكو ضمن “روائع التراث الشفهي الغير مادي للإنسانية”، والمسجل سنة 2008 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي الغير مادي للإنسانية، إشعاعه عربيا ودوليا.

وخير دليل هو حضور الجمهورية الإسلامية الموريتانية بصفتها ضيف شرف على فعاليات الدورة الأخيرة للموسم ، كتجسيد، لا مجال فيه للشك، للقواسم المشتركة العديدة بين الثقافتين.

ووصل إشعاع الموسم الى بلدان أمريكا اللاتينية ، حيث وصفته يومية “بريميسيا دياريو” الكولومبية ب “الأعجوبة الثقافية” التي ما فتئ صيتها العالمي يذيع بشكل مطرد.

وعن ذات التظاهرة كتبت وكالة انباء الباراغواي أن موسم طانطان “مهرجان ذي صيت عالمي يحتفي بالتراث الثقافي الغني بهذا الجزء من المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *