متابعات

“الهلال الأحمر” بمخيمات تندوف..مثال آخر عن الفساد

بعد أن فضح عدد من صحراويي مخيمات تندوف عملية تحويل مساعدات كانت موجهة لفائدة ساكنة المخيمات إلى مخازن تجارية لإعادة بيعها، لم يجد بعض المتنفذين من مخرج لهذا المأزق سوى سياسة الهروب إلى الأمام عبراعتناق نظرية المؤامرة.

فقد كشفت عملية السرقة الموصوفة للمساعدات التي جرت تحت غطاء مايسمى ب «الهلال الأحمر الصحراوي» خلال الأيام القليلة الماضية، وهي الفضيحة التي تطرقت لها في حينها جريدة «مشاهد»، عن تغلغل كبير للتدبير المافيوزي للمساعدات الإنسانية. 

وفي هذا السياق، قام المسؤول الأول عن الهلال الأحمر بمخيمات تندوف بتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا إثر فضيحة التحويل، متهما وسائل الإعلام والناشطين بوسائط التواصل الاجتماعي بالعمالة، حيث رد عليه بعض النشطاء الصحراويين الغاضبين قائلين « إن رئيس الهلال الأحمر أصبح يشغل منصب الرقيب على ما يأكله ساكنة المخيمات، وما لديهم من مساعدات »، مضيفين أن المسؤول ذاته « لايستطيع شم روائح الفساد والسرقات التي تطل من مؤسسته كل ساعة وحين، ولكنه اشتم بقدرة قادر ما أسماه رائحة العمالة، متناسيا أن السلع المنهوبة بفعل التحويلات توجد في مستودعات ومخازن انواذيبو وازويرات الموريتانيتين ».
وتابع الناشطون قائلين إن «  رئيس الهلال الاحمر اكتشف ان امتهان توزيع تهم العمالة أقرب طريق لذر الرماد في عيون ساكنة المخيمات للتغطية عن فضائح مؤسسته، التي صارت حكرا لتوظيف أبناء القيادة وأولياء نعمة الرجل، وتناسى أن مؤسسته التي تتسول باسم ساكنة مخيمات تندوف تمنع إلى الآن الكثير من المواليد الجدد من حقهم في المساعدات التي توجه لهم، بحجة أنهم لم يخضعوا للإحصاء المزعوم للهلال ».
وأكد ذات المتحدثين أنه بعد عقد ونيف من تربعه على المؤسسة الأكثر ثراء في المخيمات « تحول رئيس الهلال الأحمر إلى راهب ثوري يوزع تهم العمالة وهي الموضة الجديدة من الرهبنة الثورية التي يتزعمها عدد من القادة من أمثاله ..كما تحولت مؤسسة الهلال الأحمر إلى أخطبوط فساد معقد التفاصيل اغتنى بفضل ريعها العديد من المحظوظين، وصار الانتماء إلى هذه المؤسسة يضمن لصاحبه مكانة اجتماعية مرموقة داخل المخيمات ».
وأضاف الغاضبون من صحراويي المخيمات أن الهلال الأحمر تحول كذلك إلى كارتيل تجاري تصل قوافله الى نواذيبو مرورا بالزويرات، دون أن نسمع بأي محاكمة لبارونات المخازن والذين سارت بذكر سرقاتهم الركبان.

وقالوا أيضا إن الصورة التي يحاول رئيس الهلال الأحمر تجميلها، لمن لا يعرف سراديب الهلال، لايخفيها واقع الكثير من ساكنة المخيمات المغلوبين على أمرهم، واليوم وهم يواجهون كارثة كورونا يتم تحويل قوافل مساعداتهم الى طريق آخر يمر عبر وزارة التجارة ليصب في جيوب الأثرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *