متابعات

ضعف استثمارات ال ONEE وراء نذرة الماء الشروب بإقليم تارودانت

ظهرت بشكل جلي اشكالية التزود بمياه الشرب بالتجمعات السكنية بمنطقة سوس بسبب التقلبات المناخية التي أدت إلى نقص حاد في مخزون المياه سواء الجوفية أو المخزنة بالسدود، إذ بلغت التساقطات المطرية للموسم الفلاحي 2019/2020 نسبة 30 مليمتمر.

وهذه الكمية، التي عرفتها المنطقة في شهر اكتوبر الماضي، تمثل 10 في المائة من المعدل السنوي الذي تسجله منطقة سوس من التساقطات المطرية، وقد أدى هذا الوضع إلى زحف شبح الجفاف وندرة مياه الشرب، إذ تعاني مناطق اشتوكة وتارودانت واكادير اداوتنان وجبال تزنيت من شح خطير في مياه الشرب.

وبالمقابل، ادى إطلاق مشروع تزويد اكادير الكبير ، ممول من طرف وزارة الداخلية، سيمكن من تمديد قنوات لجلب مياه الشرب من سد أولوز إلى مدينة أكادير وإنزكان، حيث خلق هذا الامر  ضغطا إضافيا على مخزون المجمع المائي اولوز، والذي لا تتعدى حقينه 130 مليون متر مكعب.

ورغم ان حقينة سد أولوز لا تتعدى حاليا 30 مليون متر مكعب إلا أن وكالة الحوض المائي والمكتب الوطني للكهرباء والماء اتفقا على تزويد اكادير الكبير بالماء الشروب، وتعطيل مشروع تزويد 15 جماعة باقليم تارودانت بالماء الشروب من نفس السد.

ويشرف المكتب الوطني للكهرباء والماء على تدبير قطاعالماء ب 15 جماعة بتارودانت متواجدة كلها على ضفتي وادي سوس من جماعة تالوين الى جماعة اولاد التايمة، حيث اعتمد قطاع الماء على الفرشة المائية عبر حفر ابار لتزويد حاجيات سكان هذه المناطق من الماء الشروب مما رفع من الضغط المسجل على الفرشة الجوفية خاصة بعد توالي سنوات الجفاف وارتفاع حاجيات الضيعات الفلاحية من مياه السقي على طول حوض سوس.

وقد عمد مسؤولي قطاع الماء بتارودانت على وضع جدولة زمنية لا تتعدى الساعتين لتزويد التجمعات السكنية بجل الجماعات بتارودانت لسد الخصاص المسجل في المياه الجوفية، حيث سجلت في الشهر الاخير انقطاعات متتالية لمياه الشرب بكل من تارودانت وايت ايعزة واولاد التايمة واسبت الكردان واولاد برحيل.

واظهر هذا الامر عدم قدرة مكتب الوطني للماء من توفير حاجيات السكان لاسباب تتعلق بضعف استثمارات المكتب الوطني للماء بهذا الاقليم. حيث أن المكتب لم يقم باي استثمار للزيادة في عدد الابار ومحطات التجميع رغم انه يدبر هذا القطاع لازيد من 20 عاما مثلا بجماعة أيت إيعزة.

كما بقي مشروع تزويد الجماعات بالماء الشروب حبرا على ورق، رغم ان المكتب الوطني للماء،والذي يشرف على تدبير قطاع الماء بها، قد وعد في اجتماعات رسمية بمد قنوات التزود بالماء الشروب من سد اولوز للقضاء نهائيا على مشكل انقطاع الماء الشروب.

فمثلا فرض المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على اصحاب الرخص الجديدة للربط بالماء الصالح للشرب رسما إضافيا للمساهمة في تكلفة ربط مدينة تارودانت بالماء الصالح للشرب من سد اولوز الذي يبعد عن المدينة بما يزيد عن 90 كلمتر. ورغم استخلاصها لهذا الرسم منذ 5 سنوات إلا أن مشروع التزود بالماء من سد اولوز بقي في الرفوف دون ان ينجز رغم احتجاجات السكان المتتالية. واعتبر سكان التجمعات السكنية الحديثة بتارودانت موقف المكتب الوطني للماء المتعلق بارغام الملزمين بأداء تكلفة مد قنوات جلب مياه الشرب يعد حيفا في حق سكان تارودانت، خاصة وأن مد القنوات من اختصاص المكتب الذي يعتبر مرفقا عموميا يدبر قطاعا حيويا.

ومن جهة اخرى، فإن المكتب الوطني للماء قد استغل قنوات المياه التي تربط سد اولوز بضيعات الكردان لتمديد قنوات جلب مياه الشرب لاكادير الكبير، رغم ان المشروع تم تمويل جزء منه من طرف فلاحي تارودانت، وهذا يظهر ايضا استغلال مساهمات الغير من المكتب الوطني للماء لانجاز مشاريع جديدة دون ان يلجأ إلى القيم باستثمارات جديدة.

في ظل هذه الوضعية مازالت الجهات المسؤولة تلجأ إلى حلول ترقيعية اتجاه هذا الوضع المخيف، ولم تقم بسن إجراءات استباقية لتوفير مياه الشرب لساكنة المناطق المتضررة، خاصة وأن 15 جماعة فقط بتارودانت يتم تدبير قطاع الماء من طرف المكتب الوطني للماء الشروب، فيما جمعيات سكنية تدبر قطاع الماء بامكانيات محدودة في 74 جماعة أخرى بالاقليم.

ومن الامثلة الواضحة على عجز المكتب الوطني للماء في انجاز مشاريع مهيكلة للقضاء على معضلة الماء الشروب بجهة سوس ماسة، إقبار مشروع تزويد جماعات “اداوتنان” بالماء الصالح للشروب، رغم مرور ثلاث سنوات على إقراره. وكان مجلس جهة سوس ماسة قد صوت سنة 2017 على مشروع تزويد هذه الجماعات بالماء الشروب بشراكة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء في إطار برنامج القضاء على الفوارق المجالية. وسيمكن المشروع بتزويد هذه الجماعات بالماء الشروب انطلاقا من سد مولاي عبدالله من خلال تمديد قنوات الماء الشروب من جماعة امسوان إلى غاية دواوير جماعة امسكرود.

ورغم أن مجلس الجهة قد وفر الاعتمادات المالية إلا أن اختلاف وجهات النظر بين الجهة ومسؤولي مكتب الوطني للماء الصالح للشرب وبطء الاجراءات الادارية والتأشير على الاتفاقية ساهم في تأخر انجاز هذا المشروع الهام، والذي سيقضي على اشكالية انعدام مياه الشرب في مجموعة من التجمعات السكنية ل 9 جماعات بعمالة أكادير اداوتنان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *