اقتصاد

الصبار بجهة گلميم..رهان القضاء على الحشرة القرمزية

أثبتت المشاركة الفعلية لأصحاب حقول الصبار في محاربة الحشرة القرمزية التي تصيب هذه الفاكهة بجهة كلميم واد نون، أكلها ميدانيا في القضاء على هذه الآفة في الحقول التي يرعاها أربابها بإشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).
ووقفت وكالة المغرب العربي للأنباء على إحدى العمليات الميدانية بجماعة أسرير (إقليم كلميم) والتي تزود السوق المحلية والجهوية والوطنية ببواكير أجود أنواع فاكهة الصبار منذ شهر يونيو، والتي أشرف عليها المكتب بتنسيق مع الغرفة الفلاحية لجهة كلميم واد نون، حيث قدمت للفلاحين تجارب عينية على الممارسات الفضلى في الكشف عن الحشرة وتنقيات المعالجة وكيفية التخلص من ألواح الصبار المصاب دون المساس بالبيئة المجاورة ولا بالحيوانات والحشرات الأخرى التي تعيش فيها.
وتم الحرص خلال هذه الخرجة على التأكيد للفلاحين أنه لم يعد ممكنا، كما في السابق وكما عهد الناس منذ القدم، ترك حقل الصبار مهملا لا يعتنى به قط حتى في الري الذي يعتمد على الأمطار فقط، بل أضحى لزاما على أرباب حقول الصبار ، كغيرهم من الفلاحين الآخرين المنتجين للفواكه الأخرى، أن يولوا عناية قصوى لحقل الصبار، لا سيما وأن هذه الفاكهة أضحت لها سوق مهمة جهويا ووطنيا ودوليا.
وفي هذا الإطار أكد حاجي الحاج، رئيس الخلية الجهوية ل(أونسا) المكلفة بمحاربة هذه الحشرة، أن نتائج المشاركة الفعلية للفلاح في محاربة الحشرة برعاية حقله تحت إشراف المكتب ، أعطت نتائجها، وذلك باستئناف أسواق الصبار بكل من مستي وأسبويا (إقليم سيدي إفني التي تعتبر عاصمة للصبار وطنيا) بشكل عادي هذه السنة.
وأوضح  أن الفلاحين اقتنعوا، بعد معاينتهم تضاعف إنتاج الضيعات التي تمت معالجتها بتعاون تام مع أربابها، بدعوات المكتب لهم منذ فترة طويلة بأن دورهم مهم في اتجاه كسب رهان القضاء على هذه الحشرة.
ولهذا الغرض، يقول حاجي أنه تم الحرص على تجميع التنظيمات المهنية في إطار عمليات تشبيكية لتوحيد المخاطب في الجماعات بالجهة، حيث ستساهم هذه التنظيمات في إنجاح هذا العمل التشاركي الذي يراهن عليه “لإنقاذ النبتة” التي تعتبر عاملا مهما للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وباعتباره من الخبراء الميدانيين في محاربة هذه الحشرة ومن المنظرين أيضا لعملية تشذيب الصبار ، أشرف حاجي وفريقه (الفريق المتحرك) على عملية تشذيب نموذجية، والتي يعتبرها أيضا “تشبيبا” للنبتة، لأحد الحقول المصابة.
ويقول إن المكتب سيقوم بعد انتهاء موسم جني الصبار بالجهة (تبدأ من شهر نونبر المقبل) بعملية واسعة لتشذيب الصبار كأحد التقنيات الزراعية المحضة.
ووقفت وكالة المغرب العربي للأنباء، أيضا، على تنفيذ عملية جديدة ابتكرها حاجي وتم اللجوء إليها بجهة كلميم واد نون، تتمثل في طمر الصبار المصاب، بعد قلعه، باستعمال البلاستيك. وبهذه الطريقة يتم قتل الحشرة القرمزية بدون مبيدات عبر طمرها والضغط عليها بالأحجار، تؤدي بسرعة الى تحلل وتخمر قرنق الصبار.
وفي تصريح مماثل أكدت صفية التوزاني، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ثلاث جهات : العيون الساقية الحمراء ، كلميم واد نون والداخلة وادي الذهب) ، في تصريح مماثل أن هدف مثل هذه الخرجات تروم عرض المقاربة التشاركية التي اعتمدها المكتب في محاربة الحشرة القرمزية بجهة كلميم واد نون.
كما حرص فريق الأونسا ، تقول التوزاني، على استعراض الطرق المثلى لتشذيب نبتة الصبار وفي المعالجة أيضا.
ومن جهته أبرز رئيس الغرفة الفلاحية لجهة كلميم واد نون امبارك النفاوي، أن محاربة الحشرة القرمزية بالجهة الذي أصبح انتشارها “مشكلا مؤرقا” يتطلب مضاعفة الجهود سواء من قبل ال(أونسا) أو من قبل أرباب الحقول والملاكين.
وشدد على أن التجربة الميدانية أثبتت أن الحشرة القرمزية لم تصب الحقول التي رعاها وراقبها أربابها طيلة السنة، ولم يتم الاقتصار على تدخل المقاول الذي يشتغل تحت إشراف المكتب، الأمر الذي يدل على أن محاربة ومحاصرة هذه الآفة لا يقتصر على متدخل واحد بل يجب على الملاك العناية بحقولهم كما يرعى الفلاحون الآخرون أشجارهم المثمرة .
وبعد أن دعا الإدارة المركزية ل(الأونسا) الى مضاعفة الموارد المالية لاقتناء آلات الرش والمدبيات للفلاحين، أبرز رئيس الغرفة أنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات مع (الأونسا) لتسليم المبيدات ومعدات الرش في هذا السياق .
وتقدر المساحة المغروسة بالصبار بجهة كلميم واد نون بنحو 90 ألف هكتار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *