جهويات

العطش يخرج ساكنة تنزولين بزاكورة للاحتجاج

خرج عشرات المواطنين القاطنين بدواوير الجماعة القروية تنزولين( ايت الحاج لحساين، الحدان ، تينزولين المركز ، الدرب …..) بإقليم زاكورة، وعلى مدى 3 ايام متتالية للاحتجاج على ندرة مياه الشرب. حيث نظم المحتجون يوم الاثنين 3 من الشهر الجاري وقفة احتجاجية امام مقر الجماعة القروية اعقبتها وقفة احتجاجية ثانية امام مقر القيادة وتوجهت امس الاربعاء بمسيرة جابت مختلف ازقة الجماعة واختتمت بوقفة امام القيادة تنديدا بحرمانهم من الماء الصالح للشرب .

وعبر المحتجون عن امتعاضهم الشديد لما أسموه “الوعود الكاذبة” التي يتلقونها من المسؤولين المحليين لإيجاد حلول آنية ومستعجلة لمعضلة “العطش” التي تفاقمت حدتها في ظل ظروف وباء كورونا وحرارة تتجاوز 48 درجة حرارية، اصبحت معها جل الدواوير خاصة المحظوظة منها تنعم بساعة او ساعتين من الماء الشروب.
وقد رفع المشاركون في هذه الوقفات الاحتجاجية شعارات قوية ضد منتخبي الجماعة، منددين بسياسة التماطل التي يولونها لمشاكل الساكنة والتي لازالت تنتظر منهم إيجاد حلول مستعجلة لها.
وطالب المواطنون الغاضبون بتوفير الماء الصالح للشرب بدون انقطاع بصبيب قوي مع ضرورة تغيير عاجل لشبكته وإصلاحها ضمانا لإيصال الماء للدواوير بدون مشاكل، داعين إلى النظر في الانقطاعات المتتالية للماء وإيجاد حلول جدرية لها وتزويد المنطقة بشبكة التطهير السائل.

ومن اجل الوقوف على حقيقة النقص الحاد في الماء الشروب بهذه المنطقة واسباب ذلك، انتقلت “مشاهد” الى جماعة تينزولين 34 كلم شمال مدينة زاكورة في اتجاه ورزازات . حيث وقفت على غياب هذه المادة في مجموعة من الدواوير. وعن اسباب هذا الخصاص المهول صرح للجريدة احد اعضاء المجلس الجماعي لتينزولين (ج.م).ان الماء الشروب متوفر بالكمية الكافية بالبئر المزود للجماعة بمنطقة ” ادار”، الا ان المشكل يكمن في المضخة التي تضخ الماء والتي هي من الحجم الصغير جدا والتي لا يمكنها توفير الماء الكافي لساكنة تتجاوز 6000 نسمة ومئات رؤوس الاغنام .ونتيجة اشتغالها على مدار الساعة، فانها غالبا تتعطل او “تحترق ” يقول المستشار الجماعي .

ومن جهته أكد رئيس الجماعة القروية لتزولين في تصريح للجريدة، حقيقة الخصاص في الماء الشروب ومدة تواجده، وقد حاول الرئيس ارجاع جزء مهم من اسبابه الى الفوضى والتسيب الذي تعرفه الشبكة حسب قوله و الناتج عن تدبير المجالس الجماعية السابقة وكذلك قروض بعض المشاريع الفاشلة ، التي لازالت الجماعة تسدد اقساطها لحد الان .اضافة الى ضعف الاعتمادات المالية المخصصة للماء بالميزانية. وعدم تفاعل السلطة المحلية بالسرعة اللازمة مع طلبات الجماعة بخصوص الماء .اضافة الى تعرض نواب الجماعات السلالية على عمليات التعميق للبئرين المزودين للجماعة بالماء الشروب بمنطقة ادار.

واضاف المصدر نفسه ان من بين الجهود المبذولة حاليا لتجاوز الازمة تنقية البئر وتوفير العدادات لضبط كمية الاستهلاك و لوازم اصلاح القنوات والشبكة من اجل ايصال الماء للدواوير التي تعاني الخصاص او تلك المحرومة من الماء .
والجدير بالاشارة ان عامل اقليم زاكورة، ومن اجل البحث عن حلول لازمة  لتوفير الماء الصالح للشرب بجماعة تنزولين ، سبق له ان شكل لجنة اقليمية تضم في عضويتها عمالة الاقليم وجماعة تنزولين والسلطات المحلية، كلفت بالبحث الدقيق عن اسباب خصاص الماء الصالح للشرب بهذا التجمع السكاني والحلول الناجعة لعدم تكرار هذه الازمة .

وحسب محضر اللجنة الذي اطلعت عليه “مشاهد” فالماء متوفر بالكمية الكافية لضمان الماء الشروب لساكنة الجماعة ككل. الا ان المشكل يكمن حسب اللجنة في كيفية توزيعه على المستفيدين. ذلك ان الكمية الصادرة انطلاقا من الصهريج والبئر تكفي لسد حاجيات جميع مواطني هذه الجماعة ، الا ان الامر يختلف في الميدان مما يؤشر على ان الخلل في التوزيع.

وفي السياق ذاته اعتبر المجلس الجماعي لتينزولين توفير المجلس الاقليمي لزاكورة ، للماء الشروب لفائدة الساكنة عبر الحاويات المتنقلة تدخلا في شؤونه الداخلية ومحاولة مصادرة اختصاصاتها بدوافع معروفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *