جهويات

الداخلة..لقاء تواصلي حول الرؤية الاستراتيجية لمدينة المهن والكفاءات

انعقد، أمس الخميس بالداخلة، لقاء تواصلي جهوي لبحث ومناقشة الخارطة التكوينية والرؤيا الاستراتيجية لمدينة المهن والكفاءات الخاصة بجهة الداخلة – وادي الذهب.

ويندرج هذا اللقاء، الذي نظمه مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بتنسيق مع ولاية جهة الداخلة – وادي الذهب والمجلس الجهوي، إلى تقديم القطاعات والأقطاب المكونة لمدينة المهن والكفاءات بالجهة، في إطار خارطة الطريق المتعلقة بتطوير التكوين المهني، التي تم عرضها أمام أنظار الملك محمد السادس في أبريل 2019.

وتروم هذه الورشة تسليط الضوء على مشروع “مدن المهن والكفاءات” باعتباره من بين المشاريع المندمجة الرامية إلى اعتماد التكوين المهني كدعامة لإحداث جيل جديد من مؤسسات التكوين المهني يساهم في تعزيز تنافسية المقاولة وإتاحة الفرص أمام الشباب الباحث عن الشغل. وقال والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو، إن هذا الاجتماع التواصلي يندرج في إطار تنزيل التعليمات الملكية السامية بخصوص مدن المهن والكفاءات، من خلال اعتماد هندسة تكوينية جديدة وبرامج استراتيجية لتنمية الكفاءات المهنية وتطوير قدرات المقاولات.

وأكد بنعمر أن هذا اللقاء هو بمثابة ورشة تشاورية تتوخى طرح العرض التكويني لمدينة المهن والكفاءات بجهة الداخلة – وادي الذهب، وتعزيز سبل التبادل والتواصل بشأن خارطة التكوين وفقا لخصوصيات الجهة ومؤهلاتها الاقتصادية ومواردها البشرية.

وأضاف أن مدينة المهن والكفاءات تهدف إلى إعداد جيل جديد من مؤسسات التكوين لدعم تشغيل الشباب والرفع من الفكر المقاولاتي والتحفيز على التشغيل الذاتي، مؤكدا على ضرورة إدراج تكوين جيد ومتنوع عبر إطلاق مهن جديدة تعتمد على المجال الرقمي وترحيل الخدمات والذكاء الاصطناعي واللغات الأجنبية، لتعزيز ودعم قدرات الشباب وتسهيل اندماجهم في الحياة العملية.

وأشار الوالي إلى أن القطاعات المهمة في الجهة، التي ينبغي أخذها في الاعتبار عند اعتماد العرض التكويني الجهوي، تتمثل، على الخصوص، في الصيد البحري وتثمين الموارد البحرية، والفلاحة والصناعات التحويلية الفلاحية والغذائية، والسياحة والفندقة، واللوجستيك والصيانة، والطاقة الريحية والشمسية.

وشدد بنعمر على الدور الذي يضطلع به مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والمؤسسات التابعة له بجهة الداخلة – وادي الذهب في تقديم وبلورة استراتيجية – عبر مدينة المهن والكفاءات – قادرة على مواكبة الدينامية الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة بالجهة.

من جانبها، أبرزت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى طريشة، أهمية انعقاد هذه الورشة الجهوية التي تهدف إلى التأكد من ملاءمة خريطة التكوين المقترحة من طرف المهنيين بجهة الداخلة – وادي الذهب، وإغناء وتتميم العرض المقترح عند الضرورة، والتوافق على خريطة التكوين النهائية التي سيتم اعتمادها في الجهة.

وقالت طريشة إن الميزانية الخاصة بمشروع مدينة المهن والكفاءات لجهة الداخلة – وادي الذهب تشمل ميزانية الاستثمار الإجمالية (120 مليون درهم) وميزانية الدراسات وأشغال البناء (65 مليون درهم)، لافتة إلى أن مدينة المهن والكفاءات بالجهة سيتم تسييرها، كباقي المدن الأخرى، من طرف شركة مجهولة الإسم.

وأضافت أن العرض التكويني لمدينة المهن والكفاءات لجهة الداخلة – وادي الذهب يشمل خمسة أقطاب، وهي قطب المجال الرقمي، وقطب الفلاحة والصناعة الفلاحية، وقطب التسيير والتجارة، وقطب الصيد البحري، وقطب السياحة والفندقة.

وأوضحت أن العرض التكويني في إطار هذا المشروع، الذي سيمتد على مساحة تصل إلى 7.4 هكتارات، سيتم من خلال اعتماد 32 شعبة للتكوين، 60 في المئة منها جديدة و40 في المئة محينة، مشيرة إلى أن 78 في المئة منها تهم تكوينا متوجا بدبلوم و22 في المئة الباقية تهم التكوينات التأهيلية. وأكد باقي المتدخلين على أن إحداث مدينة للمهن والكفاءات بالداخلة يشكل إضافة نوعية على المستويين المحلي والجهوي، داعين إلى اعتماد التكوينات التي تأخذ في الاعتبار القطاعات الحيوية بالجهة، وفي مقدمتها الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية، واللوجستيك، والسياحة والفندقة.

وأشاروا إلى أن مشروعا من هذا الحجم سيجعل من التكوين المهني رافعة استراتيجية حقيقية لتنافسية المقاولات وإدماج الشباب في الحياة المهنية، مما سيعمل على التخفيف من آفة البطالة وتعزيز الدينامية الاقتصادية للجهة كبوابة للمغرب وجسر نحو عمقه الإفريقي.

وعرف هذا اللقاء التواصلي حضور، على الخصوص، عامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي الجماعات الترابية والهيئات والغرف المهنية والاتحاد العام لمقاولات المغرب وفعاليات اقتصادية محلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *