و تروم هذه الدورة،مناقشة قضايا الممارسات السياحية، ودور النساء والرجال في تطور السياحة، والتفاوتات القائمة بالمسارات المهنية، وغيرها من القضايا.
وبهذه المناسبة،أكد نائب رئيس جامعة القاضي عياض بلعيد بوكادير، خلال الجلسة الافتتاحية، أن تناول مقاربة النوع في المجال السياحي سيمكن من إعادة القراءة في عدة تخصصات ترتبط، على الخصوص، بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وأوضح أن موضوع هذا اللقاء، الذي يكتسي أهمية كبيرة، هو في الآن نفسه معقد ويتميز بعدة تحديات مرتبطة به، مضيفا أن تنظيم هذا اللقاء بالمغرب يتماشى مع إرادة جامعة القاضي عياض في تعزيز مكانتها كفاعل أساسي في تنمية القطاع السياحي، وفي التأكيد، ما بعد هذه الأزمة الظرفية، على التموقع الهام لمدينة مراكش على مستوى السياحة الدولية، وإبراز دور السياحة كقاطرة للاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
من جهته، أشار رئيس المجلس الجهوي للسياحة لمراكش آسفي حميد بن الطاهر إلى أن الصناعة السياحية تعد الأولى على الصعيد العالمي، حيث إن 25 في المائة من مناصب الشغل المحدثة، خلال عشر سنوات قبل جائحة كوفيد-19، تعود إلى هذا القطاع، مما يبرز مدى أهمية هذه الصناعة، داعيا إلى الاستمرار في دعم المقاولات السياحية في هذه الظرفية الصعبة عبر توفير الامكانيات وتقديم الحلول والاقتراحات.
وبعد أن ذكر أن ليس هناك مرونة في هذا القطاع بدون الدور المتكامل بين النساء والرجال، وأن التنوع هو السبيل الوحيد نحو مردودية مستدامة، نوه حميد بن الطاهر بالدينامية التي تعرفها حاليا جامعة القاضي عياض بفضل الجيل الجديد من الأساتذة الباحثين الذين يعملون من خلال الأبحاث العلمية على النهوض بالمقاولات، مشيدا بمستوى الكفاءات العلمية والإرادة المعبر عنها من قبل أعضاء الجامعة لإغناء التعاون القائم بين هذه المؤسسة والمجلس الجهوي للسياحة لمراكش آسفي.
وأضاف المتحدث ذاته إلى أنه،“بإمكاننا سويا تعزيز التنمية المستدامة بالاعتماد على الكفاءات النسوية والذكورية، والعمل على تقليص الفوارق المسجلة في هذا المجال”، مضيفا أن هناك مواضيع أخرى للتعاون من ضمنها تلك المتعلقة بالحدائق، علاوة على الابتكار والاستدامة التي عبرهما يعمل الجانبان على إحداث مسارات جديدة وإيجاد الحلول.”
من جانبه، أوضح المسؤول عن وحدة التكوين والبحث في مجال السياحة والثقافة بجامعة أنجيرس بفرنسا، أن الجامعات المشرفة عن مواعيد “شامبلان” ارتأت هذه السنة، ولأول مرة، الانفتاح على مؤسسات جديدة تنتمي لدول خارج أوربا وكندا، وتنظيم هذه الدورة بالمغرب حول موضوع السياحة في مختلف تجلياتها، مع طرح مقاربة النوع في الجوانب المتعلقة بالمجالات الاجتماعية والتدبيرية، موضحا أن الهدف يكمن في مناقشة المعايير التي تميز الطابع الأخلاقي والاجتماعي الذي يسمو فيه الرجال والعمل على تصحيحه بتقديم اقتراحات.
وتشكل مواعيد “شامبلان”، التي تنظم كل سنتين (نظمت دورتها الأولى سنة 2004)، منصة يلتقي فيها المهنيون والجامعيون الدوليون للمناقشة والتبادل حول الإشكاليات والتوجهات البحثية في السياحة.
ويتضمن برنامج هذه الندوة تنظيم ثلاث جلسات عامة لمناقشة مواضيع تهم السياحة وقضايا النوع، ومكانة النساء في القطاع السياحي، إضافة إلى موائد مستديرة تجمع باحثين ومتخصصين ومهنيين، مع تقديم أشغال 50 باحثا من أصول جغرافية وتخصصات متنوعة.