تربية وتعليم

بوسليخان:الجامعة الدولية لأكادير تراهن على تخصصات علوم الصحة والذكاء الاصطناعي

في هذا الحوار يجيب عزيز بوسليخان رئيس الجامعة الدولية بأكادير على أسئلة “مشاهد”، والتي تتمحور حول مستجدات الدخول الجامعي الجديد، وجاذبية الجامعة وشراكاتها وآفاقها المستقبلية…نص الحوار:

1- ما هو جديد الدخول الجامعي الحالي على مستوى الجامعة الدولية بأكادير؟

الأكيد أن اول جديد بالنسبة للدخول الجامعي لهذه السنة هو الانتقال من نظام التعليم عن بعد إلى نظام التعليم الحضوري، حيث سهرت الجامعة ضمن سياقه على الاستمرار في الالتزام التام بالإجراءات والتدابير الصحية الاحترازية المعمول بها في هذا الباب، وذلك في ظل وعي أكيد بالمسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الجامعات المغربية في ضمان مرور السنة الدراسية على احسن حال، وضرورة الانخراط الفعال في حماية الوطن والمواطنين من وباء كورونا.

كما واصلت الجامعة الاستفادة من أنظمة التدريس عن بعد التي سمحت لعدد من طلبتها خصوصا المنتمين إلى منطقة دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين تعذر عليهم استكمال دراستهم حضوريا، في ظل الإجراءات الاحترازية سواء المعمول بها في المغرب أو في بلد المنشأ، من مواصلة دراستهم عن بعد، واستفادتهم من مختلف المنصات والحوامل الإلكترونية الموضوعة رهن إشارتهم في كل وقت.

وعرفت هذه السنة الجامعية افتتاح عدد من الوحدات العلمية الجديدة المرتبطة بنظام “البكالوريوس” الجديد والماستر، حيث انتقل عدد التخصصات المدرسة داخل الجامعة من 32 تخصصا إلى 40 بزيادة 8 تخصصات جديدة ترتبط في معظمها بالمجال الصحي في تفاعل واع من الجامعة مع متطلبات سوق الشغل ارتباطا بظروف الجائحة، وراهنية الحاجة إلى تكوين أطر صحية وفق آخر أنماط وآليات ومستجدات المجال الصحي، وذلك من خلال ضمان تكوين علمي رصين يسهر على تدريسه عدد من الأطباء والمتخصصين في المجال الصحي.

كما تم التوقيع، هذه السنة، على اتفاقية تعاون مع أحد أشهر منصات التعلم عبر الإنترنت “كورسيرا” التي تقدم آلاف الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والعشرات من البرامج التدريسية التي تمنح شهادات في مختلف المجالات، وهو ما سيخول لطلبة الجامعة الدولية بأكادير من الاستفادة من تدريبات وبرامج حديثة تنضاف إلى مجموعة البرامج والمنصات الموضوعة رهن إشارتهم بالجامعة.

2- هل تأثرت جاذبية الجامعة إفريقيا ودوليا بجائحة كورونا؟

جائحة كورونا لم تؤثر على جاذبية الجامعية التي لاتزال وجهة موثوق بها بالنسبة للطلبة المغاربة والأفارقة على السواء،هناك تأثير على مستوى استقطاب الطلبة الأجانب وذلك في ظل ضرورات تعليق الرحلات الجوية التي فرضتها الجائحة، والتي لم تسمح لعدد من الطلبة من مواكبة قرار التعليم الحضوري، كما أثرت الجائحة على إقامة عدد من من التظاهرات العلمية المبرمجة مع عدد من الشركاء، إلا أن الجامعة استطاعت أن تتجاوز هذه الحواجز من خلال اعتماد نظام متكامل للدراسة عن بعد، مكن من إحداث نقلة نوعية في أسس التعليم والدفع نحو الإنخراط في نظام التعليم الجديد القائم على فكرة إيصال المادة التعليمية إلى المتعلم عبر وسائط أو أساليب الاتصالات التقنية المختلفة، وضمان انخراط الجامعة المغربية في نظام التعليم عن بعد الذي أصبح اليوم ضرورة ملحة للإرتقاء بالفعل التعليمي وصناعة نظام الجودة، كما تم تنظيم عدد من التظاهرات العلمية عن بعد سجلت حضورا لافتا واهتماما كبيرا بالمواضيع التي اختارت هذه التظاهرات تسليط الضوء عليها، من خلال نقاش علمي عال أبان على ان فتح النقاشات العامة عن بعد يمكن أن يكون احد عناصر بناء الإنسان المثقف الواعي المنخرط في تقديم الأجوبة العلمية والعملية عن مختلف القضايا الوطنية والدولية.

3- كيف تفسر جاذبية الجامعة بالنسبة للطلبة الأفارقة؟

يمكن القول إن جاذبية الجامعة الدولية لأكادير بالنسبة للطلبة الأفارقة تأتي من التجربة الطويلة التي راكمتها الجامعة بإعتبارها أول مدرسة عليا للتدبير بالمغرب وإفريقيا (1989)، والتي يشهد على حسن أدائها متخرجو الجامعة الذين يشغلون مناصب مهمة في عدد من الدول،من خلال توفير تكوينات مهمة في ميادين الهندسة، وعلوم التدبير والتسيير، وكذا تخصصات القانون والتدبير الفندقي والسياحي…، وكذلك من خلال اعتماد نظام بيداغوجي أنجلوسكسوني، يراهن على مواكبة المستجدات العلمية وتقديم تخصصات ذات جودة عليا، يؤطرها عدد من الأساتذة والباحثين ذوي الكفاءات العالية، وهو ما يتأكد بالملموس من خلال تزايد أعداد الطلبة الراغبين في الدراسة بها سنة عن سنة، حيث وصل عددهم إلى 2400 طالب ضمنهم 20% من الطلبة الأجانب الوافدين من 19 بلدا إفريقيا، يؤطر تكوينهم 110 أستاذ.

4- ما هي أهم جنسيات الطلبة المسجلين؟

إلى جانب الطلبة المغاربة الوافدين من عدد من المدن المغربية بنسبة 67% من الطلبة من مدينة اكادير وإنزكان، و24% من الأقاليم الجنوبية للمملكة، ونسب أخرى تحتلها عدد من المدن الأخرى، وتستقطب الجامعة طلبة عدد من الدول الإفريقية على رأسهم طلبة دول مالي، والنيجر، والغابون، والكوديفوار، والكونغو، والكاميرون، وبوركينا فاسو…، ويأتي هذا الإستقطاب في ظل الثقة التي تمنحها عدد من وزارات التعليم بهذه الدول الصديقة لنظام التعليم المعمول به داخل الجامعة، والذي أثبت نجاعته وفعاليته من خلال خريجيه الذين يتقلدون اليوم مناصب مهمة داخل هذه الدول.

5- ماهي أهم شراكات الجامعة الدولية لأكادير مع الجامعات الأجنبية؟

شراكات الجامعة متنوعة ومتجهة لدول فرنكوفونية وأخرى لدول أنكلوسكسونية، ضمنها جامعات في كندا وأخرى بفرنسا كجامعة “لورين” التي تربطنا بها علاقة تمتد ل 25 سنة، وجامعات بلجيكية، وأخرى بدولة بولونيا ضمن مجالات الذكاء الاصطناعي واللوجستيك، وجامعة “ووهان” بالصين، بالإضافة إلى جامعة “هول” بالمملكة المتحدة.

6- ما هي آفاق اشتغالكم على مستوى تطوير التخصصات والشهادات؟

توسيع العرض التكويني ليشمل بصفة شاملة مجال الصحة بإطلاق كلية الطب ابتداء من السنة الدراسية المقبلة، كما تسعى الجامعة إلى دعم الانخراط المواطن في مجالات الطاقة البديلة والنظيفة، وكذا تطوير الشراكات في مجال تطوير الصناعة الدوائية وعلوم التمريض مع جامعة “لونغ آيلاند” الأمريكية، كما تراهن الجامعة على ضرورة الاستثمار في مجالات البحث العلمي الجديد المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والهندسة الذكية، ضمن وعي أكيد بضرورة الانخراط في فتح أبواب المهن المستقبلية أمام الطلبة المغاربة والأجانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *