ثقافة وفن

مسرحية “إريز” لجمعية دراميديا بأكادير.. إبداع شبابي خالص

تم مساء أمس الخميس،عرض مسرحية “إريز” لأول مرة بالمركز الثقافي لآيت ملول، وجاء هذا العرض تتويجا لبرنامج “أروكو” التكويني في المسرح، الذي نظمته وواكبته جمعية دراميديا للمسرح وفنون العرض بأكادير، حيث استمر التكوين لمدة ثمانية أشهر.

وقد نظم هذا البرنامج تحت شعار “المسرح كناقل للثقافة والتربية” بدعم من حكومة إمارة موناكو ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وبدعم من ILLIS في إطار ” برنامج J-MED 2021 : دعم الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط “، و بشراكة مع منظمة الهجرة والتنمية وبتعاون مع المعهد الفرنسي لأكادير.

بدأ العرض المسرحي بلازمة غنائية ظل الممثلون يرددونها في عدة مشاهد على طول العرض، وتقول اللازمة “من جيل لأجيال، الحبال يزيدو ثقال، بالتكبال” كتعبير عن الصراع بين الأجيال، وعن القيود التي يضعها المجتمع أحيانا للشباب و الشابات، وتصورات المجتمع وتقاليده التي قد تعيق مسار الحالمين والطموحين منهم، مثل تجسيدهم لمعاناة الفتاة الطموحة من النظرة النمطية للمجتمع التي تتسبب أحيانا في تزويجها بسن صغير وقبر طموحها، إضافة لعدة مشاكل تهم وتؤرق بال هؤلاء الشباب والشابات، كمشكل منظومة التعليم والشواهد العليا والتوجيه الدراسي وعبودية العمل كموظف، وغيرها الكثير من الأفكار المستنبطة من الواقع، التي أصر هؤلاء الشباب أن يشيرو إليها في عرضهم المسرحي “إريز”.

في هذا الاطار،قال مصطفى أكجو منسق هذا البرنامج أن ” العرض المسرحي “إريز” هو نتاج برنامج ورشات تكوينية في المسرح حول مواضيع الثقافة والتربية، هذا البرنامج الذي يحمل اسم “أروكو” والذي يعني التجمع بالأمازيغية هو فضاء للتحاور حول قضايا التربية و الثقافة والفنون، وللنقاش حول آراء الشباب وتطلعاتهم ومخاوفهم، و قد كتب هؤلاء الشباب المستفيدين من الورشات نص المسرحية بشكل جماعي انطلاقا من الأفكار والمواضيع التي ناقشوها لأشهر، وكذلك هم من مثلوا في هذا العرض، المستفيدون عموما من هذا البرنامج التكويني كانوا ثمانين شابا و شابة، لكن من شاركوا في العرض هم إحدى عشر ممثلا وممثلة، وما يقارب عشرة آخرين كطاقم تقني طبقوا ما تعلموه من التكوينات على خشبة المسرح”.

وأضاف المتحدث ذاته، “هدفنا أن تكون هناك استمرارية لمثل هاته البرامج والتكوينات، وأن تلتقط الجهات المسؤولة الإشارات التي أرسلها الشباب اليوم وتنصت لهم كي يجدوا فضاءات يعبرون فيها عن ذواتهم و أفكارهم ويجدون فيها أنفسهم”.

في السياق ذاته، قال المخرج المسرحي بوبكر أوملي المدير الفني للمسرحية،إن “هذا العرض ثمرة مجموعة تكوينات استفاد منها شباب جهة سوس ماسة في برنامج أروكو، وهذه المسرحية انطلقت من فكرة واقعية للمشاركة مريم گنين من أولوز، ثم جاءت الكتابة بشكل جماعي انطلاقا من قصص حقيقية أخذها الشباب من محيطهم ومجتمعهم ، فبالتالي انطلقوا من الواقع و عبروا عن أنفسهم وعن تطلعاتهم، هذا ما ارتكزت عليه كتابة السيناريو التي كانت مستمرة منذ بدايات البرنامج، فرغم تنوع هذا الورش التدريبي المسرحي وتكامله الا أن كتابة السيناريو أيضا استمرت الى اخر اللحظات”.

وأضاف مؤطر برنامج أروكو “ما أعجبني أن أفكار و تصورات إخراج هذا العرض كانت لهؤلاء الشباب ،فرغم أن الإدارة الفنية للعرض كانت لي إلا أن الإخراج كان من أفكار وتصورات هؤلاء الشباب و الشابات التي عبروا عنها بشكل كامل”.

وأكمل حديثه ” إن المستفيدين من البرنامج الذين شاركوا في هذا العرض المسرحي هم من حضروا كل أو جل الورشات التكوينية والذين تحمسوا للفكرة والعرض، والأساسي أنهم اكتشفوا المسرح، فالهدف العام للبرنامج هو أن يكتشف هؤلاء الشباب المسرح كأداة ووسيلة نستطيع توظيفها للمساهمة في تغيير المجتمع، المسرح كأداة ناقلة للتربية والثقافة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *