ثقافة وفن

مبادرة ثقافية.. أستاذ يحول جزءا من مسكنه إلى مكتبة بإنزكان

مبادرة محمودة وغير مسبوقة بمدينة انزكان، هذه التي قام بها رجل يحمل هما ثقافيا وانسانيا،بعد أن جرت ثقافة الكتاب مجرى الدم في عروقه. إنه الأستاذ حسن بوكج الذي حول جزءا من الطابق السفلي لمسكنه الى مكتبة بزنقة فكيك المقابلة لساحة اشدران بالمدينة العتيقة لإنزكان.

مجهود شخصي وفردي قام به حسن بوكج انطلاقا من قناعاته الثقافية ،حيث نجح في تجهيز الفضاء بأمهات الكتب والمجلات المتنوعة والتي توزعت على شتى العلوم واللغات. تضم مراجع في الفقه ،والتراث ،والتاريخ ، والآداب والدراسات الاسلامية ،والفلسفة والفكر وعلوم الجغرافية، والفنون والموسيقى والرياضة مع مجموعة من اصدارات بعض الكليات ومجلات وكتب لها مكانة خاصة في ذاكرة جيلنا وخصوصا مجلة “العربي ” و ” عالم المعرفة” .

كما تحتضن رفوف المكتبة مراجع في الثقافة الأمازيغية ودواوين شعرية و منشورات متنوعة اضافة الى نماذج للكتب المدرسية للقراءة باللغتين العربية والفرنسية المقررة بمدارسنا منذ اربعينات القرن الماضي،مصحوبة ببعض الدفاتر والكراسات المستعملة حينها.

الملاحق الثقافية المنشورة على أعمدة صفحات جرائدنا الوطنية كالمحرر والعلم ورسالة الأمة وبيان اليوم، فرضت وجودها بهذه المكتبة.كل شئ كان مرتبا بعناية لتسهيل البحث للزائرين.

ولاضفاء نكهة ثقافية متنوعة، تم تزيين الفضاء بآلة موسيقية قديمة تجعل المكان يفوح بعبق الموسيقى الأمازيغية المنبعثة من آلات الفونو بواسطة أقراص موسيقية من 45 لفة لكبار الموسيقيين. آلات التصوير وبعض الأدوات القديمة استطاعت أن تحول المكان إلى شبه متحف رغم ضيق مساحته، إلا أن سعة صدر صاحبه وحسن استقباله وابتسامته القارة حول الضيق الى سعة.

زيارتنا لهذا الفضاء الثقافي كانت مناسبة للالتقاء بأحد الأساتذة من أبناء المدينة الأوفياء والذي حل ليقدم بعض الكتب التي انتهى من استغلالها ويحول ملكيتها لهذه المكتبة.

كما حل بيننا فنان كبير وصديق عريق الرايس ابراهيم امنتاك المشهور بصناعة آلة الرباب والذي يمارس نشاطه بورشة غير بعيدة من هذه المكتبة ، ونحن نتبادل اطراف الحديث معه وكانه بنظراته وحديثه يؤرخ للفن ورجالاته بالمنطقة.

انشاء هذه المكتبة وبمبادرة فردية سيكون له وقع كبير في الساحة الثقافية المحلية، وسيطرح سؤالا عريضا على المسؤلين على الشان الثقافي، ربما سيحرج بعضهم ، علما أن هذا الفضاء مفتوح وبالمجان في وجه جميع الزوار الطلبة والباحثين وستساهم في اعادة بناء جسور الثقة بين الكتاب والقارئ بعد ان ساهمت المكتبات الالكترونية في دفن عادة القراءة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *