تحتضن مدينة مراكش أشغال المؤتمر الدولي حول الصحة المهنية خلال الفترة ما بين 28 أبريل و3 ماي من السنة المقبلة تحت شعار “تحسين الأبحاث والممارسات في مجال الصحة المهنية .. العمل من أجل سد الثغرات”.
وأفاد بلاغ للمنظمين، بأن هذا الحدث المقام من قبل الجمعية المغربية للصحة المهنية وكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ووحدة الصحة المهنية التابعة للكلية، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصحة المهنية، تحت رعاية الملك محمد السادس، يشكل “لقاء استثنائيا والأول من نوعه في المغرب، ويعتبر أيضا حدثا رئيسيا على مستوى الساحة العالمية للصحة والسلامة والرفاهية في العمل”.
وأبرز المصدر ذاته، أن ” تنظيم نسخة 2024 للمؤتمر الدولي للصحة المهنية يأتي في خضم سياق وطني حاسم، حيث يأتي لتسليط الضوء على أهمية الوقاية من المخاطر المهنية في إطار التطورات الإيجابية التي يشهدها مجال الصحة والسلامة المهنية في المغرب”.
وسيعرف المؤتمر مشاركة ما يزيد عن 2500 مشارك، بما في ذلك المهنيين، والباحثين والأكاديميين وصناع القرار وأخصائيين وممثلي الهيئات الدولية من جميع أنحاء العالم.
وستوفر هذه التظاهرة منصة مبتكرة ستتيح الفرصة لمناقشة وتبادل ومشاركة وجهات النظر والأفكار والآراء والممارسات الجيدة التي من شأنها تعزيز والنهوض بالأبحاث والسياسات والتدخلات التي ستغني المجال.
ويتضمن برنامج هذا المؤتمر أكثر من 1800 مداخلة علمية مقدمة من قبل ممثلي 88 دولة، مما يعكس تنوع وعمق الإساهمات المتوقعة. وستشكل الندوة الافتتاحية الأولى الانطلاقة الفعلية لهذا الحدث المهم، بالتزامن مع تخليد اليوم العالمي للصحة والسلامة في العمل.
وسيكون المؤتمر الدولي للصحة المهنية، بحسب المصدر ذاته، بمثابة عرض حصري لأهم الابتكارات والتطورات التي تحققت في هذا المجال، كما ستتاح لجميع الحاضرين فرصة خوض تجربة فريدة سيتمكنون من خلالها من الحصول على أكثر من 350 ساعة من المحتوى المتنوع، بما في ذلك إمكانية المشاركة في 196 جلسة خاصة وموازية، و10 جلسات عامة ستخصص لتسليط الضوء على الاتجاهات الرئيسية في المجال، و12 جلسة مرئية حصرية، و32 جلسة شبه عامة ستخصص لمناقشة المواضيع بكيفية معمقة ومفصلة، بالإضافة إلى توفير فضاء خاص للعرض سيلتقي فيه أكثر من 100 عارض مرموق.
وستوفر الندوات وأوراش العمل والاجتماعات المائة، المقرر تنظيمها على هامش المؤتمر، مساحات للتعاون وتبادل الأفكار وخلق أوجه التآزر. كما يَعِد هذا الحدث العالمي الواسع النطاق بأن يكون تجمعا عالميا ديناميكيا وغنيا، يلتقي فيه خبراء مشهورين عالميا بهدف مناقشة مستقبل الصحة المهنية ومشاركته والتأثير عليه.
ونقل البلاغ عن البروفيسور عبد الجليل الخلطي، رئيس المؤتمر ورئيس الجمعية المغربية للصحة المهنية والمسؤول المكلف بوحدة الصحة المهنية، قوله “تكتسي هذه النسخة للمؤتمر الدولي حول الصحة المهنية أهمية قصوى بالنسبة للمغرب، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية المتعلقة بالمشروع الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية لفائدة جميع المغاربة، وإصلاح النظام الصحي الوطني، والتطور الملحوظ الذي عرفه مجال الصحة والسلامة في العمل على مدى العقدين الماضيين”.
وأضاف أن “تعزيز الوقاية من المخاطر المهنية سيكون بمثابة مكسب إضافي سيساهم في إثراء الدورة الحميدة والإيجابية للصحة وتعزيز صحة أفضل للمغاربة”.
من جانبه، أشار البروفيسور سيونغ كيو كانغ، رئيس اللجنة الدولية للصحة المهنية، إلى أن نسخة 2024 للمؤتمر الدولي للصحة المهنية ستشكل فرصة فريدة وموعدا مهما سيلتقي فيه العديد من الخبراء من جميع أنحاء العالم لمشاركة معارفهم وخبراتهم.
وقال “نتطلع بكل حماس إلى التعاون مع زملائنا المغاربة من أجل تعزيز أفضل الممارسات في مجال الصحة المهنية والمساهمة في خلق مستقبل مهني أكثر أمانا ويستجيب لأعلى معايير الصحة، يستفيد منه الجميع”.
يشار إلى أن اللجنة الدولية للصحة المهنية، التي تأسست سنة 1906، تعتبر أقدم جمعية علمية في مجال الصحة والسلامة المهنية، وهي منظمة غير حكومية معترف بها من قبل الأمم المتحدة وتربطها علاقات عمل وثيقة مع منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية.
وقد بلغ عدد أعضائها في 2022 حوالي 2000 عضوا، و24 عضوا داعما (المعاهد) و24 عضوا منتسبا (جمعيات مهنية)، ويمثل أعضاء هذه اللجنة أكثر من 100 دولة حول العالم.