متابعات

مدير CIA السابق: التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية شبيه بأحداث 11 شتنبر

“إنه هجوم على ديمقراطيتنا، وهجوم على هويتنا كشعب. إن عبث حكومة إحدى الدول الأجنبية بانتخاباتنا يعني في وجهة نظري تهديداً وجودياً لمنهج حياتنا. الأمر بالنسبة لي يشبه أحداث 11 شتنبر ، النظير السياسي لها…”

بهذه الكلمات وصف مايك موريل، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية، التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها دونالد ترامب العام الجاري 2016، مضيفاً: “لا أقول ذلك من باب المُبالغة، الأمر جسيم، وما صدمني هو أنه لم يحظَ بالمزيد من الاهتمام من قبل إدارة أوباما، أو الكونغرس، أو حتى وسائل الإعلام”.

وأوضح التقرير الأخير لصحيفة Washington Post، أن وكالة المخابرات المركزية توصلت في جلسة تقييم سرية، إلى أن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لم يكن بهدف التلاعب بالنظام الديمقراطي، بل من أجل مساعدة دونالد ترامب على الفوز بالرئاسة.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، من المُطلعين على النتائج: “ما وصلت إليه تقييمات أجهزة الاستخبارات هو أن هدف روسيا من التدخل هو تفضيل أحد المُرشحين على حساب الآخر، والمساعدة في فوز ترامب بالرئاسة، هذا هو الرأي الذي اتفق عليه الجميع”.

كيف تدخلت روسيا لصالح ترامب؟

وخلال الانتخابات، تم اختراق رسائل البريد الإلكتروني لكل من اللجنة الوطنية الديمقراطية، والحساب الخاص بجون بوديستا، رئيس حملة هيلاري كلينتون للرئاسة، ونُشرت جميعها على موقع ويكيليكس. وتسببت رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية على وجه الخصوص، في الاضطراب داخل الحزب.

وأدت هذه المراسلات إلى اتهام أنصار السيناتور بيرني ساندرز (ديمقراطي – فيرمونت) لمسؤولي الحزب بترجيح الكفّة لصالح كلينتون، خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وخلصت وكالات الاستخبارات إلى أن القراصنة الروس اخترقوا أيضاً أنظمة حاسوب اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ولكنهم لم ينشروا تلك المعلومات على الملأ.

مستعدون للتحقيق

وقال زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل (الجمهوري من كنتاكي)، يوم الإثنين الماضي، إنه يؤيد إجراء تحقيق في عملية القرصنة التي تمت، مضيفاً أن الأغلبية “بطريقة أو بأخرى، تتحدى الاعتقاد السائد بأن الجمهوريين في مجلس الشيوخ يعارضون مراجعة التكتيكات الروسية أو يتجاهلونها”.

ونقلت الصفحة الرسمية لشبكة CNN على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، فيديو يقول فيه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل “التحقيق يتحدى الاعتقاد السائد” بأن بعض الجمهوريين لا يريدون استجواب روسيا.

وقال ماكونيل، إن لديه “ثقة كبيرة في مجموعة الاستخبارات”، مضيفاً أن وكالة الاستخبارات الأميركية بها الكثير من “الوطنيين غير الأنانيين، ويخاطر الكثير منهم بحياتهم من أجل الشعب الأميركي، دون أن يُعرفوا”.

 

وترامب يستخف

 إلا أن هناك تناقضات صريحة ما بين تعليقات ماكونيل وتعليقات ترامب، الذي قال لموقع فوكس الإخباري يوم الأحد إن تقارير التدخل الروسي في الانتخابات كانت “سخيفة”، وبمثابة “حجة” للتقليل من شأن فوزه.

وقال: “لا، لا أصدق أياً من هذه الأشياء على الإطلاق”.

وأضاف ترامب قائلاً: “لا أحد يعرف الحقيقة، والقرصنة أمر مثير للاهتمام. لأنك إن لم تلق القبض عليهم أثناء عملية الاختراق فلن تتمكن من القبض عليهم مُطلقاً. وهم لا يملكون أدنى فكرة عن هوية القراصنة، وما إذا كانت الدول التي قامت بها هي الصين أو روسيا، أو ربما شخص ما. فقد يكون القرصان شخصاً يجلس على سريره في أحد الأماكن. ما أعنيه، هو أنه ليست لديهم فكرة عمن قام بالقرصنة”.

كما رفض ترامب البيانات الموجزة التي تصدرها الاستخبارات الأميركية يومياً، مُفضلاً الحصول عليها مرة واحدة فقط في الأسبوع. وقال إنه ليس بحاجة لتلك البيانات في كل الأوقات، لأنه “شخص يتمتع بالذكاء”.

 

تعليقات مهينة

 

أما جيسون كاندر، الحاكم الديمقراطي في ولاية ميسوري، والنقيب السابق للجيش في أفغانستان، فصرح بأن تعليقات ترامب مهينة بشكل لا يُصدق.

وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه لا يستطيع تخيل كيف كان سيشعر -كشخص كان يخاطر بحياته من أجل الحصول على هذا النوع من المعلومات- لو قال الرئيس بوش إن الأمر لا يهمه، ولا مصلحة له فيه.

وافق العضو جيمس لانكفورد (جمهوري من أوكلاهوما) على بيانهم في تغريدة نشرها يوم الأحد قال فيها: “أتفق مع @SenSchumer @SenJohnMcCain @SenJackReed و@LindseyGrahamSC #CyberSecurity.. التحريات الأمنية الإلكترونية على التدخل الروسي لا يمكن أن تكون حزبية.”

أما سوزان كولينز (جمهورية من ولاية مين)، فقالت إنها تظن أن إجراء تحقيق في الكونغرس من قِبَل الحزبين “قد يكون خطوة مفيدة نحو تحقيق المحاسبة الموضوعية تجاه أي تدخل مزعوم من قِبَل أي خصوم أجانب”.

أما موريل، الذي شغل منصب القائم بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية في عهد الرئيس باراك أوباما، فقد أشار بدوره إلى أن لجنة من الحزبين ستكون مفيدة، لأنها “ستنظر بالضبط فيما فعله الروس، وما يمكننا فعله هنا للتأكد من عدم قيام أي حكومة أجنبية بهذا الأمر مرة أخرى”.

وأضاف: “لا ينبغي لهذه اللجنة أن تنظر فيما هو مجهول، وهو هل أثّرت عملية القرصنة على النتائج أم لا؟ فنحن لن نعرف ذلك أبداً. لن نعرف أبداً ما فعله الروس، سواء أثر ذلك في أي صوت من الأصوات أم لا”. وتابع: “ولكن ما يمكننا القيام به هو معرفة ما فعلوه بالضبط، وإجراء تغييرات هنا في طريقة التعامل مع المعلومات، وكيف يمكننا حمايتها، والتأكد من أنهم لن يقدروا على تكرار ذلك مرة أخرى”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *