متابعات

مشاورات تشكيل الحكومة مستمرة ولشكر لم يحسم بعد في قراره

بدأت مفاوضات تشكيل الحكومة الجولة الثانية، وعقد عبد الإله بنكيران عددا من اللقاءات من أجل الإسراع بتشكيلها. والتقى بنكيران خلال هذا الأسبوع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الذي كان مرفوقا بالأمين العام لحزب الحركة الشعبية، امنحد العنصر. بعد ذلك، استقبل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله، ثم قيادات من حزب الاستقلال بعد اختتام أشغال مجلسه الوطني يوم السبت.

كما غاب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن هذه الجولة، ما يطرح عددا من التساؤلات حول الموقع الذي اختار أن يتموضع فيه خلال السنوات الأربع القادمة، بينما كانت لجنته الإدارية قد أعطت إشارات على خيار المشاركة في الحكومة.

ويرى المحلل السياسي كمال القصير أن التركيبة السياسية الأمثل لتشكيل الحكومة التي كان يسعى إليها حزب العدالة والتنمية تتمثل في إشراك الأحزاب السياسية المنتمية تاريخيا إلى الكتلة سابقا؛ حيث قرر حزب الاستقلال منذ بداية المشاورات، عقب انتخابات أكتوبر، التموضع إلى جانب حزب العدالة والتنمية. في المقابل، وضع الاتحاد الاشتراكي نفسه في منطقة رمادية غير قابلة لاتخاذ قرار نهائي بالمشاركة أو عدمها، وهو ما اتضح من اللقاءات التي جمعت قيادته برئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران.

القصير، وفي تصريح لموقع “لهسبريس”، قال إن تموضع حزب الاتحاد غير الواضح بالنسبة لحزب العدالة والتنمية خلق تقديرا وشعورا بعدم جدية الاتحاد الاشتراكي في الالتحاق بالحكومة بشكل نهائي نتيجة انتظاره اتضاح اتجاهات الأمور للبناء عليها وتحديد الموقف النهائي، “علما أن الاتحاد قد حاول في الأسابيع الأخيرة أن يلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين حزبي الأحرار والاستقلال”.

هذا الدور، بحسب الباحث في العلوم السياسية، يأتي من أجل أن يحافظ على خيوط رفيعة وعدم إرسال رسائل تفيد بأنه متردد وغير جدي سياسيا، وفي ظل وضعية حزب الاستقلال وتواجد حزب “الأحرار” وأحزاب مثل الحركة الشعبية، “فإن الحاجة إلى الاتحاد الاشتراكي لم تعد بالدرجة نفسها كما في السابق، خاصة أن سلوكه قد ولد شعورا لدى عدد من القيادات في العدالة والتنمية بخطورة الاعتماد عليه في الحكومة القادمة وغياب الضمانات لذلك”.

“في حال دخول حزب الاستقلال الحكومة بشكل من الأشكال التي لن تمنحه الكثير من المكاسب بقدر ما تحفظ ماء وجه الحزب حاليا”، يقول كمال القصير، فإن “درجة تنسيق حزب الاستقلال مع الاتحاد الاشتراكي لن تكون في صورها المعروفة في السابق نظرا للتقارب في التموضعات والخيارات بين الاتحاد وحزب الأحرار وتباعد المسافة بين خيارات الاستقلال والاتحاد في الوقت الحالي”.

وتابع المتحدث بأن “أجندة حزب الاستقلال في المرحلة القادمة تجعله منشغلا بقضاياه الداخلية، ومعالجة الاختلالات التي يعرفها، بشكل يتجاوز التفكير في علاقته بالاتحاد الاشتراكي التي باتت مستويات البرغماتية لديه مرتفعة جدا، وسوف يسعى إلى النأي بنفسه عن توجهات قيادة الاستقلال في حال ما إذا استمر حميد شباط على رأس حزب الاستقلال”، بتعبير كمال القصير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *