متابعات

بوعمري: تصريحات بنكيران حول جولة الملك بإفريقيا ستكون لها انعكاسات خطيرة على سياستنا الخارجية

قال الباحث في شؤون الصحراء، نوفل بوعمري، إن تصريح بنكيران الذي قال فيه “لا يمكن للملك أن يذهب إلى إفريقيا لتفريج كربات الشعوب الإفريقية بينما الشعب المغربي يعيش الإهانة”، سيكون له انعكاسات خطيرة على مستوى السياسة الخارجية للمملكة، خصوصا وأن التصريح يأتي في ظرفية حساسة تتسم بعودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي، كاشفاً أن التصريح تناقلته العديد من المواقع الإخبارية التابعة لجبهة “البوليساريو” مروجين لخرجته الإعلامية و”كأنه صوت مناصر ومتقاطع معهم ومع قراءتهم وخطابهم المؤطر لمناهضة المغرب أفريقيا…”

وكتب نوفل بوعمري في مقال له تحت عنوان “تصريح بن كيران؛ افريقيا وخصوم المغرب” على حسابه الفايسبوكي، أن تصريح بن كيران حول الجولة الملكية لأفريقيا وربطها بالوضع السياسي الداخلي؛ الحديث عنها بلغة فيها نوع من الاستنكار لها والاحتقار للبلدان الإفريقية؛ تناقلته مختلف المواقع الإلكترونية الموالية للبوليساريو؛ واستندت عليها في تهجمها على الزيارة الملكية وعلى عودة المغرب للاتحاد الإفريقي”.

وتأسف الباحث في شؤون الصحراء بالإسقاط الذي الذي مارسه رئيس الحكومة وربطه بين ما سماه “تفريج كرب افريقيا بينما الشعب المغربي يتعرض للإهانة” هو ربط غير سليم وغير مفهوم، متسائلاً: هل يعي جيدا السيد رئيس الحكومة ما يقوله وما يترتب عن تصريحاته من أزمات متتالية دبلوماسية على المستوى الخارجي.

وأضاف: “لقد سبق له أن أهان كولومبيا داخل مجلس النواب في معرض جوابه على برلماني وتسبب الموضوع في أزمة تم تجاوزها بصعوبة… وبعدها تهكم على الصين في جواب له حول الوضع الصحي ببلادنا داخل مجلس النواب؛ و لولا أنه تم استدراك الأمر في حينه لكانت هناك أزمة مع هذا البلد القوي؛ الحليف الاستراتيجي المغرب خاصة على مستوى القضية الوطنية… لقد سبق له أن جر أزمة حقيقية مع روسيا في الوقت الذي كان المغرب يريد أن ينخرط في شراكة استراتيجية جديدة مع هذا البلد؛ و في توقيت كان ملف الصحراء يعرف تكالبا كبيرا عليه من قبل الأمين العام السابق للأمم المتحدة؛ و لم يتم تجاوز الأزمة إلا بصعوبة….”

وزاد الباحث وهو يرصد أخطاء بنكيران “قبلها وعند لقائه بمسؤول فرنسي وعند إجابته على سؤال هل ستفوزون في الانتخابات اجابه رئيس الحكومة إذا تركتنا وزارة الداخلية… كانت رسالة جد سيئة لحليف تاريخي للمغرب”.

وأوضح بوعمري أن هذه المرة تأتي نصريحات بنكيران بعد أيام معدودة من عودة المغرب للاتحاد الإفريقي؛ وتوقيعه لاتفاقيات جد مهمة مع بلدان إفريقيا واختراقه لبلدان أخرى كانت لوقت قريب تتموقع ضمن المثلث المناهض لنا ولوحدتنا الترابية، مؤكدا في ذات السياق، أن “تصريح رئيس الحكومة للأسف هو تصريح خارج السياق؛ وخارج منطق الزيارة الملكية لأفريقيا وللاستراتيجية التي أطرتها و مازالت تؤطرها الى الآن”.

واعتبر أن الربط الذي قام به بنكيران بخصوص الصراع السياسي الداخلي بينه وبين الأحزاب وبالسياسة الخارجية للمملكة، “ربط لا معنى له إلا أنه يمارس ضغطا ولعبا في مربع يمس المصالح الحيوية للمغرب؛ وفي توقيت لا يمكن أن يكون إلا مدروسا؛ فالملك في زيارته لبلدان كانت للأمس القريب متموقعة ضد المغرب وشكلت زيارتها والانفتاح عليها رهانا قويا للمغرب؛ في الوقت الذي فشل خصوم المغرب وأعدائه من قيادة البوليساريو وعسكر الجزائر في إفشال استرجاع المغرب لكرسيه بالاتحاد الإفريقي؛ وهذه الزيارات المتتالية الناجحة… جاءت الهدية من داخل المغرب ومن مسؤول رسمي؛ يتموقع هرميا في المرتبة الثانية أو الثالثة على مستوى هرم الدولة؛ وهي الهدية التي تلقفوها بسرعة ودهاء مروجين لخرجته الإعلامية وكأنه صوت مناصر ومتقاطع معهم ومع قراءتهم وخطابهم المؤطر لمناهضة المغرب أفريقيا…”

وأكد بوعمري أن رئيس الحكومة هو مسؤول في موقع يفرض عليه التمييز بينه وبين موقعه كأمين عام للحزب؛ وأنه في موقع يفرض عليه واجب التحفظ ومراعاة المصلحة العليا للوطن وليس مصلحة حزبه في البقاء في السلطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *