آخر ساعة

إصدار جديد للمركز العلمي العربي..”التسامح من قيم الليبرالية”

يتطرق كتاب ” التسامح من قيم الليبرالية” إلى علاقة التسامح بالليبرالية حيث تعتبر هذه القيمة في الوقت الراهن ذات أهمية بالغة لما تشهده مجتمعات القرن الواحد من تزايد وتيرة التنوع الإثنــي، والدينــي،والعرقي، والايديولوجي، والأخلاقي، والجنساني. بالإضافة إلى ما تشكله هذه التعددية الثقافية، والأخلاقيــة، والأيديولوجية حقيقــة من تحديات ينظــر البعــض إليها كمصــدر للغنـى والثراء الإنسانيين، فيما يعتبرها آخرون مصدرا للتهديــد.
من هذا المنطلق يتوقف كتاب بيجان شاهين في حوالي 200 صفحة عند إشكالية التسامح قيم الليبرالية في حيث يضم سبعة فصول يحاول فيها تقصي جذور التسامح عبر الغوص في أعمال وأفكار الفلاسفة و المفكرين عبر التاريخ .
يحاول الكاتب وضع الليبرالية على طاولة التحليل المفاهيمي حيث يناقش الكاتب الليبرالية و ما تمثله و مفارقة التسامح و مفهومه.
كما يتم التركيز في ثنايا الكتاب على الدفاع عن التسامح بالاستناد على الشكوكية، فالشكوكيون يرون بأن المرء لا يمكنه أن يبرر تعصبه، لأنه من المستحيل معرفة كل شيء بشكل أكيد . ويقدم الكاتب أحد المدافعين عن التسامح المؤسس على الشكوكية وهو ميشيل دي مونتين في كتابه المقالات في أطول مقالة في كتابه.
ويتناول الكتاب أيضا، الدفاع عن التسامح بالاستناد إلى الحصافة ، والتي تعتمد عل نصح الشخص المتعصب بأن يأخذ في حسبانه تكاليف التصرف المتعصب، بالمقارنة مع التصرف المتسامح .
فيتم تناول التسامح استنادا إلى استقلالية الفرد حيث يحقق الفرد سعادته إذا عاش حياة اختارها بنفسه، وأمام تعدد المفاهيم وتنافسها بشأن تحديد الحياة الطيبة يبقى للفرد حرية اختيار ما يناسبه باعتباره المصدر الوحيد للاختيار. واستنادا على هذا المفهوم يستعرض الكتاب دفاع جون ستيوارت ميل عن التسامح بالاستناد إلى مفهوم الاختيار الحر والعقلاني.
وخصص الكاتب جزءا للدفاع عن التسامح استنادا إلى الضمير، كمناقشة أولوية الضمير ضمن المحفزات البشرية، وحرية الضمير باعتبارها أهم المصالح البشرية.
ليختتم الكتاب بتقديم نقاش معاصر يجري بين اثنين من كبار المفكرين الليبراليين و هما “ويل كيمليكا” و “تشاندران كوكاثاس”، فبينما يدافع كيمليكا عن التسامح استنادا إلى الاستقلالية الفردية ، يستند كوكاثاس في دفاعه إلى حقوق الضمير. قبل أن يخلص الكتاب إلى تقييم مختلف النظريات المتعلقة بالتسامح الليبرالي اعتمادا على أبعاد ومعايير مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *