اقتصاد

تعاونية “أكناري” النسوية بأيت باعمران .. تجربة نموذجية في تثمين المنتوجات المحلية

قطعت تعاونية ” اكناري ” التي يوجد مقرها بجماعة صبويا التابعة لإقليم سيدي افني أشواطا مهمة في إنتاج مشتقات الصبار وزيت أركان وتسويقهما على نطاق واسع الشيء الذي جعل منها تجربة نموذجية في مجال تثمين المنتوجات المحلية على الصعيد الوطني.

 

فوعيا منها بأهمية العمل التعاوني بادرت جمعية “أيت باعمران للتنمية ” قبل 13 سنة إلى إحداث هذه التعاونية النسوية بهدف تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة القروية وتشجيعها على الانخراط في عملية تثمين الموارد الطبيعية المحلية.

 

وأبرزت رئيسة التعاونية السيدة زهرة بودبيزة أن التعاونية التي تأسست سنة 2001 بدعم من منظمة “أوكسفام كبيك” اعتمدت في أولى مراحل نشاطها على إنتاج مربى وشرائح الصبار ومربى التمر بطريقة تقليدية غير أنها سرعان ما تحولت الى تنظيم بمواصفات عصرية بعد حصولها على تجهيزات لتصنيع مربى الصبار وآلات لعصر زيت الأركان وذلك بدعم من طرف مجموعة من الشركاء من بينهم وزارة الفلاحة والصيد البحري والاتحاد الاوربي وتعاونيتين كندية ويابانية.

 

وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ان تعاونية ” أكناري ” التي انتقل عدد منخرطاتها من 18 إلى 40 امرأة حاليا تمكنت بفضل الدعم الذي تلقته من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من تنويع منتجاتها لتشمل بالإضافة الى زيت الأركان وشرائح ودقيق ومربى وشاي ازهار الصبار ، زيت حبوب فاكهة الصبار ومستحضرا ت تجميلية مختلفة (صابون وكريمات مرطبة).

 

وحسب السيدة بودبيزة فقد استطاعت التعاونية بدعم من مختلف الشركاء والمجهودات التي تبذلها المتعاونات من تحقيق نتائج ايجابية على مستوى الإنتاج وكسب قدرة تناقسية داخل الأسواق، مبرزة في هذا السياق أن 80 في المائة من منتجاتها يتم تسويقه على الصعيد الوطني وعلى مستوى بعض الدول الأوربية.

 

وأبرزت في هذا السياق أن حصول التعاونية على شارة تميز من طرف “ايكوسير” العالمية مكنها من ولوج بعض الأسواق الأوربية من بينها فرنسا واسبانيا وألمانيا معتمدة في ذلك على موزعين متخصصين في مجال التوزيع.

 

وتنظر رئيسة تعاونية ” أكناري ” الى المستقبل بتفاؤل كبير وتدرك أن اقتحام أسواق دول أوربية أخرى في ظل المنافسة القوية للشركات يتطلب مزيد من الجهد والمثابرة والحرص على ضمان جودة المنتوج وشروط السلامة الصحية.

 

وترى السيدة بودبيزة أن العمل التعاوني الذي انخرطت فيه جمعية ” ايت باعمران للتنمية” انعكس بشكل ايجابي على حياة نساء المنطقة وساهم بشكل كبير في تحسين ظروف عيشهن، حيث مكنهن من تحقيق الاستقلالية المادية بمدخول يصل أحيانا الى 1200 درهم، مبرزة أن توسيع عمل التعاونية والرفع من مستوى ترويج منتوجاتها بإمكانه أن يحسن بشكل أفضل من مداخيل المتعاونات.
ودعت رئيسة التعاونية في هذا السياق الجهات المعنية بالاقتصاد الاجتماعي التضامني إلى تقديم مزيد من الدعم لمثل هذه المبادرات التي تساهم في تثمين المنتجات المحلية وتمكين التعاونية من الاعتمادات اللازمة لإصلاح مقرها وتأهيله بشكل أفضل.

 

ورغبة منها في التعاون وتوحيد الجهود لتثمين سلسلة الصبار والحفاظ على قيمته المضافة ساهمت تعاونية ” أكناري ” خلال السنة الماضية في تأسيس المجموعة ذات النفع الاقتصادي “أكناري جبال آيت باعمران” التي تشرف حاليا على تسيير وحدة صناعية لتلفيف وتثمين منتوج الصبار بسيدي افني.

 

وتهدف هذه الوحدة التي تم بناؤها وتجهيزها من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري بشراكة مع بلدية سيدي افني الى تسويق منتوج الصبار في الأسواق الكبرى داخل المغرب وتصديره الى الاسواق الأوربية.

 

ويقدر الإنتاج السنوي من فاكهة الصبار بإقليم سيدي افني ب 237 ألف طن ، ويتطلع مسيرو الوحدة الصناعية إلى الرفع من الحصة المسوقة من 134 ألف طن الى 161 ألف و400 طن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *