اقتصاد

إيموزار .. شلالات ساحرة وخضرة آسرة وبنية تحتية قافرة

على بعد كيلومترات شمال مدينة أكادير ووسط جبال الأطلس الكبير تقع منطقة إدوتنان التابعة لعمالة أكادير إيدوتنان.

عند الانطلاق من مدينة أكادير في اتجاه مدينة الصويرة عبر الطريق الساحلية وفي منطقة تدعى “أورير” قبل الوصول إلى شاطئ تغازوت المعروف ينعرج الزائر يمينا في اتجاه “طريق العسل” الذي يخترق جبال الأطلس الكبير عبر واد تصطف بجنباته أشجار النخيل يسمى “واد الجنة” نظرا لسحر طبيعته وجمالية مناظره.

عندما يصل المرء إلى قيادة إيموزار، مركز المنطقة لا تبقى أمامه سوى أربع كيلومترات نزولا، حيث تتربع شلالات إيموزار إدوتنان التي تنتصب شامخة وسط دوار اسمه “تمروت”، هنا يجد الزائر نفسه وسط مناظر خلابة تحيط بالشلال من أشجار للزيتون ومن تشكيلات كلسية آية في الجمال نتيجة لتدفق المياه على مر الزمان.

مياه الشلالات تجري عبر واد يخترق الأراضي الفلاحية في اتجاه وديان النخيل غير بعيد عن مصب الشلالات.

أول ما يسترعي انتباه الزائر وعورة المسالك الطرقية المؤدية إلى هذه المنطقة السياحية نظرا لضيقها وعدم وجود حواجز تمنع السقوط ما يؤدي في بعض الحالات إلى خسائر مادية وبشرية.

خلال فصل الشتاء تكون شلالات إيموزار في أبهى حللها خاصة، عندما يمتزج فيها خرير المياه بأزهار شهر الربيع فيندهش السياح الأجانب منهم والمغاربة أيما إعجاب بسحر المكان وبجمال هذه الطبيعة الجبلية الخلابة.

أثناء توقيف السيارة تحت أشجار الزيتون يسلك الزوار الطريق المؤدي إلى مصب الشلال مشيا على الأقدام حيث تعرض بعض منتجات الصناعة التقليدية الخزفية أو المصنوعة من خشب العرعار الذي تتميز به المنطقة، كما نجد محلات لبيع زيت الزيتون وزيت أركان وأنواع مختلفة من العسل (وللإشارة فالمنطقة تحتضن سنويا خلال شهر يوليوز مهرجانا للعسل يحضره ثلة من المسئولين وتعرض فيه مختلف المنتجات الزيتية والنباتية المحلية)، كما نجد مقاهي وفنادق لإيواء السياح.

وعند الوصول إلى مصب الشلال مباشرة نجد بركة مائية عميقة تتميز ببرودة مياهها طول فصول السنة، كما يسترعي انتباهنا مهارة بعض السكان المحليين في تسلق التشكيلات الكلسية المحيطة بالبركة المائية وفي القفزات المميتة التي يقومون بها والتي يندهش لها كل زائر ويتخذ أغلب هؤلاء من هذا المكان مورد رزق لهم.

ورغم ما تتميز به المنطقة من طبيعة فهناك مجموعة من المشاكل والمعيقات التي تحول دون تقدم المنطقة واشتهارها أكثر، حيث يعتبر مشكل الطريق المشكل الرئيسي الذي يشتكي منه السياح والساكنة على حد سواء، نظرا لوعورة مسالكه وضيقها وانقطاعه خلال موسم الأمطار.

أما المعيق الثاني للتنمية في المنطقة هو شح المياه في الشلال وتدفقها خلال فصل الشتاء فقط أي انقطاع المياه في متم مارس وبذلك جفاف الشلال خلال فصل الصيف الذي يكثر فيه الزوار المغاربة على وجه الخصوص.

كما يعتبر مشكل قلة المرافق الضرورية من موقف للسيارات والطريق الإسمنتية المفضية للمصب وتهيئة لباحات للاصطياف مشكلا آخر يستدعي حله، بالإضافة كذلك إلى قلة المحلات التجارية والمقاهي، وعدم وجود لوحات ولافتات لتوجيه بعض السياح الذين لا يحترمون الطبيعة الخلابة من خلال إلقاء نفاياتهم في العراء، وتخريبهم لأغراس الساكنة ومزروعاتهم.

وفي ظل هذه الظروف لا يستفيد سوى أشخاص قليلين من هذا القطاع غير المهيكل، وهناك عدة مشاكل أخرى لا يتسع المجال هنا لذكرها كضعف هيئات المجتمع المدني القادرة على التعريف بالمنطقة، وتنظيم وتأطير السياح خلال فترة اصطيافهم، وكل هذا وسط تجاهل الجهات المسؤولة وعدم اهتمامها بهذه المنطقة لا سيما وأن السياحة الجبلية تعتبر رافدا مهما من روافد السياحة التي توليها الدولة اهتماما بالغا باعتبارها قطاعا حيويا في الاقتصاد الوطني.

وفي هذه الظروف المزرية لشلالات إيموزار يتمنى ساكنة المنطقة المهمشين، التفات كافة المسؤولين والمعنيين بهذا الموضوع نحو الوضع الغير المرضي لإيجاد حلول ناجحة وواقعية بغية تأهيل هذا الموروث الطبيعي الذي تنهشه أيادي الإهمال، والسعي إلى تنمية المنطقة وتزويدها بمختلف المرافق الضرورية، قصد تحقيق التنمية المنشودة والخروج من التهميش والفاقة التي يعاني منهما السكان منذ سنوات الاستعمار الفرنسي التي شهدتها المنطقة.

5 4 3 2 681233015 1 شلالات إيموزار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *