مجتمع

تعثر أشغال ترميم أعرق مسجد تراثي بتيزنيت يثير مخاوف الساكنة

أدى توقف أشغال ترميم أعرق مسجد تاريخي بتيزنيت التي انطلقت منذ منتصف شهر يناير من السنة الماضية، إلى غضب في صفوف الساكنة المحلية والمنتخبين، الذين استبشروا خيرا ببداية الأشغال بعد صدور قرار من اللجنة المكلفة بمراقبة متانة البنايات العتيقة، يقضي بمنع استغلال المسجد المذكور لاحتمال تهدمه في أي وقت. وفي هذا السياق، استنكرت جمعية رعاية المدرسة العلمية العتيقة بالمسجد الكبير بتيزنيت توقف الأشغال بورش ترميم المسجد الكبير منذ حوالي ثلاثة أشهر، كما حذرت المسؤولين بمختلف مستوياتهم من خطورة الوضع في حالة ما إذا لم يتم تدارك الموقف قبل حلول الأمطار.

وفي الوقت الذي أوضح فيه أحمد بومزكو، نائب رئيس البلدي لمدينة تيزنيت، بأن أسباب توقف الأشغال تعود لكثرة المتدخلين بالمسجد رغم حرص الشركة المعنية على جودة الأشغال وفق المعايير المعتمدة في الترميم، طالب محمد حمسيك، مستشار معارض ببلدية تيزنيت، من مندوبيتي الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس الحضري لتيزنيت، تقديم توضيحات حول أسباب توقف الأشغال بورش الجامع الكبير، وقل في رسالة تتوفر الجريدة على نسخة منها أن “الأشغال بهذه المعلمة التاريخية توقفت بالرغم من استكمال الإجراءات المتعلقة بالصفقة التي فازت بها شركة من مدينة فاس”. مضيفا أن “بعض التقنيين كشفوا عيوبا خطيرة كاستعمال التربة المخالفة للمعايير المتفق عليها”.

وفي سؤال كتابي لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تساءل لحسن بنواري، برلماني ونائب رئيس المجلس البلدي، عن أسباب تعثر ترميم الجامع الكبير، كما تساءل عن الآجال المحددة في الصفقة لإتمام أشغال الترميم، وعن الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة للتعجيل بإتمام الأشغال ووضع حد لهذا لتعثر، مضيفا في السؤال الذي تتوفر مشاهد على نسخة منه، أن “الشركة قامت بتجريد بناية المسجد من كل أشكال التكسية من سقوف وأرضية وتبليط للجدران، إلى أن أصبحت البناية في حالتها الأولية، أي عبارة عن جدران من التراب المضغوط، لكن عملية التعرية – يضيف البرلماني – لم تتبعها أية عملية منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، نظرا لتوقف الأشغال بالورش”.

وشدد بنواري على أن “هذه الوضعية أثارت انتباه السكان، وخاصة مستعملي هذا الجامع كمسجد للصلوات الخمس وصلاة الجمعة، ما دفعهم إلى التعبير عما يشعرون به من قلق وعدم الرضى نتيجة عدم تقدم الأشغال، ومما زاد من قلقهم هو بقاء بناية المسجد من غير حماية تجاه عوامل التعرية، خاصة وأننا على أبواب موسم الأمطار الذي قد يلحق أضرارا بالجدران الطينية نظرا للوضعية التي يوجد عليها حاليا، كما أن الصومعة التي تسببت حالة بنايتها مصدرا لقرار الإغلاق لم تعرف أي تدخل يذكر”.

وكانت أشغال ترميم الجامع الأعظم بتيزنيت، قد انطلقت رسميا يوم الثلاثاء 15 يناير من السنة الماضية، بتكلفة إجمالية بلغت أزيد من 11 مليون درهم، أي ما يزيد عن مليار و100 مليون سنتيم، وخلال حفل بداية الأشغال أعلن المهندس بأن الشركة التي رست عليها صفقة الترميم ستعمد بالإضافة إلى مهمتها في تهييء الفضاء الداخلي والخارجي للمسجد وفق مواصفات تقليدية تحفظ للمعمار رونقه وجماليته، إلى تهيئ الساحات المجاورة لها باعتبارها ساحات عمومية ومتنفس للمدينة.

يذكر أن الجامع الكبير بتيزنيت، يعد من أهم المراكز العلمية والدينية بمنطقة سوس، الذي يقع بمنطقة “إيضلحة” داخل المدينة القديمة لتيزنيت، وقد تم تجديده في وقت سابق على يد القائد “سعيد الكيلولي” بعد تهدم المسجد القديم مع صومعته البسيطة المتواجدة آنذاك وسط المسجد، قبل أن توضع من جديد في المكان الذي توجد فيه حالي، وبقيت بلا تبليط بعد جلاء القائد المذكور، كما بقيت أخشابها بارزة إلى سنة 1345 هجرية حيث تم تبليطها والإبقاء في الآن نفسه على الأخشاب البارزة كجزء من الذاكرة المحلية وعلامة مميزة للمسجد الأعظم بتيزنيت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *