ثقافة وفن

معهدٌ ملكي متخصص يقدم بابن زهر مؤلفا حول “تاريخ المغرب”

احتضنت جامعة ابن زهر، الجمعة، فعالتين ثقافتين، بمناسبة حفل تقديم مؤلف كتاب “تاريخ المغرب تحيين وتركيب” لأزيد من خمسين باحثا من توجهات مختلفة؛ والصادر عن المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، تحت إشراف الأستاذ محمد القبلي.

ويأتي اللقاءان الذين عقد أولهما بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر صباحا، ومساء نفس اليوم بأحد الفنادق بشراكة مع جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية.

وفي اللقاء المسائي تحدث في البداية، رئيس جامعة ابن زهر الدكتور عمر حلي، عن المقاربة الجديدة والعميقة للعمل التاريخي التي تبناها الكتاب، الذي استعاد إسهامات من قرون تاريخ بلد المغرب؛ العميق بتجاربه وهويته المتعددة وتاريخه القوي وبمجتمعه وتجاربه، وذكر أن أعمال الكتاب تعكس الجهد الكبير الذي بذل ليخرج بمنتوج علمي تاريخي مكتوب شمل مجالات عديدة.

بعدها وصف رئيس جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية الأستاذ حسن بنحليمة، المؤلف بأنه قراءة ثاقبة للمجال والمجتمع المغربيين، معتبرا إياه إضافة نوعية من خلال حبكته المحكمة والمحصنة ومنهجه الرصين وأسلوبه السلس، مبرزا البعد التربوي للمؤلف الذي حرص مؤلفوه على تقديم مادته المفعمة بالروح الوطنية المجسدة لذاكرة المغاربة، وملؤه لمجموع الثغرات حول ماضيهم.

واكتفى الأستاذ محمد القبلي بتقديم المعهد الملكي لتاريخ المغرب وظهيره الملكي المؤسس، محددا مهمته في البحث العلمي في تاريخ المغرب؛ عبر ترسيخ الهوية المغربية وتأصيل الذاكرة الجماعية، مع التفتح على مختلف الأطراف المتفاعلة مع الذات الشخصية عبر العصور قائما في ذلك على مرتكزين اثنين؛ أولهما أكاديمي يصب في دراسة تاريخ المغرب، وفق تصور شمولي علمي للنسق التاريخي للمغرب، وثانيهما منطلق من ضرورة تعبئة الطاقات المغربية وإقناعها بخصوصياتها التاريخية، مشيرا في نهاية كلمته للعمل الذي ينكب عليه المعهد في تلخيص معطيات هذا المؤلف؛ للخروج به في طبعة بسيطة إلى متناول التلميذ والطالب والمواطن العادي.

وتضمنت قراءة محمد المازوني، أستاذ التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر، سفرا في التاريخ الديني المغربي من خلال المؤلف، متحدثا عن تحرر المؤلف من قيود التقليد والطابوهات المظلمة، وإمكانية قرائنه من دون مسبقات ومضمرات القول والتلميح، مركزا في مقاصد مداخلته على قراءة توصيفية للمعالجة التاريخية؛ التي تناول بها كتاب التاريخ الديني مدى حدود التداخل بين السياسي والديني في الدولة المغربية؛ منذ تأسيس الدولة المرابطية، مشيرا في ذلك إلى الحديث عن المدرسة والتجربة الجزولية في استيعاب تمظهرات الصوفية، مجيبا عن مجموعة من التساؤلات التي همت تمثيلية التاريخ الديني في سيرورة تاريخ المغرب.

أما الاستاذ عز الدين بونيت؛ فجاءت قرائته في الكتاب تحت عنوان “قراءة في التاريخ الثقافي المغربي”، ومما قال: “هذا الكتاب فاتحة تاريخ مأمن في المغرب”، مشددا على ضرورة نبذ قراءة الكتاب كخطاب عن الهوية؛كالتي يستحوذ عليها السياسيون والمتسمة بالانغلاق، داعيا لرأسملة البحث التاريخي أسوة بالبحث الأكاديمي الألماني، من خلال الاتفاق على مجموعة من الأسس واعتبارها مسلمة، تجسد وعيا نظريا وتطبيقيا لهذا التاريخ الثقافي لغاية بروز متغيرات، مؤكدا على كون المؤلف ليس مجرد كتاب جماعي؛ بل مؤلفا تركيبيا ووثيقة مؤسساتية توجب التعامل معها كمرجع للسياسات، وسياسات بناء واستخلاص وترميم مستقبل الثقافة على وجه الخصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *