وطنيات

تكليف مهندسة عراقية مثيرة للجدل بتصميم المسرح الكبير للرباط

صرح محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة بأن “زها حديد” هي المهندسة المعمارية العراقية المكلفة بإعداد تصميم بناية المسرح الكبير بمدينة الرباط، والذي سينجز تحت شعار “الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثقافية”، وسيعمل على توفير مؤسسات ثقافية، وسيحدث المسرح الكبير للرباط بضفة أبي رقراق بطاقة استيعابية تبلغ 2000 مقعد بتصميم معماري مستقبلي.

ولدت “زها” في بغداد سنة 1950 وهي ابنة وزير المالية العراقي السابق محمد حديد الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة (1958 – 1963)، أكملت دراستها ببغداد وانتقلت لبيروت حيث حصلت على شهادة الليصانس في الرياضيات من الجامعة الامريكية ببيروت، ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، حاصلة على وسام التقدير من المملكة البريطانية، وعملت في بداياتها في حقل التدريس لسنوات في كبريات الجامعات بعدة دول من أروبا وامريكا، كهارفرد وشيكاغو وهامبورخ وكولومبيا ونييورك.

وبرز اسمها في مجال العمارة والهندسة من خلال إشرافها على العديد من المشاريع العملاقة في مناطق مختلفة من العالم من أهمها الاستاد الأولمبي بلندن، الذي كان ضمن ملف مدينة لندن، لاستضافة الألعاب الأولمبية في عام 2012. والمبنى الرئيسي للمصنع بي ام دبليو في لايبزيج. ومحطة اطفاء فيترا (1993)، بالمانيا، ومركز روزنتال للفن المعاصر (1998)، سينسيناتي، بالولايات المتحدة، ومشروع متحف المتوسطية دي ريدجو كلابريا، ودار الاوبرا في دبي، و دار الأوبرا في جوانكتشو الصينية،  وجسر الشيخ زايد ابو ضبي (2010)، وحصلت على جائزة “بريتزكر” للهندسة المعمارية المعادلة لجائزة نوبل عام 2004.

وبالرغم من نجاحها في عالم الهندسة المعمارية وإشرافها على كبريات المشاريع العالمية إلا أن تصاميم زها حديد تواجه بالنقد اللاذع فوصفت بمعمارية غير حساسة بالمكان، بحيث وصف معماريون يابانيون تصميم زها حديد لملعب طوكيو الخاص بدورة الألعاب الاولمبية 2020، بالصارخ وغير حساس لطبيعة المكان والكبير جدا والمكلف للغاية.

وأجمع مائة معماري في مقدمتهم فوميهيكو ماكي “85 عاما” والفائز بجائزة “بريتزكر ” التي حصلت عليها زها حديد أيضا”، في احتجاجهم، على أن الملعب أكبر مرتين إلى ثلاث في حجمه من الملعبين الاولمبيين في لندن وأثينا، وتكلفته تصل إلى 1.8 مليار جنيه إسترليني، في حين رات زها أن الملعب الاولمبي في طوكيو مصمم من مقاطع حديدية خفيفة ومتماسكة وهيكله أشبه بجسر حيوي يخلق رحلة مثيرة للزوار.

كما ووجه تصميم “زها حديد” بالنقد اللاذع بقطر حيث وصف صحفيون تصميمها لملعب الوكرة الذي سيتقبل كأس العالم 2022 بـ “المهبل الكبير”، وأن أي إنسان مدرك سيعرف بسهولة إن الملعب يشبه مهبلا هائلا”، وردت عليهم حينها “بأن وقتها ضيق جدا لمتابعة مثل هذه المقارنات البذيئة، مؤكدة أنه في حال كان مصمم الملعب رجلا لما أثيرت مثل هذه الضجة. وقالت إن تصميم ملعب الوكرة مستوحى من القوارب التي كانت تستخدم في الصيد في منطقة الخليج، وخاصة صيد اللؤلؤ، متساءلة “هل كل شيء به فتحة هو فرج إمرأة؟ إنه أمر سخيف ومضحك”.

وعاب عليها الكثير كذلك أن تصاميمها تكون لافتة للنظر على “المكيط” فقط وتعاني من عدم الانسجام مع روح المدن التي ينبغي أن تنتمي إليها. وتحتاج أغلب تصاميم زها حديد إلى فضاءات مفتوحة، بينما لا تقدم المدن مثل هذه الفضاءات بسهولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *