متابعات

القصف الجوي والبحري والبري لغزة يسقط شهداءً كل ساعة

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرحلة جديدة بعد انطلاق الهجوم البري أمس الخميس، يتواصل سقوط الشهداء الفلسطينيين، لترتفع حصيلة العدوان إلى 261 شهيدا وألفي جريح على الأقل، جلهم من الأطفال والنساء والرجال كبار السن، وسط دعوات دولية لتفادي التصعيد واستهداف المدنيين.

وينضاف في كل ساعة شهداء فلسطينيون جدد إلى ضحايا العدوان، آخرهم شهيد مجهول الهوية جراء قصف مدفعي شمال بيت حانون، وقبله ثلاثة فتية في قصف مماثل في غربها، حسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وانضم قبلهم إلى قافلة الشهداء ستة فلسطينيين، بينهم سيدة، في قصف على غزة، وثلاثة آخرون في قصف على خان يونس، وشهيدان أحدهما في رفح والآخر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فضلا عن أربعة آخرين، بينهم رضيعة (خمسة أشهر)، في قصف مدفعي لجنوب القطاع، وشقيقين في قصف مماثل لبلدة بيت حانون.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن “قنص جندي إسرائيلي”، مضيفة أنها قصفت مدينة ديمونة بصاروخي إم75.

وأقر جيش الاحتلال بمقتل أحد عناصره، فجر اليوم الجمعة، هو الأول منذ بدء العملية البرية، مشيرا إلى أنه دمر “عشرين منصة لإطلاق الصواريخ وشن تسع غارات على أنفاق، واستهدف 103 هدفا”.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بدء اجتماع خاص للحكومة الأمنية المصغرة اليوم الجمعة، أن شن عملية عسكرية برية في غزة يهدف إلى ضرب الأنفاق في القطاع، موضحا أن الغارات الجوية وحدها لا تكفي لذلك.

وبعد الإعلان عن بدء العملية، بدأ الجيش بقصف مكثف لغزة عبر الجو والبحر، بالموازاة مع قصف مدفعي، واستدعى الجيش 18 ألف جندي احتياط إضافي في إطار الهجوم الذي يستهدف تدمير الأنفاق التي حفرتها المقاومة، واستخدمتها كتائب القسام عدة مرات للتسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية منذ بدء العدوان.

وهذه أول مرة يشن فيها الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ العدوان على قطاع غزة في 2008-2009 الذي استشهد فيه نحو 1400 فلسطيني ولم ينجح في وضع حد لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل، فجر الجمعة، أن الهجوم البري الذي بدأه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة آيل إلى الفشل.

وقال “إن ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي (…) لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان”.

وأضاف أن المطلب الواضح للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة هو وقف العدوان والعقوبات الجماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وإنهاء الحصار على غزة بصورة نهائية.

ومساء أمس الخميس، اعتبر المتحدث باسم (حماس) فوزي برهوم أن الهجوم البري “خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب وسيدفع ثمنها الاحتلال غاليا و+حماس+ جاهزة للمواجهة”، مؤكدا أن هذا الهجوم يأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة جراء ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة.

من جهة أخرى، يتوقع وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم الجمعة، إلى مصر وإسرائيل لبحث وسائل لوضع حد للتصعيد، في حين حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الخميس، إسرائيل على “تفادي تصعيد جديد” مع بدء عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة.

كما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إسرائيل “ببذل جهد أكبر لوقف سقوط الضحايا المدنيين”، متأسفا للتدهور المتزايد لهذا النزاع الخطير “رغم دعواته المتكررة مع العديد من القادة الإقليميين والعالميين” إلى وقف إطلاق النار.

وفي القاهرة، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الهجوم الإسرائيلي البري على قطاع غزة سيؤدي إلى “مزيد من سفك الدماء” وسيعقد الجهود التي تبذل لوضع حد للنزاع.

وأكدت النرويج، اليوم الجمعة، على لسان وزير خارجيتها بورغي بريندي أن الهجوم العسكري البري الإسرائيلي “غير مقبول”، معتبرة أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لم تستنفذ بعد.

وذكر بريندي، العائد من زيارة إلى الشرق الأوسط، أنه حذر نتانياهو من “غزو بري” قال إنه “سيؤدي إلى وضع أصعب”، معتبرا أن مقتل أطفال في غزة “مؤلم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *